وجهة نظر: روندا روزي وبول هيمان .. اسهل الحلول وأفشلها

وجهة نظر: روندا روزي وبول هيمان .. اسهل الحلول وأفشلها

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 4 مارس، 2018


ما ان ظهرت المقاتلة روندا روزي في عرض رويال رامبل وتم الاعلان رسميا عن انتقالها الى عالم المصارعة الحرة، حتى بدأ الجميع فى التشبيه بينها وبين بروك ليسنر، وكيف ان السيدات وجدن ضالتهن فى اسم مشابه لذلك الموجود فى قسم الرجال، وذلك لأن كلا النجمين حققا الكثير جدا فى عالم الفنون القتالية وصنعا لنفسهما اسما كأخطر الرياضيين على وجه الارض.

لا أحد يمكنه ان يقلل مما تستطيع روندا روزي ان تقدمه لعالم المصارعة الحرة عموما والسيدات على وجه الخصوص، فهي من أكبر واهم الاسماء التى انضمت الى عالم المصارعة على الاطلاق، وذلك كونها تحظى بشعبية جارفة على مستوى العالم بعد ان حطمت جميع الابواب المغلفة للسيدات فى عالم الفنون القتالية، لكن تبقى المشكلة فى كيفية تحولها من عالم العنف والدماء الى عالم الترفيه.

كيف تتعلم ان لا تكتفى بوجه صارم وضربات مؤلمة للخصم، وان تبدأ فى رسم الكثير جدا من ملامحها حين تدخل الى الحلبة، وان تعرف ان الضربات المؤلمة لا مكان لها هنا بقدر الضربات المتقنة والاقرب الى الواقع، وان اللكمة لا تعنى شئ لو لم تسبقها بعض الدراما والاثارة اثناء تنفيذها.

وهى اشياء يحدد اتقانها ان كان المصارع ناجح أم فاشل وكيف ستتقبله الجماهير. والنقطة الاخيرة قد تكون هى الأهم على الاطلاق، والتى باتت تشكل صداع رهيب بالنسبة لفينس ماكمان، فهو لا زال يعاني منها مع نجمها المدلل رومان رينز، والذي قدم لاجله كل النفيس ووضع الكثير جدا من القرابين فى طريقه لكن دون اي جدوى تذكر.

وبما ان روندا روزي نجحت فى اختبار الانطباع الاول وحظيت بدعم كبير جدا من قبل الجماهير، الا ان المشكلة تكمن فى الاستمرارية حين تبدأ فصول اولى السيناريوهات التى ستخوضها، وحتى الان كل شئ على مايرام، فقدت كانت الادارة ذكية للغاية حين ابعدتها الحدث الرئيسي ومطاردة حزام السيدات مباشرة.

فمثل تلك الدفعات السريعة دائما ما تكون عواقبها غير محدودة، وهى التى تسببت فى افشال عودة مصارع ظلت تحلم به الجماهير لوقت طويل، ولكن ما ان ظهر لهم فى الحلبة حتى قاموا باستهجانه والسخرية منه، وهو باتيستا، وذلك لأنه فاز مباشرة بالرويال رامبل ونافس على حزام البطولة فى اولى شهوره مع الاتحاد.

كتاب السيناريو قاموا بمسك العصا من النصف، فلم يضعوا روندا روزي فى الحدث الرئيسي لكنهم لم يبعدوها تماما عنه، وتبقى المشكلة ان هذه العصا لن تظل متوازنة لوقت طويل، وان عليهم ان يختاروا اي جانب سيضعونه فى ايدي الجماهير. فما حدث حتى الان هو مجرد تقديم لمقاتلة مميزة للغاية للجماهير، لكن بدءا من الاسبوع المقبل على روندا روزي ان ترتدي زي المصارعات وتشرع فى تقديم نفسها فى قالب روندا المصارعة العادية.

المشكلة قد تكمن في ان الفنون القتالية دائما لا وجود للشخصية في حلباتها، وباستثناء كونور ماكريجور لا يوجد مقاتل يختلف عن الاخر سوى فى الضربات التى ينفذها فى الحلبة الثمانية. بينما فى حلبات المصارعة هناك الكثير جدا من الترفيه الذي يجب تقديمه طيلة فترة العرض، وشخصية المصارعة هى العمود الفقري لذلك الترفيه.

وكما هو متوقع فأن الحديث عبر المايكرفون سيكون هو الاختبار الاول لروندا روزي، وبينما كان من الطبيعي ان تكتفى ببعض الجمل فى اول ظهور لها فى الحلبة، الا انها ستكون مطالبة بأكثر من ذلك لاحقا، وهو ما جعل الكثير جدا من المحللين يرجحون ان تضع الادارة بول هيمان بجوارها، لتكون النسخة الانثوية من بروك ليسنر فى عالم السيدات ولتبتعد عن الحديث عبر المايكرفون.

وهو واحد من الحلول الجبانة والتى قد تنسف صورة روندا روزي في أول ايامها. ففي السابق لم يكن يعرف احد من هو بروك ليسنر حين ظهر لأول مرة فى عروض المصارعة، وكان بالنسبة للجميع الوحش الذي لا يمزح وينتظر اشارة من مديره هيمان لتمزيق الخصوم، وسارت تلك الصورة فى اذهان الجماهير حتى الان.

أما بالنسبة لروندا روزي فالوضع مختلف، فالجميع يعرف من هى، ومدى خطورتها وقوتها فى القتال، لذا الكل ينتظر ان يرى الجانب الترفيهي فى تلك الانثى الشرسة، وهو ما لن يتحقق ان اكتفت بالصمت بجوار بول هيمان كان يفعل بروك ليسنر فى كل اسبوع.

اما الاهم من ذلك، فهو السيناريو الرئيسي الذي اتت من اجله روندا روزي، وهى ان تصبح ستيف أوستن السيدات وليس بروك ليسنر، وأن يتم بناء شخصية متسلطة لستيفاني ماكمان تشبه ما كان يفعله والدها فى السابق خلال عصر الاتيديود، حين قدم هو ومصارعه الاصرع افضل العداوات فى تاريخ المصارعة حتى الان.

روندا روزي يجب ان تكون لوحدها فى ذلك السيناريو تماما كما كان عليه الحال مع اوستن، عليها ان تتصرف بجنون واستخدام قوتها المفرطة في مواجهة السلطة، عليها ان تتعرض للظلم والاذلال على يد ستيفاني ماكمان فى بعض الاحيان دون ان يدافع عنها أحد او يتحدث بالانابة عنها. والاهم من كل ذلك أن لا تتردد ابدا فى التحول الى الشخصية الشريرة متى ما وجدت سببا مقنعا لذلك. فحين تكون مقاتل كسر اذرع العديد من خصومه سابقا وحطم انوفهم فلا مكان للمثالية والطيبة بعد الآن.

 

كتابة: محمد بهاء الدين