وثائقيات (3) فينس ماكمان: فينس يلتقى بصانع امجاده، ويذهل العالم براسلمينيا

وثائقيات (3) فينس ماكمان: فينس يلتقى بصانع امجاده، ويذهل العالم براسلمينيا

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 20 نوفمبر، 2015


2414914_orig

الـWWF كانت قد انفصلت عن الجسم القانوني للمصارعة الحرة فى الولايات المتحدة فى بداية الستينات، والذي وضعت له حكومة البلاد القوانين الأولى بينما سن المروجون بعض القوانين واتفقوا عليها دون ان تكتب، لذا كان ماكمان الأب يعرف تماما المشاكل التى ستواجه ابنه حين يخالف هو القوانين ايضا، ولكنه فضل مشاهدة ما يحدث دون تدخل حتى يتعلم فينس بنفسه ما تعلمه والده فى السابق.

ولكن الابن كان يختلف كثيرا عن الأب واستطاع ان يجني بعض الأموال من تسجيل نزالات المصارعة وبيعها للتلفزيون لاحقا، وقام باستغلال هذه الأموال فى التعاقد مع مصارعين من الاتحادات المختلفة حول الولايات، بل كان يقوم هو ايضا بالتنقل بين جميع المقاطعات ليقوم نزالات تابعة لشركته الدبليو دبليو اف، فثار غضب الجميع على فينس واضطر والده للاستماع الى العديد من التهديدات من المروجين يخبرونه فيها ان ابنه ينتهك القوانين وسيقومون بقتله والقاءه فى القمامة ان فكر فى المواصلة فيما يفعله حاليا.

لم يتحدث الاب مع ابنه فينس بكل تحول خوفه الى اعجاب كبير بعد ان شاهده يقارع بقية الاتحادات ويتغلب عليهم جميعا، وشيئا فشيئا كان اتحاد الدبليو دبليو اف ينتشر اسمه عبر الولايات المتحدة وامتلك فينس العديد من المصارعين المميزين، وكذلك حصل على بعض التعاقدات مع بعض المحطات التلفزيونية.

وهو الأمر الذي جعل بقية المروجين يتراجعون امام نفوذ فينس ماكمان، وفضل بعضهم الوقوف خلفه بدلا من مواجهته والخسارة، ولكن ما لم يكن يعرفه الكثيرون ان فينس ماكمان واتحاده كان يعاني ماديا، وكانت براعة فينس فى اظهار الجانب المشرق من اتحاده دون ان يعرف البقية عن فراغ خزائنه من المال.

وكما تقول الحكمة بأن المعاناة تولد الابداع، اتى فينس بفكرة قلبت كل الموازين فى عمل المصارعة، وهى مزج الموسيقى مع المصارعة، أو بما عرف لاحقا بأسم “Rock ‘n’ Wrestling Connection”. ففى بداية الثمانينات كانت هناك فنانة مشهورة تدعى سيندي لوبار، طلبت من مدير اعمال المصارعين لاو البانو الظهور معها فى فيديو لأغنيته الناجحة “Girls wanna have fun”، فعرف جمهور الموسيقى من هو لاو البانو.

وردا للجميل ظهرت نجمة الموسيقى سيندي فى نزال باتحاد WWF، ليتابع جمهورها النزال فقط لأنها كانت تقف بالقرب من الحلبة، قبل ان يستضيفها المصارع الاسطوري “رودي راودي بايبر” فى فقرته الحوار “بايبر بيت” فى نفس الليلة. ومنذ تلك الامسية بدأت الموسيقى والفنانون المشهورين يدخلون الى عالم المصارعة، وظهر فينس واتحاده فى قناة “MTV” الشهيرة اكثر من مرة، وتم الترويج لعروض المصارعة عبر أكبر وأهم قنوات الموسيقى فى الولايات المتحدة والعالم ككل.

وفى عام 1984 التقى فينس ماكمان بصانع امجاده وتذكرة طيرانه حول العالم، المصارع الخارق هولك هوغان، ومع ان فينس سبق والتقى بهوغان فى بداية الثمانينيات الا ان عدم امتلاكه لشركة والده فى ذلك الوقت منعه من التعاقد معه واستغلاله بشكل جيد. فينس هو من اطلق اسم هولك هوغان على المصارع، فهولك هى اشارة الى الشخصية الاسطورية “هولك أو الرجل الاخضر”، وهوغان اسم اختاره فينس ليعطى الصفة الايرلندية للمصارع. فينس وهوغان معا جعلا اتحاد الدبليو دبليو اف الاسم الأول فى عالم مصارعة المحترفين منذ ذلك الوقت وحتى الآن.

ولكن بالنسبة لفينس ماكمان كان هناك دوما شئ مفقود، ولأن البحث عن الكمال لا ينتهى ظل فينس يدفع بحدود عقله الى اقصى درجة، حتى اتت الفكرة الاكثر جنونا على الاطلاق، كأس عالم، سوبر بول، مهرجان، أو أي أسم اخر يصف حدث رئيسي للمصارعة الحرة يقام سنويا ويكون أقرب للاحتفالية. فأتت “راسلمينيا” او ما معناه جنون المصارعة.

وفى تلك الفترة كان فينس يقضى اجازته بعيدا عن عالم المصارعة ومعه زوجته ليندا وأبنه الاكبر شاين، ولكن الاجازة كان لاراحة الجسد فقط بينما ظل عقله هناك داخل الحلبة طيلة الوقت، وفور عودته كان فكرة مهرجان راسلمينيا قد استحوذت عليه بالكامل، خصوصا بعد موافقة زوجته ليندا على الفكرة وتشجيعها له.

ماكمان كان يملك عقدا مع احدى المحطات الاذاعية لبث نزالاته فيها بصورة اسبوعية، ولتمويل مهرجان راسلمينيا اضطر ماكمان لبيع ذلك العقد لاحد الاتحادات المنافسة له، وكذلك قام بالتعاقد مع قناة “ام تى في” الغنائية للترويج للمهرجان.

فيما ضمن مشاركة العديد من اشهر نجوم الفن والرياضة فى العالم وعلى رأسم الاسطورة محمد على كلاي، وبالفعل حقق مهرجان راسلمينيا نجاحا منقطع النظير ادهش جميع وسائل الاعلام حول الولايات المتحدة، وحظى بمتابعة اكثر من مليون مشاهد عبر التلفاز ايضا. ماكمان غامر بكل ما يملكه فى تلك الأمسية ووضع كل شئ ما عدى زوجته وابنه فى المحك وهو يقيم العرض ولكنه فاز فى النهاية بكل شئ.

يتبع ….

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد