“الرويال رامبل ” هو أحد أعرق عروض المصارعة و أهمها لكونه فرصة ذهبية قد تصنع مسيرة نجم و ترتقي به إلى مستوى أعلى , إلا أن “المباراة الملكية” لم تنل رضا جماهير المصارعة في الآونة الأخيرة و لم تحصد استحسانهم على مدى السنوات القليلة الماضية.
هذا قد يختلف هذا العام لأن النزال الملكي قد يكون الأفضل و الأقل توقعاً منذ سنين بسبب احتوائه على أسماء ذهبية لأساطير صنعوا تاريخ المصارعة بالإضافة إلى نجوم كبار وآخرين صاعدين بقوة إلى مسرح الأحداث الرئيسية في عالم المصارعة . لذلك سوف نستعرض في تقريرنا هذا أبرز المرشحين للفوز بالنزال الملكي الكبير , و أهم المفاجآت التي قد تحدث خلال النزال.
أولا: أبرز المرشحين للفوز بالمعركة الملكية :
أندرتيكر:
حفرة ل 29 مصارع ! لا يخف على الجميع أن الظاهرة “اندرتيكر” قد احتل صدارة المرشحين لحظة إعلانه دخول المباراة الملكية بحكم كونه أعظم قوة مدمرة في تاريخ الاتحاد , و احتمالية فوزه تصبح أكبر فأكبر كلما تعمقنا في التفكير لأنه لا يوجد أي سبب يدفع مصارع كبير بالعمر للمخاطرة بصحته في نزال خطير كالنزال الملكي إلا في حالة واحدة …. الفوز بالنزال ! خاصة أنه ابن المدينة التي تحتضن العرض العريق , و كون اعتزاله قد اقترب (حسب الشائعات) و ما من طريقة أفضل لتكريم هذا المصارع الذي خدم الاتحاد و أمتع الجماهير على مدى 26 سنة إلا فوزه بالذهب العريق في عرض العروض !
لكن من جهة أخرى , نجد أن فوز اندرتيكر لن يخدم الاتحاد على المستوى البعيد , و هذه هي المشكلة التي واجهت الاتحاد على مدى السنوات الماضية لأن الفرصة الذهبية سوف تضيع من أيدي مصارع شاب يمكن أن يكون مستقبل الاتحاد ! كما يبدو من تصرفات الاتحاد أنه يقيس مدى تفاعل الجماهير مع العديد من الخصوم المرشحين لمواجهة الظاهرة في أرضه “الرسلمانيا” , فلربما سبب دخول اندرتيكر النزال هو بدء التمهيد بقوة لعداوة فردية مع أحد النجوم , و لعل سترومان و فين بالور أبرزهم.
2 – برون سترومان …. “كين” المستقبل : منذ انفصال العرضين و انفصاله عن عائلة الوايت , ظهر برون سترومان بصورة مختلفة تماما عما كان سابقا حيث تم بنائه بشكل شبه مثالي بصورة الوحش الذي لا يقهر , و ابتعد عن الصورة الظلامية التي كان يظهر بها برفقة براي وايت , و بات من شبه المؤكد لدى الكثير من المشجعين أن برون سترومان و طريقة بنائه في الأسابيع الماضية تجزم بكونه الفائز في النسخة الثلاثين من عرض الرويال رامبل ,
و أستطيع أنا أن أجزم أنه سيقوم بعمل مشابه ل”كاين” في الرويال رامبل 2001 و سيكون له أثر كبير على مجريات النزال , خاصة أن هذه الفرصة تعذرت السنة الماضية بسبب تقديمه كتابع لبراي وايت و بسبب اجتياح الوحش بروك ليزنر للمعركة الملكية . لكن السؤال الأهم هنا , هل هو الوقت المناسب للدفع بهذا الرجل نحو الحدث الرئيسي لعرض في أول مباراة له في هذا العرض ؟! شخصية برون سترومان المكروهة قد تحميه من الانتقادات لكن أرى أنه يحتاج القليل من الوقت بعد و عداوة على الألقاب الثانوية قبل الوصول لقمة الرياضة , كما أرى أن عداوته مع اندرتيكر لن تفيده أبدا بل سوف تضره لأن الجماهير ترفض خسارة أخرى للظاهرة , و خسارة سترومان (و إن كانت لاندرتيكر) تعني تدمير صورته كوحش !
3 – بروك ليزنر :
منذ إعلان مشاركته في المعركة الملكية , توقعات المشجعين أغلبها تتوجه نحو فوز بروك ليزنر في المعركة الملكية , بينما يرى البعض أن ليزنر سيواجه غولدبيرغ في الرسلمانيا لإنهاء العداوة الكبيرة و لن يكون متفرغاً لمباراة اللقب , لكن هل ماذا لو ؟ ماذا لو فاز الوحش بالمعركة الملكية ثم فاز غولدبيرغ باللقب في عرض فاستلاين , و تواجه الاثنان في الرسلمانيا على اللقب و لإنهاء العداوة في آن واحد !
هذه الفكرة تبدو منطقية أكثر فأكثر عندما نفكر في السبب الذي سوف يدفع مصارع كبير بالعمر مثل غولدبيرغ لخوض مباراة شاقة مثل المعركة الملكية , بل حتى سبب استمراره بعد سيرفايفر سيريس !! هل من المعقول أنه سيخسر الرامبل ثم سيخسر في الرسلمانيا ؟! فالمنطق هنا يقول أن الاتحاد سوف يكافئ غولدبيرغ باللقب ! قد يختلف البعض حول فكرة تصدر الرسلمانيا من قبل “بارت – تايمرز” , لكن الفكرة مدرة للأموال و خاصة بوجود اللقب على المحك .
4 – ملك العفاريت و علامة التعجب !
أولا , فين بالور اجتاح صورة الحدث الرئيسي لحظة وصوله للعروض الرئيسية , لذلك أرى أن أي عداوة أقل من عداوة اللقب سوف تقلل من قيمته بشكل كبير خاصة بعد غيابه الطويل و تدهور عروض الرو بشكل واضح في الآونة الأخيرة , فين بالور نفى بشكل قاطع مخططات مشاركته في النزال الملكي و أكد أنه لن يكون متواجد إلا أنه في النهاية “فين بالور” و قد اعتدنا على ألعابه و كذباته , خاصة كون الإصابة قد شفيت تماما حسب كلامه.
و استنادا إلى كيفية ظهوره في دورة المملكة المتحدة , أرى أن بالور فقط يحتاج ثياب القتال ! لكن من جهة أخرى , أضع علامة تعجب كبيرة أمام اسمه لأنه ببساطة يملك فرصة إعادة متى ما أراد ! الاتحاد يمكنه أن يضرب عصفورين بحجر , و أقصد مباراة ثلاثية بين “فين بالور و الفائز في الرامبل و البطل” !
5 – براي وايت و الفرصة المنتظرة :
لقد طال انتظار فرصة براي وايت و دفعته الكبيرة على الألقاب , فمنذ قدومه للاتحاد شاهدنا وايت في سيناريوهات معظمها ثانوي على أبعد تقدير , لكن موهبة براي وايت المميزة تستمر في دفعه نحو الساحة الرئيسية كلما تحدثنا عن مفهوم “الفرصة الكبيرة” , و لعل الوقت قد حان فعلاً لكي نعيش في ظلام براي وايت ! فقد شهدنا صموده و تحقيقه للفوز على حساب فريق عرض الرو في سرفايفر سيريس , كما رأينا تذوقه لطعم الذهب بعد تعاونه مع الأفعى راندي أورتن الذي يعد بالمناسبة من المرشحين للفوز بالنزال إلا أن وقت الأفعى قد انتهى فعلا ,
و لا أظن أن الاتحاد قد يخاطر بوضع الحزام على كتف أورتن بعد مشكلات أورتن السابقة مع المخدرات …. عموما , براي وايت موهبة فريدة من نوعها في تاريخ المصارعة , و أنا (كبقية المتابعين) أتمنى فوز براي وايت و تصدره للرسلمانيا لأنه يستحق الكثير بعد الجهد الكبير الذي بذله في تطوير شخصية و جعلها مفضلة للجماهير في وقت باتت فيه الشخصيات “غير الواقعية” غبية و أقل قيمة مما كانت سابقا .
6 – جو و ناكامورا , هل هنالك حقاً أمل ؟!
لا أحد يمكنه تأدية دور “الشرس” بقدر براعة الوحش “ساموا جو” , ولا حتى بروك ليزنر ! جو هو عبارة عن آلة تدمير يمكنه أن يفقدك وعيك بثواني , و قد برهن أهميته و أفضليته في عام 2016 من خلال اجتياحه لعرض المواهب الشابة NXT … إلا أن ابتعاده عن العروض في الفترة الأخيرة و عدم وجود سيناريوهات مناسبة هناك دفع الناس إلى تصديق الشائعات أنه سوف يسجل بدايته في العرض , بل سيفوز بالنزال الملكي كاملاً !! نفس الأمر بالحديث عن شينسكاي ناكامورا , أسطورة اليابان و ملك الأسلوب العنيف ذو الكاريزما الرهيبة و الذي يعد أشهر مصارع في ان اكس تي و صاحب أكثر شعبية لعام 2016 , و حمله للقب لن يشكل عائقا لصعوده للعروض الرئيسية (مثل كيفن أوينز)
هذا إن لم يخسر لقبه لبوبي رود قبل الرويال رامبل لكن هل يفعلها مكمان و يطلق العنان للمواهب الشابة ؟! أم أن هذا حرفياً “مستحيل” ؟…. بعد دفعة بالور السريعة جدا و فوز ستايلز باللقب الأغلى و مباراة بيرغ وليزنر , أرى أنه لا شيء مستحيل ! لكن من وجهة نظري أتمنى عدم حدوث هذا لأن المشجعين العاديين لم يسمعوا بشيء اسمه “جو” أو “ناكامورا” , لذلك من الأفضل ألا يرتكب المسؤولين نفس الخطأ الذي ارتكبوه مع فين بالور.
لا أتوقع أن الفائز في النزال الملكي سوف يخرج عن الذين ذكرتهم , فكريس جيريكو و دين أمبروز يدافعان عن ألقاب ثانوية , و سيث ولينز ينتظر عودة تريبل اتش لبدء العداوة المنتظرة , و بارون كوربين قد فقد كل زخمه و هيبته بعد خسارته ببساطة أمام جون سينا الأسبوع الماضي , و كورت انجل عاد للتكريم فقط و لا أظن أنه يستطيع تجاوز فحوصات الاتحاد الطبية , و سامي زين مازال متخبطاً في سيناريوهات ثانوية , كما يبدو أن الفوز سيكون من نصيب نجم من عرض الرو بسبب عودة عرض “حجرة الإقصاء” بشكل حصري لسماكداون لايف مما يعني أنه يمكننا أن نحصر توقعاتنا في (سترومان-ليزنر-بالور- اندرتيكر) .
تمتاز المعركة الملكية بطابع “المفاجأة” الذي يعشقه الكثير من متابعي المصارعة المخلصين , فرأينا البداية التاريخية للاستثنائي الذي غير ملامح الاتحاد , كما شهدنا في سنين سابقة عودة أساطير مثل كيفن ناش و تريبل اتش و غيرهم للاشتراك في النزال الملكي الكبير , و يبدو أن نسخة هذه السنة لن تكون خالية من المفاجآت التي سوف نستعرض أبرزها تالياً :
1 – تريبل اتش يعود مرة أخرى :
تعد عودة تريبل اتش من الأشياء المتوقعة في الرويال رامبل , و الهدف منها حتماً سوف يكون إقصاء النجم المتألق سيثر ولينز لكي تبدأ العداوة التي انتظرناها لفترة طويلة .
2 – الرقم 10 المنتظر :
من منا لم يسمع باسم ” تاي ديلينجر” , النجم المتميز الذي ترك بصمة في عروض المواهب الشابة و كسب الجماهير إلى صفه مستفيداً من شخصيته الجديدة التي نالت إعجاب معظم المتابعين …. سابقاً في شهر ديسمبر من العام الماضي , تاي تجادل مع ذا ميز على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مما يفتح الباب لعداوة بينهما عند صعود تاي ديلينجر للعروض الرئيسية .
3 – ذا ميز يشعل الجماهير !
لقد كان عام 2016 مثالياً بالنسبة لبطل الاتحاد السابق , فقد رفع من قيمة حزام القارات العريق , و أرجعه إلى مكانته القديمة و أعاد له هيبته و بريقه , كما طور النجم من شخصيته التي أصبحت مثالاً نموذجياً للمصارع “المكروه” و ذلك إلى جانب زوجته الحسناء ماريس , مما يجعل ذا ميز بطاقة رابحة في الرويال رامبل مهما كان دوره , سواء قام بالدخول في الرقم 10 لإغاظة الجماهير , أو دخل على أغنية “دانيال براين” لإعادة إحياء العداوة و الكره بينهما .
4 – العنصر النسائي !
لم تشهد مباراة الرويال رامبل دخول إحدى السيدات منذ فترة طويلة و تحديداً منذ دخول الوحش “كارما” قبل بضعة سنين , لكن هذا قد يختلف الآن بسبب بروز نجمة جديدة على الساحة تدعى “نيا جاكس” .
5 – عودة تاريخية للبطل الأولمبي :
لقد انتشر عدد هائل من الشائعات حول عودة البطل الأولمبي كورت انجل الى حلبات “دبليو دبليو أي” منذ فترة طويلة , إلا أن إعلان تكريمه في قاعة المشاهير جاء حاسماً أمر عودته إلى منزله القديم , بينما اختلفت الآراء بين من يرى أن تكريم كورت انجل يعني اعتزاله نهائياً , و من يرى أن تكريم انجل هو فرصته للعودة إلى حلبات الاتحاد .
6 – بداية تاريخية أخرى !
عندما نتحدث عن البدايات التاريخية للمصارعين , نتحدث عن أول ظهور للأسطورة كريس جيريكو , العفريت كاين , الأيقونة ستينغ و الاستثنائي أي جاي ستايلز …. و هذا العام , قد نشهد بداية لنجم قدم مباراة تاريخية في بداية هذا العام و تمكن من جذب انتباه كل جماهير المصارعة حول العالم …. نعم , أتحدث عن “كيني أوميغا” ! كيني لمح إلى مغادرته حلبات اليابان , كما لمح لظهوره في المعركة الملكية من خلال توقيعه لبعض معجبيه مستخدما الرقم “#30” في التوقيع , كما لا ننسى تلميحات جون سينا مثلما حدث مع ستايلز العام الماضي .
إن الاتحاد قادر على تقديم عرض رويال رامبل للتاريخ إذا أحسن الاختيار و استمع إلى بعض متطلبات الجماهير لأن رأي الجماهير هو الأساس في الحكم على نجاح عرض أو فشله , كما علينا نحن المتابعين أن نستمتع بمشاهدة العرض دون التذمر من نتيجة كل مباراة لأن هذا هو السبب في تخريب متعة مشاهدة عروض المصارعة .
و في الختام , لا يسعني سوى طرح هذا السؤال : هل ستتمكن قاعة “آلامو دوم” من احتواء المعركة الشرسة ؟! أم أننا سنشهد خيبة أمل أخرى في بداية الطريق نحو أكبر حدث استعراضي في العالم “راسلمانيا” ؟؟!
مشاركة صديق الموقع / جاد