الأحداث التي وقعت خلال العرضين الأخيرين من “سماكداون” تعكس بوضوح كيفية سعي WWE للتحكم في رد فعل الجماهير تجاه بروك ليسنر في ظل قضيته القائمة أمام المحاكم. وتعود هذه القضية إلى دعوى الاتجار الجنسي المقدمة من موظفة الاتحاد السابقة جانيل جرانت ضد فينس مكمان وWWE، والتي ورد اسم ليسنر في ملفاتها بصورة غير مباشرة.
ومن هنا نستعيد سريعًا ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين مع ليسنر.
مع آر تروث:
لجأت الإدارة إلى فقرة ترفيهية مع آر تروث، الهدف كان واضحًا وهو تخفيف حدة الموقف وتحويل انتباه الجمهور إلى لحظات من الضحك والمرح، بدلاً من التركيز على القضية واستقبال هتافات معادية لليسنر. وبالفعل، شارك ليسنر في أجواء خفيفة كاسرًا جزءًا من شخصيته المعتادة، وهو ما جعل الجماهير تتجاوب بشكل إيجابي.
عودة الوحش المهيمن:
أما في عرض الليلة، فقد استعادت الشركة أسلوبها التقليدي مع بروك، من خلال فقرة هجومية عنيفة أعادت صورته كـ ”الوحش” المرعب والمهيمن داخل الحلبة. وكان الهدف هنا مزدوجًا:
1.إصلاح الشرخ الذي أحدثه خروجه عن شخصيته الأسبوع الماضي.
2.ترسيخ فكرة الفصل بين حياة بروك الشخصية وقضية المحاكم من جهة، وصورته كمصارع على الشاشة من جهة أخرى، بحيث يستعيد الجمهور تفاعله مع شخصية “سوبليكس سيتي”.
النتيجة كانت واضحة: الجماهير ضحكت في البداية مع تروث، ثم عادت لتتفاعل بقوة مع صورة بروك الوحش بعد الفقرة الهجومية. وبهذا نجحت WWE في إعادة ضبط السرد المحيط بليسنر، وتحويل الاهتمام من أزمته الواقعية إلى شخصيته التلفزيونية.
ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن هذه الخطوات كانت مقصودة بشكل كامل. فقد يكون الأمر مجرد صدفة من الاتحاد في ترتيب الفقرات، من دون وجود نية واضحة للتأثير على صورة بروك ليسنر أو على رد فعل الجماهير. وإن صح هذا الاحتمال، فهو يكشف عن مشكلة مختلفة إذ يوحي بأن الإبداع داخل WWE ليس منظمًا بالشكل الكافي، وأن الأفكار تُطرح أحيانًا بصورة عشوائية، بينما يبقى الهدف الأهم هو مجرد إدراج ليسنر في العرض، بغض النظر عن مدى ترابط أو منطقية البناء القصصي.
إعداد وتقديم: مارينا عماد عطا الله