لطالما كان جون سينا مثار جدل العديد من جماهير المصارعة في كل مكان، بين مؤيد له وآخر معارض، وكاره له وآخر محب، ولا زال سينا كذلك منذ سنوات طويلة وحتى يومنا هذا وسيستمر كذلك إلى أن يعتزل، وربما بعد ذلك.
وسنتناول في في هذا الموضوع وجهة نظر كارهي جون سينا، الذين يطالبونه بالتغيير، ولكن أي تغيير يريدون؟!. فهل يريدون منه أن يغير أسلوبه في الحلبات، أم يريدون التغيير في شخصيته؟!.
بالنسبة للشق الأول من التغيير فقد بدأ جون سينا بتداركه في الفترة الأخيرة، وأصبحنا نرى جون سينا أكثر حيوية في الحلبة، وأضاف بعض الحركات الجديدة إلى رصيد حركاته السابقة، وقد ألمّ جون سينا بهذا الجانب وعمل عليه وبدأ بالتحسن بالفعل وأصبح أكثر متعة من ذي قبل.
وهذه النقطة تحسب في رصيد جون سينا، لأنه شخص لمّاح وذكي بما يكفي كي يدرك ما تريده جماهير المصارعة، ولا يخفى على أحد أن سينا أكثر المصارعين اجتهادا في WWE على الإطلاق، بشهادة زملائه مسؤوليه، فلا زال أول من يحضر إلى العروض وآخر من يغادرها. ولن نخوض في هذه التفاصيل كثيرا لنبقى في صلب الموضوع.
نعرّج هنا على الشق الثاني من التغيير الذي تريده الجماهير ألا وهو “الشخصية”. برأيي أصبح جون سينا في منطقة لا يمكنه مغادرتها على الإطلاق، ولا يستطيع تغيير هذا الجانب إلّا في حال ابتعاده عن الحلبات واختفائه تماما عن المشهد، لكن هذا مستحيل من الناحية التجارية بالنسبة لـ WWE.
إذ لا زال جون سينا أحد أكثر النجوم تحقيقا للأرباح والمبيعات بالنسبة للإدارة، ولن يتخلوا عنه على الإطلاق. ناهيك عن كونه الوجه الإعلامي الأبرز في WWE، إذاً تعالوا نفترض جدلا أن جون سينا قرر تغيير شخصيته بالكامل والتحول لمكروه.
لكن، ألم تتسألوا كيف سيتحول جون سينا إلى مكروه وهوه بالأصل مكروه من قبل الكثيرين!!. فتحول جون سينا إلى الشخصية المكروهة أو الشريرة يعني شيئا واحدا فقط. وهو أن سينا سيبقى كما هو ولن يتغير عليه شيء.
نعم يا سادة لن يتغير عليه شيء، حيث أن من كانوا يكرهون جون سينا بشخصيته المحبوبة أو الطيبة سيسعدون بهذا التغيير ويصبحون أحبابه، ومن جهة أخرى سينقلب عليه من كانوا يحبونه بشخصيته الحالية ويصبحون أعداءه وكاريهيه.
وسنسمع حينها نفس الهتافات التي كنا نسمعها من الجماهير كل ما دخل جون سينا إلى الحلبة “هيا إمضي سينا … سينا مقرف”، ولكن مع تغيير بسيط في الأدوار حين يصبح كارهيه محبيه ومحبيه كاريهيه. وهذا ما قاله سينا في إحدى المقابلات، “كيف سأتحول لمكروه وأنا كذلك بالفعل”.
لذلك لن يحصل أي تغيير على وضع جون سينا من الناحية الجماهيرية، وسيبقى التغيير على أدواره في الحلبة، ولن يكون هذا التغيير مفيدا إلّا لجون سينا نفسه، إذ سيقدم دورا في مسيرته لم يكن قد لعبه من قبل.
ويبقى هذا التغيير مغامرة كبرى من WWE لا أتوقع أن تقدم عليها إطلاقا، لأن الناحية التجارية شيء مهم ومقدس في إدارة الإتحاد، ويبقى جون سينا الرقم الأول في إجمالي المبيعات السنوية. ولن يحصل أي تغيير إلّا إذا تزعزعت هذه المبيعات التي يجنيها سينا لهم.
ويبقى جون سينا المتضرر الأكبر من الناحية النفسية من هذا الموضوع، لكنه يتعامل مع هذا الجدل بإحترافية عالية تشهد وتضاف إلى رصيد إنجازاته، وهي نقطة لم يستطع نجوم كبار التعاطي معها على الإطلاق، ونذكر منهم كمثال ديف باتيستا الذي اشتبك مع عدد من الجماهير والصحفيين بعد عودته الأخيره بسبب هتافاتهم ضده.
وفي النهاية، أحببت أن أطرح هذا الموضوع من وجهة نظر محايدة، فأنا لست مع جون سينا ولست ضده كذلك، ولا أنكر أنني إعجابي بقدرته على التعاطي هذه المسألة بكل مهنية واحترافية. وبرأيي سيبقى جون سينا الشخصية الأكثر جدلا في تاريخ المصارعة ككل.
كتب: يوسف أبو سيفين
للتواصل من خلال تويتر
Follow @abuseifin