قدّمت WWE يوم أمس عرضا يستحق الإشادة بشكل عام، ونجحت في تنظيم مواجهات قوية وممتعة نالت استحسان الجماهير المميزة التي زادت من حماسة العرض، وكان ما شاهدناه مغايرا نسينا معه مرور الوقت والساعات الثلاثة الخاصة بالرو.
فقد أشعل تربل اتش العرض بظهوره وزوجته ستيفاني مكمان والإعلان عن المواجهة الثلاثية القوية التي كان دين أمبروز وجون سينا أحد أطرافها، مع خصومهم الذين كانوا ولازالوا عنوانا واضحا للإثارة في العروض مؤخرا، سواءً فريق الأوزوز أو الفريق الذهبي.
وكانت للقنبلة التي فجّرها المدير التنفيذي أثر كبير في إضافة عنصر التشويق للعرض بعد إعلانه عن تقديم موعد مواجهة جون سينا ودين أمبروز لتقام في نهاية الرو، وأصبحت الجماهير على موعد مع نزال تحديد مصير عرض كبير قادم داخل القفص الحديدي.
ويستحق فريق الإبداع الثناء على الطريقة التي حفظوا بها كرامة راندي أورتن، الذي طلب أن يواجه الخاسر من نزال جون سينا ودين أمبروز، وكان التعويض وحفظ ماء الوجه بموافقة تربل اتش وستيفاني على أن يكون راندي أورتن طرفا في النزال والحدث الرئيسي لعرض الجحيم في القفص 2014.
وتوالت بعد ذلك النزالات القوية والممتعة للغاية ولم نلاحظ أي ضعف في المستوى إلّا في الطريقة التي انتهت بها مواجهة “المحارب السلتي” شيمس وخصمه ذا ميز اللذان يمتلكان تاريخا يؤهلهما للحصول على نهاية أفضل من هروب أحدهما من الاخر الذي ظهر دون أدنى ذكاء.
والنزال الاخر الذي جاء بمثابة استراحة للمشاهدين والحضور كان الذي جمع فتيات برنامج توتال ديفاز، لكن الجيد في الموضوع أنه لم يتم التركيز على ضيفة العرض المشهورة، بالإضافة لانتهاء النزال بسرعة لم تضيع وقت الجماهير التي تنتظر الإثارة بمواجهة سينا وأمبروز.
وعلينا ألّا ننسى الثناء على الطريقة المتوازنة التي أصبح يتعامل بها فريق الإبداع مع المصارع روسيف، حين أمسكوا العصا من المنتصف، بتدخل مارك هنري الذي أعاد له الهيبة أمام روسيف المنتصر بالنزال، لكنه سقط بلكمة عنيفة رجّت دماغه من يد العملاق بيغ شو، وخرج المصارعين الثلاثة منتصرين.
وقد يدعوا البعض أن ما حصل ويحصل ما روسيف مجرد تضخيم، ونجيب مذكرين بأن هذه هي الطريقة التي كانت وما زالت تعتمدها WWE في صناعة النجوم الكبار، ونضرب مثالا على ذلك هجوم ستيف أوستن لوحده على مصارعي WCW سابقا وضربهم جميعا، فهل ستيف أوستن مضخم أم أسطورة؟
ولن نطيل الحديث في موضوع التضخيم لأنه أصبح ظاهرة بين متابعي المصارعة في وطننا العربي الكبير، ونعود للتركيز على نتيجة النزال الكبير على عقد مواجهة سيث رولينز والانتقام منه بعد الضرر الذي سببه لجون سينا ودين أمبروز خلال الأسابيع الماضية.
وهنا يجدر بنا الإشادة بالقرار الذي اتخذه فريق الإبداع بوضع جون سينا أمام راندي أورتن، لما تحمله العداوة بينهما من تاريخ طويل للغاية وتكاد أن تكون من أطول العداوات في التاريخ، ومن الجميل استعادة تلك الذكريات، ومواجهة أورتن لسينا جاءت بمثابة إرضاء للأول بربطه بنجم كبير، وهو الذي ذكرنا أنه كان منزعجا من السيناريو الذي جمعه برومان رينز.
أما المواجهة الكبيرة والتي تنتظرها الجماهير منذ تفكك فريق الدرع ذا شيلد فلها حكاية أخرى، حيث أننا سنشاهد ما لم نشاهده من قبل من مهارات دين أمبروز المعروف بمقدرته الهائلة على المواجهات المتطرفة والدموية، أمام نجم متميز لم نشاهد إلّا جزءا يسيرا من مهاراته الحقيقية هو سيث رولينز.
وسيكون لذلك النزال المرتقب طعم آخر، خصوصا أننا جميع نريد مشاهدة اثنين من الشباب المقتدرين والمفعمين بالحماس والحيوية، يدخلان ذلك القفص الحديدي المغلق من جميع الجهات، لنبقى نتساءل هل سيتمكن دين أمبروز من الإنتقام؟ أم سيثبت سيث رولينز أنه كان سيد الدرع والقادر على تفكيكه؟
تحليل: يوسف أبو سيفين تابِع @abuseifin