أمر محير للغاية ذلك الذي نعيشه كل فترة مع الفريق المتألق دائما فريق الدرع، فمنذ أن رأيناهم بالاتحاد للمرة الأولى بعرض سيرفايفر سيريز العام قبل الماضي وخريطة الاتحاد قد تغيرت وأصبح للدرع نصيب الأسد في لفت الأنظار والتميز.
وبالنظر إلى مزايا فريق الدرع فحدث ولا حرج؛ فبخلاف التجانس والتفاهم فيما بينهم والروح القتالية العالية، ناهيك عن الفنيات التي يتمتع بها كل نجم على حده والشخصية المستقلة التي التمسناها في كل منهم، يأتي أحد أهم أسباب نجاح الفريق ومحافظته على مكانته التي وصل إليها مع الجماهير في فترة قياسية، وهي أن الفريق لا يوجد به ما يسمى بالغيرة وعدم وجود قائد مع تطبيق سياسة تبادل الأدوار كما يحدث تماما في عالم كرة القدم.
عدم وجود غيرة مهنية بين ثلاثي الفريق أمرا واقعا بالفعل، فمنذ تكوينهم لذلك الفريق لم تخرج علينا أي تقارير تفيد بحدوث مشادة أو مشكلة بين أحد أعضاء الفريق مع الآخر، لكني في ذلك التحليل سأتناول نقطة أهم ساهمت بالنسبة الأكبر من وجهة نظري في نجاح الفريق ووحدته دائما ومحافظته على تألقه ورونقه الذي لا ينافسه عليه أحد، وهي سياسة تبادل الأدوار.
وهنا أؤكد بأن الفريق سر نجاحه في عدم وجود قائد فعلي للفريق، حتى وإن سمعنا مايكل كول بعرض غرفة الإقصاء يتفلسف علينا بكلمات الإدارة “المملاة له قبل العرض” ويقولها صريحة بأن الجماهير تعتقد أن رومان رينز قائد الفريق، لا يا مايكل كول فريق الدرع ليس له قائد ولم ولن يكون كذلك.
لماذا لا يتعين وجود قائد لفريق الدرع ؟
دعونا نلقي نظرة على طلة كل نجم على حده منذ تكوين الفريق وستدركون أن سياسة تبادل الأدوار هي أفضل طريق سلكه الفريق لمواصلة النجاح :
في بدايات فريق الدرع في الفترة التي لم يكن يعلم أحدنا حتى أسماء تلك الوجوه الثلاثة كان أمبروز وأقولها صريحة هو أكثر ما ميز الفريق بسبب قدرته الهائلة على التحدث على الميكروفون ومهاراته وسرعة تحركه وسرعة رد فعله الجبارة بالنزالات، وحتى تعبيرات وجهه وذكائه وقدرته الغير عادية على تقمص دور الشرير المجنون وكأننا ننظر إلى الجوكر “العدو اللدود لباتمان” بطريقة تجعلك تعشق ذلك النجم وتعشق الفريق الذي ينتمي إليه كذلك.
إتقانه لدوره جعل منه ساحرا بكل ما تحمل الكلمة من معنى لذلك رأى فيه البعض قائدا للفريق، لست أناقض نفسي قرائنا الأعزاء ففي بدايات الفريق لم نكن نعلم هل سيسيرون بمبدأ معظم الفرق بوجود قائد للفريق أم لا، إلى أن اتضحت الرؤية وأدركنا فكرة سير الفريق كوحدة واحدة بدون قائد أو نجم صاحب اليد العليا بالفريق كما كان الحال مع فريق النيكسوس، والذي انتهى سريعا بسبب سياسة المصارع الأول بالفريق ويد باريت والذي فشلت شخصيته سريعا أيضا.
في فترة ما بعد تألق دين أمبروز؛ برغم تحفظاتي الكثيرة على طريقة معاملة رومان رينز في الفترة الأخيرة وتصويره للجماهير على أنه الوحيد القادر على جلب الفوز للفريق وإغفال دور بقية زملائه، إلا أن الحقيقة المسلم بها ونعترف بها جميعا سواء محب للنجم أو كاره أو حتى حاقد “كما يلقبني البعض ولا أعلم لماذا” أن مستوى رينز قد ارتقى بشكل كبير وأصبح أحد أعمدة الفريق، وذلك نابع من تطويره لأدائه وأسلوبه القتالي داخل الحلبة والذي يعتبر أحد أهم أسباب إعجابي بالنجم داخل الحلبة.
بعد مهرجان سيرفايفر سيريز الماضي وتحديدا عقب تحقيق رينز لرقمه القياسي الأول بمسيرته بإقصائه لأربعة مصارعين في النزال الإقصائي التقليدي بالعرض، وأصبحت كل الشواهد تؤكد أن الاتحاد يرى في رينز قائد الفريق حتى وإن كانت بشكل غير رسمي وغير معترف بها عمليا، لكنها تبقى ظاهرة للجميع من سياسة تعامل الاتحاد وفريق الإبداع مع النجم في أنه هو الأفضل ويحقق دائما ما يفشل فيه زملائه كهزيمته لبانك وتقديمه أولا في صراعات الفريق قبل زملائه بروح القائد.
ما زلت أرى أن سيث رولينز هو أفضل أعضاء فريق الدرع أداءا داخل الحلبة وأكثرهم تألقا بالعروض والنجم الأكثر محافظة على مستواه منذ البداية وحتى الآن، وللأسف الشديد لم تكتشف معظم الجماهير تلك الحقائق إلا متأخرا جدا بعد أن اقتربت النهاية لذلك الفريق التاريخي.
بداية متابعة ومباشرة الجماهير الغافلة عن تألق سيث رولينز بدأت منذ مهرجان غرفة الإقصاء بنزال الدرع مع عائلة وايت والذي شهد أداء خرافي من الستة نجوم، ولكن في رأيي الشخصي العلامة الكاملة تُمنح لسيث رولينز عن جدارة واستحقاق.
ليس فقط الأداء داخل الحلبة هو ما يميز رولينز، فقدرته الكلامية على الميكروفون أيضا رائعة جدا وتلقائية ليست مصطنعة كالعديد من النجوم الحالية وبعض نجوم القمة كـ “دانيل براين” مثلا، وجرأته في التحدث لست تشعر بخجل في الحديث كطريقة “باتيستا” في الحديث منذ عودته.
بعد توهج نار الخلاف بين أعضاء فريق الدرع الفترة الماضية رأينا رولينز يقوم بالدور العقلاني ويلم شمل الفريق من جديد، ويصلح الأمور ويقلبها من السلبية إلى الايجابية ويؤكد على ترابط الفريق ككتلة واحدة بروح القائد، وأصبح هو من يتحدث أولا وهو من يتقدم أولا وأكثر من تتفاعل معه الجماهير، مما يدل على انتقال الشعلة إلى ثالث نجوم الفريق وتمرير دور القائد على النجوم الثلاثة أمبروز ورينز ورولينز على التوالي.
وأخيرا .. وبعد تحول فريق الدرع إلى الشخصية المحبوبة رسميا يتبقى لنا أن نرى التألق بمنظور مختلف من ثلاثة نجوم كانوا في السابق فريق من المبتدئين ومع الوقت أصبح فريقا من المحترفين المبدعين التاريخيين، ولكن … بدون قائد !!!
بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran