“عرض فاشل … عرض فارغ لا يوجد به جديد… مصارع مضخم … هذا فاشل لا يستحق أن يكون بطلا… يا ليتهم يعودون لينقذونا من هذا الملل”، كل تلك العبارات تترد بشكل يومي ونلتمسها من خلال تعليقات عدد من الزوار الأفاضل، الذين يشعروننا بأن لا شيء يرضيهم على الأطلاق.
كثيرة هي العروض النارية التي قدّمتها WWE في الفترة الأخيرة، لكنني كنت أستغرب من ردود الفعل السلبية التي تصدر من بعض المتابعين للمصارعة الحرة هذه الأيام، متناسين أن مصارعة المحترفين أساسها الترفيه لا أكثر ولا أقل، حتى في عصر أندرتيكر وسيتف أوستن والوحش كين وقبله وبعده.
وكي نضع يدنا على الجرح كما يقال يجب أن نعترف أيضا أن بعض العروض لا ترقى لمستوى الطموح، لكنها لا تخلو من المتعة على الإطلاق، فلماذا إذاً ننظر ونركز على الجانب المظلم ونتناسى الجانب المشرق في الموضوع، خصوصا أننا جميعا نعلم الأساس لمشاهدتنا لتلك العروض هو الترفيه لا أكثر ولا أقل.
وأستغرب والكثيرون مثلي عندما نشاهد معركة بين اثنين من الزوار حول مصارع معين، فهل من تتقاتلون من أجله يعلم بكم، أو يعيركم اهتماما، بالطبع لا، لأنه يؤدي عمله الذي يعتمد بالاساس على تقديم المتعة والاثارة للجميع قدر المستطاع، وننسى كذلك أن لكل ذوقه واختياره، ولو انعدمت الأذواق لما خُلقت الألوان.
ودعونا لا نهمل الجانب المشرق أيضا الذي تقدمه WWE والذي قد يكون سببا في ضعف التركيز على جودة العروض، حيث أنها تسعى لتوفير تاريخها الطويل لعشاقها في كل مكان من خلال شبكتها على الانترنت التي ستحتوي في مرحلتها النهائية على مائتان ألف ساعة مشاهدة، أتتخيلون هذا الرقم الهائل الذي سيتوفر بين يدينا خلال الفترة القادمة.
ومن أكثر الأشياء التي تستفز الكثيرين أيضا، هو الاستمرار بالبكاء على الماضي، الماضي الذي لن يعود، فأندرتيكر لن يعود شابا كما كان، ولا ستيف أوستن سيعود لتنفيذ ضرباته الممتعة أيضا لأنها سنّة الحياة، نعم كان عصرا ذهبيا لكن المستقبل ذهبي أيضا، وقد وضع الاتحاد يده على الجرح، وعرف أن ما ينقص المصارعة هذه الأيام هي الشخصيات التي سحرنا بها أصحابها أكثر من أدائهم في الحلبة.
ولعل أكثر ما يزيدنا حيره في أمر المتباكين على الماضي وإصرارهم على عودته، هو عدم معاصرة بعضهم لتلك الفترة بكامل تفاصيلها، فعصر الأتيتيود الذهبي الذي استمر حوالي الأربعة سنوات – تقريباً- كانت الأحداث فيه تتمحور حول عدد معين من المصارعين، وهو ما ترتب عليه الكثير من الأحداث المكررة في العروض والتي قد يراها البعض في عصرنا الحالي مملة، بل وتعرّض به عدد كبير من المصارعين الموهوبين للظلم كما حدث مع الأسطورة الحية أندرتيكر أو إيدج في بداياته وكين شامروك وغيرهم!.
ولو أن هذه الفئة من المعلقين عاصرت بالفعل تلك الحقبة، لوجدنا في تعليقاتهم “Austin suck” أو” سوبر روك”.
وبالعودة لعصرنا الحالي، نرى جيلاً رائعاً من الشباب المميزين أمثال براي وايت ولوك هاربر ودين أمبروز وسيث رولينز ورومان رينز “المضخم” كما يحلو لمنتقديه تسميته، يعيد إلى الأذهان بدايات “الأفعى” راندي أورتن الذي حصل على أولى بطولات وهو في ريعان الشباب، وشيمس الذي فاز ببطولة WWE بعد أقل من شهر على انطلاقته في حلبات المصارعة، فهل كل ذلك تضخيم؟.
وأتساءل والكثيرون مثلي كذلك لماذا يضيع بعض المنتقدين وقتهم ويستمرون بالتعليقات السلبية يوما بعد آخر وعرضا بعد آخر، لتستمتع معنا أو اتركنا نستمتع وحدنا، وإن كنت تبحث عن العنف والدماء ننصحك بأن تتابع عروض فنون القتال المختلطة في UFC، لتعود بعدها لتلمس الناحية الجمالية في WWE فالإثارة قادمة والمتعة قادمة، وسنبقى عشاقا لكل ما يقدمه الاتحاد حتى وإن فاز هورن سواغل أو إل توريتو باللقب، وتبقى نفضلها على قصص العشق البالية في المسلسلات التركية.
وأختم مقالتي بدعوة لكل الأصدقاء الذين أعرفهم منذ سنوات في موقعنا جميعا، بأن نبقى متفائلين بما هو قادم، ونستمتع بالاثارة لتي يقدمها النجوم الحاليين، ونعتبر ظهور فاندانغو في العروض كأنه فاصل دعائي في العروض.
وقد كتبت ما ذكرت في هذه المقالة كعاشق للمصارعة الحرة منذ سنوات طويلة، وليس ككاتب في هذا الموقع الذي هو منكم وإليكم، دمتم بخير وعافية أخوتي وأحبتي.
صديقكم المخلص: يوسف أبو سيفين
أرحب باقتراحاتكم وآرائكم من خلال تويتر
Follow @abuseifin