أسدل نجم WWE المتميز رومان رينز الستار على مسيرة النجم الأسطوري وصاحب أفضل شخصية عرفتها حلبات المصارعة “الرجل الميت” أندرتيكر، أو في حلبات مهرجان الرسلمينيا السنوي على أقل تقدير، إلّا أن ما فعله أندرتيكر نهاية المهرجان الأخير بخلعه لملابس الشخصية المميزة وتركها في الحلبة كان علامة واضحة على اعتزاله.
وربما سخط الكثيرون من عشاق الرجل الميت على تلك النتيجة لحبهم وعشقهم الشديد له، لكنّنا سنتناول تلك الخسارة من منظور عملي بحت بغض النظر عن رضاهم عن رومان رينز وما يقدّمه فوق حلبات المصارعة، وإن تكلمنا بواقعية سنجد أن ما حصل كان هو الخيار الأفضل للأعمال، لأن WWE بالنهاية شركة تجارية ولا تفهم إلّا لغة الأرقام.
لذلك فإننا على يقين بأن فينس مكمان صانع هذه الإمبراطورية العملاقة ليس بالرجل الأحمق ليضع ثقته ومستقبل الشركة بين يدي مصارع مثل رومان رينز، ولأن لغة الأرقام تتحدث فعلى الجميع العلم بأن ذلك المصارع الشاب بدأ بتحقيق مبيعات مذهلة للشركة، ومعنى ذلك إدرار الكثير من الأموال على WWE التي لن تستطيع إكمال مسيرتها دون تحقيق الأرباح.
وحتى أندرتيكر نفسه لن يكون قد استمر كل تلك الفترة الطويلة في حلبات المصارعة رغم معاناته الشديدة من الإصابات المتلاحقة التي تعرّض لها خلال مسيرته لولا حصوله على أموال كثيرة تعوض ذلك عليه، حيث تشير أغلب المعلومات المتوفرة أن مشاركات أندرتيكر سنويا في الرسلمينيا وعروض الرو التي تسبقه فقط، تدر عليه مبلغا لا يقل عن مليون دولار في كل عام.
لكن وكي لا يضيع إرث الأسطورة أندرتيكر في مهب الريح بعد أن رومان رينز يتقاسمه مع الوحش البشري بروك ليسنر، يجب على WWE استثمار فوز رينز بأفضل طريقة ممكنة وأن تكمل مسيرتها الناجحة من الناحية الجماهيرية وبلغة الأرقام أيضا، ويعلم جيدا من لديه خبرة ولو بسيطة في مجال الإعلام أن حصول شخصية تلفزيونية على ردة فعل وإن كانت سلبية تعتبر نجاحا بحسب المقاييس.
ويبدو أن الطريق الأفضل من أجل الاستثمار برومان رينز كوجه جديد للشركة بعد أن أصبح جون سينا كثير الانشغال في مشاريعه الخاصة هو أن يفض الشراكة مع الوحش البشري بروك ليسنر، وأن يضرب مجموعة عصافير بحجر واحد، فإلى جانت كسره لسلسلة انتصارات أندرتيكر فإن ليسنر أصبح يحمل إرث جولدبيرغ ولقب WWE العالمي.
لذلك فإننا نرجح ان تكون وجهة رومان رينز القادمة إلى مدينة السوبلكس من أجل الاستحواذ عليها مثلما استحوذ على حلبة أندرتيكر، وأن يجمع ذلك الإرث العظيم بيده ويتفرّد بالمجد من جميع أطرافه، ولا نستبعد على الإطلاق أن نشاهد عداوة جديدة بين بروك ليسنر ورينز اعتبارا من عرض الرو القادم الذي سيكشف الكثير من الأمور.
ومن وجهة نظر شخصية فنرى أنه من الأفضل بقاء حزام WWE العالمي بحوزة رومان رينز وإن كان مكروها بقوة من الجماهير ونشاهده في كل عرض من عروض الرو، على أن يبقى بحوزة بروك ليسنر وننسى تفاصيل وشكل ذلك الحزام بسبب كثرة فترات غيابه، لكن كل تلك التفاصيل سنتعرف عليها بصورة كاملة خلال الأيام القليلة القادمة.
كتب: يوسف أبو سيفين