منذ أن عاد النجم باتيستا للاتحاد , وصيحات الاستهجان تلاحقه في كل محفل حتى في بيته، إذ لم تشفع له سنوات الانقطاع الأربع ولا خبرته وألقابه السابقة أمام صيحات استهجان جماهير العروض المباشرة التي أقل ما يُقال عنها أنها مزاجية.
عاد باتيستا وهو محمّل بهالة إعلامية ضخمة لأسباب عدّة ابتدأت بابتعاده عن الاتحاد ثم انضمامه لاتحاد الفنون القتالية المختلطة MMA وقيامه أيضاً بأدوار سينمائية متفرقة، وهو ما جعل إدارة الاتحاد متمسكةً أكثر بفكرة استخدام اسمه كعنصر جذب وترويج لريسلمينيا 30 مستغلين تجاربه المختلفة التي ذكرناها سابقا كحلقة وصل بينهم وبين فئات جماهيرية مختلفة.
تلك الهالة التي أحاطت النجم قبل عودته على صفحات المواقع العالمية نسيت أو تناست الفرق الشاسع بين عقلية وأفكار الجماهير التي تشاهد باتيستا فقط عبر الشاشات والإنترنت وبين عقلية جماهير العروض المباشرة في مدن الولايات المتحدة الأمريكية المختلفة، والتي أصبحت ردود أفعالها جزءا لا يتجزأ من مسار العروض وسير الأحداث.
فسوء حظ الرجل تسبب في تسريب خبر عودته قبل مهرجان رويال رامبل، ولو كانت العودة مفاجئة كما خُطِّط لها في الصراع الملكي لاكتسبت شخصيته الصبغة المطلوبة فعلاً، ولما انحدرت الأمور لهذه الدرجة من الفوضى والإرتباك.
ما يعيب الاتحاد في آلية تعاملها مع موضوع باتيستا هو البطء الشديد واللامبالاة
المفرطة فهي تجاهلت في بداية الأمر كل ما يحدث في المدرجات، متمسكةً بشخصية باتيستا الطيبة رغم عدم قبولها جماهيرياً تاركة النجم في صراع مباشر مع الجماهير لم يكن هو ذاته يتوقعه.
ذاك الصراع المباشر مع باتيستا –العنيف حتى خارج الحلبات وعلى مواقع التواصل- جعل مسأل كره الجماهير له أكبر من أن يتم لملمته في سيناريو، فإمتدت صيحات الاستهجان له حتى في عرضNXT -الذي لم يشارك به أصلا- كما ذكرنا لكم في أخبار سابقة هنا في الموقع، وهو ما يعني أن مسألة كره الرجل باتت “شخصية” بل وأصبحت أكبر بكثير من سلطة الاتحاد وأكبر جتى من تاريخ وبطولات باتيستا نفسه.
قيل في مثل أمريكي قديم عن رعاة البقر أنك إن أردت ترويض حصان هائج فعليك ألا
تواجهه مباشرة، بل يجب أن تركض معه بنفس الاتجاه وبنفس السرعة وبعد أن ترمي حبلك حول رقبته , تبدأ بتخفيف السرعة تدريجياً إلى أن تسيطر عليه تماماً ومن ثم تقتاده أينما تريد.
وهذا ما كان يجب على الاتحاد فعله منذ البداية لتدارك تيّار دانيال برايان الشعبي الذي
بدأ يعصف بكل من حوله وأولهم باتيستا، إذ كان الأجدر إقحام باتيستا بشكل من الأشكال مع برايان في سيناريو مشترك مع الحفاظ على الشخصية الطيبة للنجمين بطريقة يبدي كل منهما احترامه للآخر حتى وإن تواجها داخل الحلبة، ولا ضير أيضا إن قام باتيستا –مثلا- بمساعدة برايان وإنقاذه في حال تم الاعتداء عليه من هنا أو هناك.
وبذلك تُستغل شعبية برايان في الحفاظ على هيبة باتيستا وإعادة تكوين صورته، فيكون
الدواء من الداء وبعد ذلك بفترة يمكن تقبل فكرة تحوله للشخصيه المكروه بطريقة أكثر قبولاً وأناقة.
لكن وعلى ما يبدو أن الوقت قد فات والمسألة الآن خرجت عن نطاق السيطرة، فإنغمس
باتيستا تماما في دور الشخصية المكروهة – داخل الحلبة وخارجها- بشكل يصعب جدا توقع نتائجه، خصوصا بعد الأخبارة والتسريبات الأخيرة عن عودة النجم “الجماهيري” بانك وإقحامه في صراع اللقب كطرف ثالث بدلا من برايان المتفرغ لصراعه مع السلطة بقياده تريبل اتش.
رامي علي