أسبوع ملئ بالاحداث بالنسبة لعشاق المصارعة، بداية بمهرجان NXT TAKEOVER، وحتى مهرجان سيرفايفر سيريس، ومن بعده عرضي الرو وسماك داون، ولكن دقيقتين فقط كانتا الأهم على الاطلاق في جميع هذه الاحداث والعروض. دقيقتين فقط انستا الجميع كل ما قدمه المصارعين والمصارعات من نزالات واحداث شيقة، تلك الدقيقتين كانتا وستظلا مثار جدل كبير لعشاق المصارعة في كل مكان. دقيقتين لخصت فترة انتظار دامت 12 عاما.
نزال بروك ليسنر وغولدبيرغ الذى انتهى في اقل من دقيقتين أغضب الملايين حول العالم وجعلتهم لا يتوقفون عن الكلام، فيما شهد الأسبوع أيضا العديد من الاحداث الأخرى سنلقى عليها نظرة تحليلة كعادتنا دوما
نظرة على سيرفايفر سيريس:
العرض الافتتاحي لمهرجان سيرفايفر سيريس شهد نزالا كبيرا بين النجم لوك هاربر والوحش كين، وكان من الغريب حقا ان يفوز كين في هذا النزال، فخصمه يبدو اقوى منه بكثير، كما انه اصغر بقرابة ال12 عاما، كما انه كان في حوجة لمثل هذا الفوز على حساب نجم كبير، لأنه مازال يشق طريقه في سلم نجومية المصارعة بينما كين على مشارف النهايات.
نزال سيدات الرو ضد سماك داون كان منطقيا للغاية بسبب تواجد اهم الأسماء في العرض الأحمر، فيما كان يجب ان تبدأ عداوة تشارلوت وبايلي في تلك الليلة، فأما ان تتسبب تشارلوت في خسارة فريقها كما حدث بين أمبروز ستايلز، او ان تهاجم تشارلوت بايلي بعد الفوز، وقد قرر الاتحاد الذهاب مع الخيار الأخير. الا ان هناك أمر غير منطقي للغاية، وهو خسارة نايا جاكس بالاستسلام. ليحطم كتاب السيناريو بذلك كل ما كانوا يبنونه في الأونة الاخيرة حول تقديم نايا كوحش قاهر، ولديها سجل خالي من الهزائم.
ان كان دولف زيغلر هو المظلوم الأكبر في عرض سماك داون، فلدينا في عرض الرو النجم سامي زين، والذي ظل ينتقل من سيناريو الى آخر دون أي جدوى، وحتى حين تم الدفع به قليلا الى مهرجان سيرفايفر سيريس تلقى هزيمة أخرى تعيده من حيث اتي. فوز النجم ذا ميز بحزام القارات قرار صائب يبقى الحزام الكبير في عرض سماك داون، ولكن دولف زيغلر كان هو من يجب ان يدافع عنه وليس ذا ميز.
ما حدث بين غولدبيرغ وبروك ليسنر انسى الجماهير المتعة والترفيه الذي قدم نجوم الرو وسماك داون في النزال الخماسي التقليدي، والذي كان وجبة دسمة للغاية من مصارعة المحترفين بكل ما يحمل من معنى، خصوصا الخلافات التي كانت بين الفريقين وطريقة تقديمها للمشاهدة بصورة مميزة دون ان تفسد جوهر النزال، فالشجار بين كريس جيريكو وكيفين أوينز كان متوقعا ولكن حين حدث بصورة عفوية بسبب قائمة جيريكو اصبح مسليا، وكذلك بين امبروز وستايلز والذي كان رائعا بسبب لم شمل فريق الدرع.
لنأتي بعد ذلك للحدث الرئيسي المفاجأة، والذي لم يتوقعه أي حد على الاطلاق ولا حتى التسريبات. غولدبيرغ المصارع الذي يقارب الخمسين من عمره والذي توقف عن المصارعة لاكثر من 12 عاما، يهزم بروك ليسنر والذي ظل طيلة الأربعة سنوات الماضية يتم الدفع به على انه وحش وماكينة قتال لا تقهر. والادهى والأمر ان الهزيمة أتت في اقل من دقيقتين وبطريقة مذلة للغاية.
بروك ليسنر الذي هزم اساطير المصارعة ونجومها الكبار وتلاعب بهم، تربل اتش، سي ام بانك، رومان رينز، سيث رولينز، بيغ شو، مارك هنري، دين أمبروز، وقام بكسر سلسلة الاندرتيكر وتغلب على الرجل الميت في اكثر من نزال، وقام بهزيمة جون سينا بـ16 ضربة سوبليكس. والذي صنع اسم كبير للغاية في الفنون القتالية بعد عن سيناريوهات المصارعة. يتم اذلاله في اقل من دقيقتين.
ماهو الهدف وراء هذه الخسارة المذلة، كيف سيعود بول هيمان للحديث عن مقدرات وحشه الذي لا يقهر، كيف سيقوم كتاب السيناريو بالدفع ببروك على أنه المرعب بالنسبة للجماهير. بالنسبة لبروك ليسنر فالأمر متعلق بالمال، والرجل كما هو معروف لا يحب المصارعة في الأساس واتى الى هنا من اجل المال فقط، فان طلب منه ان يلعق قدم غولدبيرغ مقابل زيادة في المبلغ سيفعل. ولكن لماذا يجاريه فينس ماكمان المهتم بالصمارعة في الأول والأخير.
للأسف أقدمت إدارة الاتحاد على خطوة “غبية” للغاية سيدفعون ثمنها غالية في الأيام المقبلة، وفي البداية لن يهتم أحد ابدا بنزال طرفه بروك ليسنر وستتم مشاهدته على انه مصارع عادي مثله مثل الخصم الذي سيقابله في الحلبة.
كما ذكرت كل شيء متعلق بالمال والاعمال، وحاليا الإدارة تحاول ان تروج للعبتها الجديدة، وكذلك برامج توتال ديفاز وبيلا، لذلك كل ما يحدث له علاقه بهذا الامر، فدولف زيغلر تم سحبه من سيرفايفر سيريس ووضع ميز وزوجته ماريس مكانه حتى يتم تسليط الضوء على هذه المشكلة في البرنامج، وكذلك ما حدث مع نتاليا ونكي بيلا. والخسارة التي تعرض لها ليسنر كانت من اجل تقديم وجه اللعبة الإعلامي على أنه مازال الوحش المرعب الذي كان عليه قبل 17 عاما من الآن.
نظرة على الرو:
مرة أخرى أخطأت إدارة الاتحاد في التعامل مع سيناريو بروك ليسنر وغولدبيرغ، وكان من الأفضل ان يظهر بروك ليسنر في العرض لمسح صورته المذلولة وتسديد بعض الضربات العنيفة الى غولدبيرغ، ولكن يبدو ان سيناريو مسح صورته واذلاله تواصل بسحبه من العرض الأحمر. ولكن الأمر الإيجابي الوحيد هو ان غولدبيرغ لن يعتزل وسيواصل الظهور في عروض المصارعة.
عرض الرو يتفوق كثيرا على عرض سماك داون في بناء الشخصيات، خصوصا بالنسبة للنجم برون سترومان، والذي نجح بجدارة في وضع اسمه ضمن قائمة عمالقة مصارعة المحترفين، فهو مقنع للغاية في كل ما يفعله بالحلبة وأيضا مظهره الجديد بعد عائلة وايات يبدو مرعبا اكثر من السابق. وما فعله مع سامي زين يستحق عليه الإشادة والثناء.
نيا جاكس أيضا وبعد ان تعرضت لخسارة محرجة في سيرفايفر سيريس يبدو انها ستجد طريقها للدفعات الكبيرة، وذلك حين قررت المطالبة ومطاردة حزام السيدات الذي تحمله تشارلوت حاليا. هذا دون الاضرار بالدفعات التي تتلقاها بايلي أيضا. فيما يبدو ان ساشا ستسحب قليلا من المقدمة بعد ظلت فيها لوقت طويل. هذا بالإضافة الى النجمة المتميزة للغاية والتي ستعود قريبا لاثراء العرض والسيناريوهات وهى بايج.
كريس جيريكو وكيفين أوينز افضل ما حدث منذ انقسام العرضين، والصداقة التي تجمعها بات الاميز والأكثر ترقبا على الاطلاق، والطريقة الرائعة التي قاما بها بحل خلافهما في سيرفايفر سيريس لا يقوم بها الا أمثال كريس جيريكو، كما ان الاثنين اشارا بصورة ساخرة لما يقوم به عشاق المصارعة حاليا، وهو القاء اللوم على رومان رينز في كل ما يحدث.
كما لا ننسى النزال الممتع والذي يستحق بجدارة ان يكون الحدث الرئيسي لعرض الرو بين كيفين اوينز وسيث رولينز، فالاثنين قدما كل ما يمكنه تقديمه لامتاع الجماهير ونجحا، بما في ذلك التدخل من قبل كريس جيريكو من بين الجماهير والنهاية الرائعة التي فاز بها سيث رولينز.
– نظرة على سماك داون
قد يغضب مني الكثير من عشاق العرض الأزرق، ولكننى لم اعد قادرا على تحليل هذا العرض، فما يحدث فيه تجاوز حدود السخافة والبلاهة والاستهتار بعقول المشاهدين، جيمس السورث اصبح لعنة هذا العصر، ولسبب ما سيظل فوق رؤسنا حتى لو نزلت ارقام المشاهدة دون المائة.
عرض سماك داون بات عرض السورث، والذي يظهر في بدايته ومنتصفه وحتى نهايته، ويتغلب على اسطورة كبير ونجم استثنائي مثل أي جي ستايلز اكثر من مرة، بل انه سينال فرصة أخرى للمنافسة على اللقب ولن نتفاجأ ان فاز به أيضا.
ولكن من الملام، هل هو فينس ماكمان، ام دانيال براين وشاين ماكمان، في حقيقة الأمر لا احد من هؤلاء ملام، بل جماهير المصارعة هي السبب، فحين نقوم بالهتاف ضد أسماء مثل باتيستا حتى تغادر غاضبة ونجم مثل رومان رينز حتى يسحب من الصورة، ومن ثم نجعل قمصان السورث الأكثر مبيعا ونهتف له، سيضعه فينس ماكمان في كل مكان.
– بات الأمر واضحا وجليا، ان كنت من محبي المصارعة وتتابعها، فأنت واحد من اثنين، اما ان تكون متابع حقيقي وستجد في الرو ما يكفيك، او ترتدي “مريلة” وتضع “مصاصة” في فمك وتتابع ما يفعله المدعو السورث في سماك داون. جيمس السورث حين كان في الرو تلقى ضربا مبرحا من سترومان، وحين ذهب الى سماك داون اصبح النجم الأول هناك.
كتابة: محمد بهاء الدين