من الغريب حقا ما آلت اليه الأمور بالنسبة لمهرجان راسلمينيا المقبل، ومع تبقى اقل من أسبوع من انطلاق المهرجان يبدو ان لا شيء سيتغير بعدما حدث في عرض الراو الليلة، وأصبحت علامات الاستفهام تطارد الراسلمينيا ولماذا قام فينس ماكمان بتجاهل ما كان متوقعا والانسب بالنسبة للجماهير وقام ببعثر جميع الأوراق ليخرج الينا بهذه المحصلة المحبطة نوعا ما.

بالنسبة لنزال شاين ماكمان والاندرتيكر سيكون تساؤلنا فقط حول السبب الأساسي في اختيار الاندرتيكر. فأن كان فينس ماكمان يريد ان يعاقب ابنه ويضمن خسارته واذلاله في المهرجان، لماذا تجاهل الخيار الأمثل وهو الوحش بروك ليسنر وذهب الى خيار اندرتيكر، ليدخل بذلك الكثير من الحيرة في عقول المتابعين عن الأسباب التي تجعل اسطورة مثل الاندرتيكر مجرد دمية في يد فينس، خصوصا وان موافقته على النزال ستضعه في مواجهة الجماهير كونه سيقف في طريق تحقيق مرادهم بالتخلص من السلطة نهائيا.

اما عن نزال كريس جيريكو واي جاي ستايلز، فهو لا يستحق ابدا التواجد في الراسلمينيا، وكان من الغرابة حقا يعود المصارعين الى المواجهات مرة أخرى. كريس جيريكو واي جاي ستايلز تواجها اكثر من مرة واستمرت العداوة بينهما حتى توجت في النهاية بنزال في احد المهرجانات الشهرية وانتصر أي جاي ستايلز، الى هنا وانتهى الأمر، لماذا قامت الإدارة بإعادة تلك العداوة من جديد. لماذا حرمت الإدارة الجمهور عن اهم النزالات على الاطلاق وهو الذي كان من المفترض ان يجمع أي جاي ستايلز بكيفين اوينز.

وبالحديث عن كيفين اوينز ونزال حزام القارات.. من اقنع فينس ماكمان وجماعته ان تواجد السلم في أي نزال سيزيد من الحماسة فيه، اليس من باب أولى اختيار المصارعين الأمثل لهذا الدور. وما الحاجة في الأساس الى السلم وجميع اولائك المصارعين؟ كيفين اوينز واحد من افضل المؤدين في الحلبة في المواجهات المباشرة، وكانت الجماهير تهئ نفسها لمواجهة بينه وبين أي جاي ستايلز، او مع صديقه اللدود سامي زين.. ولكن بدلا عن ذلك أضيفت أسماء مثل ستاردست وسين كارا وزاك رايدر.

لنتحدث بعدها عن نزال دين أمبروز وبروك ليسنر على طريقة قتال الشوارع، وهو الذي يسير نحو كارثة كبيرة للغاية بعد ان افسد كتاب السيناريو كل شيء يتعلق بهذا النزال. في البداية قررت الإدارة وضع النجم دين أمبروز امام الوحش بروك ليسنر، وهو اختيار ليس في محله على الاطلاق كون بروك ليسنر كان يسير نحو مواجهة براي وايات. ولكن بما انه قد وقع الاختيار على امبروز كان يجب ان يتم تهيئته بصورة جيدة حتى تتسأل الجماهير ان كان قادرا على الفوز في النزال وانه ندا للوحش. ولكن بدلا عن ذلك تتم معاملة الأمور بصورة غريبة للغاية وكأنهم يريدون ان يذبحوا امبروز ويهينوا ما تبقى من كرامته بعد ان ظل مهمشا لوقت طويل.

منذ ان تم الإعلان عن ذلك النزال ودين امبروز يتلقى الضربات ويتم اذلاله بشتى السبل، فيما يتم الدفع ببروك ليسنر وتصويره على أنه غير قابل للمس، والأسوأ من كل ذلك ما حدث في عرض الأسماك داون الأخير. بروك ليسنر لوحده تغلب على جميع عائلة وايات ومن بعدها قام بالاطاحة بدين أمبروز (بضربة واحدة) مع ان الأخير كان يحمل عصا وليسنر بيديه المجردتين. الآن نحن امام نهاية كارثية، ففوز امبروز بات غير قابل للتصديق بعد كل ما حدث، وخسارته ستكون بمثابة دفن لموهبته تماما.

الحديث عن نزال بطولة الدبليو دبليو أي للوزن الثقيل بات مستهلكا للغاية، لذا سنتحدث فقط عن النهاية الكارثية التي سيجد الجمهور نفسه أمامه. فلا احد حاليا يريد فوز رومان رينز بحزام بطولة الاتحاد، ففوزه يعني تأكيد للجماهير ان الإدارة لا تهتم بهم كثيرا وان رومان رينز باق على رؤسكم اعجبكم ذلك ام لا، وسيدفع النجم ثمن هذه السياسة وهو يتعرض للاذلال من الجمهور ويفقد بذلك لحظة الاستمتاع بأهم لحظة تاريخية في مسيرته الاحترافية.

ولكن في المقابل سيتضرر جميع الجمهور بفوز تربل اتش، كون الأخير لا وقت له للدخول الى الحلبة والقتال كل أسبوع، وبذلك سيفقد الجمهور ميزة مشاهدة بطلهم في العروض الأسبوعية، وسنعود الى سيناريو بروك ليسنر والروك حين كانا يحملان الحزام سابقا.

وكل هذا التحليل يقودنا الى أهم سؤال على الاطلاق… أين عائلة وايات؟؟

الكاتب: محمد بهاء الدين