عاد الشد والجذب من جديد حول المصارع المعتزل والمقاتل الحالي سي ام بانك والذي كان محط لسخرية احد المتسابقين فى برنامج تلفزيوني والذي استهزاء بمسيرة النجم فى الفنون القتالية بعد الخسارة التى مني بها فى أول نزال له. وكذلك مغادرته من عالم المصارعة وهو يتشتكى من الظلم الذي وقع عليه. وعلى الفور عادت وسائل التواصل الاجتماعي للانقسام ما بين مدافع ومهاجم للنجم سي ام بانك.
بالنسبة لنا كعشاق للمصارعة الحرة فلا احد يختلف ابدا عن الموهبة الفذة التى يتمتع بها سي ام بانك سواء كان ذلك فى النزالات او الحديث عبر المايكرفون، وكانت شخصيته الثورية السبب وراء التفاف العديد جدا من الجماهير حوله وهي تراه يتحدث بصوتها وهو يهاجم الادارة ويطالب دوما بالتغيير.
الطريقة التى غادر بها النجم سي ام بانك هى التى جعلت الجماهير تنقسم حوله، فمنهم من رأي انه هرب وتخلى عن عشاقه، ومنهم من رأي انه كان محقا وان ما حدث له من تهميش وظلم كان كافيا ليجعله يحزم حقائبه ويغادر الاتحاد فورا. فيما رأي البعض انه كان ذكيا وهو يغادر فى توقيت مناسب قبل ان تتدهور الامور ويسيطر على الاحداث الشباب الجدد مثل رومان رينز وغيرهم.
ولكن هل حقا هرب سي ام بانك كما يدعى البعض، الاجابة بكل بساطة لا، ولا يمكن ابدا ان يكون قد هرب لأن لا سبب يجعله يهرب بما تحمله الكلمة من معنى، سي ام بانك غادر غاضبا لأنه رفض بعض السيناريوهات التى وضعه له، وبالتحديد مواجهة تربل اتش فى مهرجان راسلمينيا، وهو قرار قاد الى تعرضه للفصل بعد ان طال غيابه عن العروض دون اي اعتذار.
بالنسبة لي اضم صوتي الى من يقفون ضد سي ام بانك وينتقدون ذلك التصرف، خصوصا ما اعقبه من تصريحات اطلقها النجم فى حق زملائه واتحاد المصارعة والمكان الذي جعله نجما مشهورا حتى وان اخطأوا فى حقه، فما هكذا تكون اخلاق الرجال الكبار ولكم فى ستيف اوستن اسوة.
سي ام بانك قد يكون قد مر بموقف مشابه تماما لما حدث مع ستيف اوستن، فالاثنين عرض عليهما سيناريو، والاثنين شعرا بالغضب والغدر من الاتحاد وحزما امتعتهما وغادرا فورا دون عودة، ولكن ردة فعل الاثنين بعد توقفهما عن العمل كان مختلفا تماما. فأحدهما اظهر قيمته كمصارع اسطوري والثاني تعامل مثل المراهقين وهو يشتم ويسخر طيلة الوقت.
من منا سمع يوما ستيف اوستن يهاجم الاتحاد او زملائه او يسب الطاقم الطبي او يشتكى من ضغط العمل والاصابات التى تعرض لها. بل على العكس تماما، ما ان يظهر ستيف اوستن فى مقابلة الا وهو يتحدث عن ندمه وشعوره بالاسف على قراره الطائش ذلك.
بينما سي ام بانك كان طائشا وهو يهاجم اتحاد المصارعة، ومن ثم الطاقم الطبي، وزملائه المصارعين على رأسهم رايباك، واشتكى من طلبات فينس ماكمان المستمرة، وهاجم زميله المخضرم ذا روك وغيرها من الامور الاخرى فى حواره الاذاعي مع صديقه كولت كابانا والذي حاول ايجاد العذر له بأنه عاضب بسبب فصله من العمل فى يوم زواجه.
لنعود مرة اخرى للحديث عن نقطة معينة وهى شخصية سي ام بانك الثائرة والتى كانت السبب الرئيسي فى شهرته وخصوصا بعد مستواه المميز فى الحديث عبر المايكرفون، وهى الشخصية التى يجب ان ينال فينس ماكمان التحية والتقدير وليس بانك نفسه، فالكل يعرف انه منذ ان تحول النظام الى سياسة PG فكل شئ بات مكتوبا ولا يسمح بالخروج عن النص.
سي ام بانك الذي فاز بحزام البطولة وغادر به الاتحاد بعد انتهاء عقده فعل ذلك بسيناريو من فينس ماكمان، والمفاوضات مع فينس نفسه واذلاله فى الحلبة من قبل بانك حتى يوافق على العودة كانت مكتوبا بخص ماكمان نفسه، والأهم من كل ذلك القنبلة الكلامية التى فجرها سي ام بانك ونقلته من نجوم الصف الثاني الى الاول والتى يردد عشاق بانك انها اهم انجازاته، خذلهم المصارع نفسه وهو يعترف انها كانت سيناريو مكتوب من قبل فينس ماكمان نفسه.
في النهاية ارى ان سي ام بانك يستحق تماما ما يحدث له من سخرية واستهزاء من قبل كارهيه، لأنه ظل يتحدث سوءا عن بيئة العمل فى المصارعة الحرة ويشتكى من الضربات العنيفة التى كان يتعرض لها، وكذلك كونه غادر وهو يفكر فقط فى نفسه بكل انانية وينسى ان هناك الملايين من الجماهير كانوا يتمنون بقائه.
خسارة سي ام بانك المذلة فى الفنون القتالية فتحت عليه ابواب السخرية وعليه تحملها، اما من يحاول ايجاد تبرير له بأنه كان شجاعا وهو يجرب ويطارد حلمه وان غيره لن يتمكن من الوصول الى هذه المحطة والمشاركة فى الفنون القتالية، فعليه ان يدرك تماما ان بانك تم التعاقد معه من اجل غرض اعلاني ومالي فقط، وحصل على فرصة خوض نزال في اكبر اتحاد قتالي بسبب شهرة صنعها فى عالم اخر وهو المصارعة الحرة الذي قام باستهجانه حين غادر.
كتابة: محمد بهاء الدين