الحديث عن رومان رينز يجب ان يوضع فى قسمين، القسم الأول وهى الموهبة فى النزالات ومعها الشخصية التى يقدمها بشكل عام، والقسم الثاني وهو وضع المصارع فى السيناريو، وبما ان القسم الاول دائما ما يثير المشاكل ولا ينتهى النقاش حوله ابدا، فمن الطبيعي ان يكون القسم الثاني هو الاكثر عقلانية ويمكن ابداء الرأي فيه دون تهم الانحياز والتطبيل لذلك النجم الشاب.
الكل يعرف ان المصارع لا ذنب له فى السيناريو الذي يوضع له، وهو مجبر على تقديمه بكل حذافيره بسبب اختلاف معايير الثقة فى المصارع بين الجيل الحالي وجيل عصر الاتيديود، ولكن حين نتحدث عن مصارع لا ذنب له فى السيناريو فأن ذلك لا يعفيه تماما من التهم التى قد توجه اليه نتيجة تقديم ذلك السيناريو امام الجمهو، فكل المصارعين حاليا مثله، ولكن ما يميز بعضهم عن الأخر هو اتقان تقديم ذلك السيناريو.
رومان رينز من الاقل حظا حاليا بعد ان تم وضعه فى دائرة اهتمام فينس ماكمان، وهى الدائرة التى باتت تضيق مع مرور الوقت حتى لم يعد فيها سوى رومان رينز وحده، وبات الأمر بمثابة تحدي بين فينس والجمهور، فأما ان ينجح رومان ويهتف له الجميع، وأما لن تجدون غيره فى مقدمة المصارعين وسيظل يستأثر بجميع الاحداث الرئيسية طيلة الوقت.
وهو ما يحدث منذ فترة وسيظل سيحدث لفترة أطول للأسف، وهاهو يتصدر عرض راسلمينيا من جديد وينافس على حزام بطولة اليونفيرسال امام بروك ليسنر، ومسألة الفوز بتلك البطولة ليست هى ما تشغل ماكمان، فهو أمر مفروغ منه ولا علاقة بالسيناريوهات التى توضع حاليا بتلك النقطة، بل كل السيناريوهات التى تشاهدها الجماهير في العروض الاسبوعية ما هى الا خطة طويلة الامد من اجل لحظة قصيرة للغاية، وهي اللحظة التى سيرفع فيها رينز حزام البطولة فى راسلمينيا والتى يجب ان يرافقها هتاف وتشجيع من الجمهور.
ولكن هل هذا هو الحل؟ ومن يجب ان يستسلم، الجمهور أم فينس ماكمان؟ ومن هو المتضرر؟ رومان رينز أم المشاهدين؟ كل تلك الاسئلة وغيرها قد تنكشف الاجابة عنها فى الفترة المقبلة، وربما لن تنكشف ابدا كون الامر يحتاج لوقت طويل وربما لحدوث معجزة تغيير من كل ذلك، فقبل خسمة سنوات كان جون سينا هو الاول والاخير والأمر والناهي، ولم يكن فينس ماكمان يفكر حتى فى وضع مصارع فوقه، حتى ظهر رومان رينز أخيرا وصاحبه اهتمام مبالغ من الجمهور فى بدايته جعل ماكمان يلقى دميته الاولى سينا ويطير فرحا بدميته الثانية.
للأسف الآن لا توجد دمية جديدة يمكن مقارنتها بالدمية التى يحملها فينس ماكمان منذ فترة، وهو مثل الطفل الذي لن يتخلى عن لعبته حتى يتم تقديم لعبة ثانية افضل من الاولى، لكن على شرط ان تكون تلك الدمية جديدة ولم يتم استعمالها من قبل شخص غيره، ونعنى بذلك اسماء من اي جي ستايلز وغيره من المواهب التى تم اكتشافها فى اتحاد اخر وصنعت نجوميتها بعيدا عن ماكمان.
ما يحدث مع رومان رينز هو تماما ما يحدث لتلك الدمية حين تكون فى يد الطفل لوحدها، تستهلك كثيرا وقد تفسد فى النهاية حين تمتلئ باللعاب، لذا على المصارع انه يحذر وان يعرف تماما ان موافقته على ذلك السيناريو لا تعفيه من المسؤولية، وانه ربما يحرق نفسه دون ان يعرف، وعليه ان يطرح على نفسه ذات السؤال الذي اشرنا اليه سابقا، هل فينس ماكمان يضعه فى المقدمة لأنه موهوب حقاً، أم ان الأمر مجرد عناد فى الجماهير فقط.
فان كان رومان رينز يعرف ان الامر مجرد عناد وانه سيظل فى المقدمة لأن لا يوجد شخص غيره، عليه ان يعرف ان تلك الخانة وهى وجه الاتحاد لا تملأ بهذه الطريقة، وسيتم القائه فى القمامة بمجرد ان يكتشف فينس ماكمان شخص غيره وان كان اقل منه كثيرا فى المستوى، فعلى الرغم من عناد فينس المعروف الا انه فى النهاية رجل اعمال ويعرف ان الجماهير هى مصدر رزقه فى الأول والاخير.
أما كان رومان رينز يرى انه يستحق تلك المكانة لأنه موهوب، فتلك هى المشكلة، لأنه لا يتصرف ابدا على هذه الاساس، فما يقوم به فى الحلبة لا علاقة له بالموهبة من قريب أو بعيد. قد يكون جيد جدا فى النزالات، خصوصا تلك التى تعتمد على القوة البدنية، وهو ما أـظهر موهبته الحقيقية فى سيناريو برون سترومان، لكن ذلك لا يكفى، وهو مازال بعيدا تماما عن النجوم الذين شغلوا مكانة وجه الاتحاد سابقا.
ان كان رومان رينز موهوب حقا فعليه ان يثبت ذلك بأن يتمرد على السيناريوهات التى توضع له، وان لا يخاف من اقتراح الافكار على فريق الابداع وماكمان نفسه، فما لا يعرفه المصارعين الشباب ان فينس ماكمان حين ظهر فى المقابلة الشهيرة مع ستيف أوستن ووصف مصارعي الجيل بالافتقار للشغف والابتكار مقارنة بجيل عصر الاتيديود، كان ذلك بمثابة اذن ضمن لهم بالتمرد على السيناريوهات واقتراح الافكار، لكن محدودية التفكير جعلت المصارعين يعتقدون ان رئيسهم يطالبهم بالمزيد من الجهد فى النزالات.
واقرب مثال على خضوع رومان رينز لتك السيناريوهات هو ما حدث فى عرض الرو قبل الاخير، حين ظهر امام بول هيمان وهو يقوم بالحديث عبر المايك ويهاجم غياب بروك ليسنر، ويرى ان السبب فى عدم معاقبة البطل هو انه “فتى فينس ماكمان”، في واحدة من أشهر الجمل سخافة واثارة للضحك، فالكل يعرف من هو فتى فينس ماكمان الحقيقي. وهنا كان على رومان رينز ان يرفض نطق تلك الجملة مهما كلفه الأمر من عقوبات.
الحل الامثل لرومان رينز هو ان يصر على الاقتراحات حتى يتعرض في النهاية الى عقوبات من فينس ماكمان، ولا اقصد عقوبات السيناريوهات السخيفة التى تزيد من الطين بلة، لأنهم يحاولون تكرار سيناريو دانيال براين والسلطة معه، بل اقصد عقوبات حقيقية تحرمه من الدفعات وتجعله مجرد متلقى للخسائر ومصارع درجة ثانية. حينها فقط سيكف الجمهور عن الهتاف ضده، وسيعرفون انه مثلهم يرفض تلك السيناريوهات اللامنطقية ويرغب حقيقة فى تطوير نفسه بعيدا عن ماكمان.