عالم المصارعة الحرة عالم مزدحم بالأخبار والأحداث، وغالبا ما تخفي تلك الأخبار خلفها بعض الإشارات والرسائل التي قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل قرارات الاتحاد واعتماده للسيناريوهات المختلفة.
وإيماناً من فريق العمل بقدرة رواد الموقع الفذّة على تحليل الأحداث وقراءة ما بين السطور، نقدّم لكم هذه الفقرة المتجددة أسبوعيا بعنوان ( ما وراء الحدث)، وفيها نسلّط الضوء على حدث أو خبر معيّن محاولين كشف واستنتاج ما يخفيه ذاك الخبر خلفه من مخططات أو دلالات مؤثرة في المستقبل.
والبداية مع: رسالة الاتحاد الأخيرة لـ…. سي أم بانك
استطاع الاتحاد في ريسلمينيا 30 أن يوجه أنظار جماهيره صوب الأحداث والنجوم داخل الحلبة بعيدا عن كل مشاكله القديمة خارجها، وهو ما شكّل معالم تاريخ جديد لا يعلو فيه صوت فوق صوت الإدارة.
رسائل لا يمكن حصرها قامت الإدارة بإرسالها لكل من هم داخل أسوار المنظمة ولكل من هم خارجها من منافسين أو ممن يحاولون استغلال شهرتهم وجماهيريتهم للضغط عليها.
ولعل أكثر المتأثرين سلباً بصلابة موقف الإدارة هو النجم الغائب سي أم بانك، الذي استطاعت الإدارة بدهائها إخماد الأصوات المنادية بعودته وبأحقيته لتصدّر الأحداث.
الإدارة انتهجت اسلوباً ذكيا مع بانك وجماهيره، وذلك بإخفاء كل التفاصيل المتعلقة بالقضية، والاكتفاء ببعض الإشارات والتسريبات والرسائل الملغومة بين فتره وأخرى، ابتداءاً من تسريبات عرض شيكاغو التي تبين كذبها لاحقاً، مروراً بسقوط الأساطير والكبار في ريسلمينيا والذي دل على أن لا إرادة أكبر من إرادة المنظمة …. وانتهاءا بالرسالة الأخيرة في عرض رو الأخير والتي سنتطرق لها ههنا.
في عرض رو الأخير، قامت بطلة الديفا – السابقة- إي جي بالحديث عن نفسها وتفاخرها بكونها صاحبة أطول فترة حمل للقب السيدات في تاريخ الاتحاد على غرار بانك وهو ما جعلها تستخدم عبارة صديقها الغائب الشهيرة وبنفس طريقته على المايك مع تعديل بسيط واصفةً نفسها بـ ( أفضل “ديفا” في العالم The Best “Diva” in the world )… وهو ما جعل الجماهير تشتعل هتافا لبانك!
إي جي صديقة – أو خطيبة – بانك نفّذت ما طُلب منها في السيناريو حرفيّاً، وخسرت بعد تلك العبارة مباشرة اللقب أمام النجمة الشابة ذات الظهور الأول في رو والقادمه من عرض NXT البريطانية بايدج.
خسارة إي جي بعد حديثها الأخير كان الرسالة الأخيرة من الاتحاد لبانك، تلك الرسالة التي مفادها أن الشعبية وحدها لا تكفي لحصد الألقاب، وأن أي نجم مهما علا كعبه ومهما طالت مده حمله للقب لن يستطيع لي ذراع الاتحاد بأي شكل، كما أن ما من نجم يمكنه أن يكون (الأفضل في العالم) دون دعم الإدارة وإرادتها !
رسالة –برأيي- قد تكون الأخيرة لبانك، وإهماله لها قد يعني قطعه لآخر خيوط العلاقة مع المنظمة و تفويته لقطار الأحداث المتسارعة يومياً، بل وتركه لمكان شاغر لن يتردد الاتحاد أبدا في ملئه بأي اسمٍ شابٍ جديد!
شخصياً … أتمنى عكس ما توقّعت …وأتمنى أن يكون ما حدث جزءا من سيناريو عودته لا سيناريو استبعاد (الأفضل في العالم).
كتب: رامي علي
Follow @RamiAlix