إن سألك احد عن اهم مصارعين في تاريخ المصارعة الحرة فلا تتردد ابدا في ذكر اسم كيفين ناش وسكوت هول، فعلى الرغم من انهما عادة لا يقارنان بأسماء مثل هولك هوغان والتيمت واريور واندريا ذا جاينت، الا ان هذين المصارعين دخلا تاريخ المصارعة ووثقا اسميهما بتواجدهما في أهم الاحداث التي غيرت خارطة المصارعة الى الابد، فهما كانا المؤسسين لفريق NWO مع هولك هوغان والذي وضع اتحاد WCW في الواجهة وجعله يثبت قدميه ومن ثم يتفوق على اتحاد WWF، كما انهما كانا ضمن فريق كليك – The Kliq برفقة تربل اتش وشون مايكلز والذي تسبب في فضيحة Curtain Call التي غريت وجه المصارعة حتى الآن.
مصطلح Curtain Call في لغة اهل الفن يعنى ما يحدث بعد انزال الستار عقب أي عمل مسرحى، وعادة ما يكون اصطفاف الممثلين لتلقى التحية من المشاهدين. ولكم ان تتخيلوا بعد هذا الشرح مدى الفضيحة التي عانى منها اتحاد WWF وجميع اتحادات المصارعة حول العالم والتي كانت تقدم المصارعة الحرة على انها أمر حقيقي. وحتى لا نتسرع في سرد الوقائع دعونا نبدأ منذ البداية حتى نضعكم في الصورة.
في منتصف التسعينيات من القرن الماضي كان كيفين ناش وسكوت هول وتربل اتش وشون مايكلز ضمن عصابة تدعى ذا كليك تدير الأمور في كواليس المصارعة وتفرض سيطرتها على جميع المصارعين هناك، شون مايكلز وسكوت هول كانا يقدمان الشخصية الطيبة، بينما كان تربل اتش وكيفين ناش الأشرار، وحتى لا تتشابك عليكم الأمور علينا ان نذكركم بأن عصابة (كليك) كانت عصابة حقيقية وليست ضمن السيناريو.
في شهر مايو من عام 1996 تعاقد كل من كيفين ناش وسكوت هول مع اتحاد WCW، وخاض الثنائي آخر نزالات لهما ضمن عرض في قاعة ماديسون سكوير غادرين الشهيرة، حيث واجه كيفين ناش خصمه شون مايكلز في نزال داخل القفص الحديدي، وبعد نهاية النزال دخل سكوت هول الى الحلبة وقام بمعانقة شون مايكلز امام الجماهير، ومن بعده دخل تربل اتش وقام بمعانقة كيفين ناشن قبل ان يتعانق الرباعي في مشهد واحد لتوديع بعضهما.
وفى تلك اللحظة كان الجمهور في حالة صدمة كبيرة، وهو يشاهدون لأول مرة مصارعين خارج السيناريو معا في الحلبة، فحتى تلك الليلة كانت المصارعة تقدم على انها نزالات حقيقية، وفى حين كان الكثيرون يشككون في ذلك الأمر منذ وقت طويل الا انه لم يسبق ان صدر أي تعليق رسمي من مسؤولي الاتحاد، وكانت واقعة (Curtain Call) هي الدليل الدامغ على هذه التمثيلية.
انقلبت الدنيا بالنسبة لفينس ماكمان رأسا على عقب في تلك اللحظة، فيما شعر الكثير من ملاك اتحادات المصارعة بأنهم تعرضوا للخيانة من فينس دون ان يدروا بأن الأخير لا علاقة له بالموضوع، ولم يكن ماكمان ليترك الأمر يمر هكذا دون ان يتصرف بسرعة لأنقاذ ما يمكن ان إنقاذه. وكان الحل الأمثل هو مواجهة الأمر والاعتراف رسميا بأن المصارعة عبارة عن تمثيل وسيناريوهات توضع من قبل كتاب محترفين.
ولكن لماذا فعل فينس ماكمان ذلك، ولماذا لم يحاول ان يضع سيناريو سريع يعالج به هذه الفضيحة، السبب في ذلك هو ان اتحاده كان غارق في المشاكل القانونية بسبب دعاوي المنشطات من قبل المحكمة الفيدرالية وكذلك القوانين الرياضية، ووجدها فينس فرصة رائعة للتخلص من جميع تلك المشاكل باعتراف بأن من يعملون لديه هم ليسوا مصارعين محترفين بل هم مجرد مؤديين، لا يجب ان يخضعوا لكشوفات المنشطات مثل بقية الرياضيين الآخرين.
– المستفيد الأكبر من هذه الفضيحة
بعد ان فرغ فينس ماكمان من التعامل مع هذه الفضحية خارجيا، عاد الرئيس للالتفات الى الشأن الداخلي وكان لابد من معاقبة المسؤولين عن هذه المهزلة، ولكن كيفين ناش وسكوت هول وقتها كانا قد غادرا المكان، بينما كان شون مايكلز هو بطل الاتحاد والنجم المدلل لفينس ماكمان، فأتت العقوبة على تربل اتش، والذي كان من المفترض ان يتلقى دفعة كبيرة للغاية بعد مغادرة ناش وهول، وأولها الفوز بمنافسة ملك الحلبة، فتم ابعاده تماما عن الصورة وحول الفوز في ذلك الحدث الى احد مصارعي المستوى الثاني وهو ستيف أوستن. والذي بعد ان فاز في تلك الليلة ادلى بخطابه الشهير (اوستن 3:16) والذي جعله الأسطورة الذي هو عليها الآن.
كتابة: محمد بهاء الدين