قدّمت WWE هذا العام نموذجا جديدا للأحداث الرئيسية في عرض ومهرجان الأحلام الرسلمينيا 31، عندما جمعت خليط الخبرة والقوة المفرطة مع عنفوان وأحلام الشباب من خلال المواجهة التي ستجمع الوحش البشري بروك ليسنر بالمصارع الشاب والطموح رومان رينز في منافستهما على لقب WWE للوزن الثقيل.
إذ أنه ولأول مرة في تاريخ عروض الرسلمينيا يكون أحد المصارعين الشباب طرفا في الحدث الرئيسي للمهرجان، فلم يسبق أن وصل مصارع يقل عمره عن 30 عاما إلى هذه المرحلة المتقدمة، كما قدّمت WWE مفهوما جديدا لبطلها وحامل لقبها الذي أصبح يعرف “بالحاضر الغائب” لقلة مشاركاته في عروض الاتحاد بشكل عام.
لذا فقد وضعت WWE نفسها وبروك ليسنر ورومان رينز في موقف صعب للغاية من الناحية الجماهيرية، إذ أن عشاق الاتحاد متأهبون للقيام بثورة حقيقية ضده في حال فشل المسؤولون بإقناعهم بمخرجات تلك المواجهة المرتقبة، خصوصا أن كلا المصارعان يعانيان من قلة الشعبية بين الجماهير في الفترة الأخيرة.
حيث يظهر بروك ليسنر بشخصيته المعروفة “المكروه – المكروه” بينما يظهر رومان رينز بشخصيته التي أجبرته عليها الجماهير “المحبوب – المكروه” في تشابه كبير مع زميله جون سينا، ولا يخفى على أحد أن نجاح الحدث الرئيسي لأي عرض من عروض المصارعة أمر هام للغاية لنجاح العرض ككل، لأنه آخر ما يعلق في أذهان الجماهير.
ومن هذا المنطلق فإن WWE وفريق إبداعها مطالبة بالخروج بنتيجة مرضية للجماهير مهما كلّفها ذلك الأمر، سواءً بتدخل سيث رولينز أو ذا روك الذي لا نتمنى ظهوره للدفاع عن رومان رينز بسبب الصورة السلبية التي قد يظهر بها الأخير كطفل صغير يحتاج رعاية من ذويه، وأن يبتعدوا عن فكرة بناء العداء بين ليسنر وذا روك على حساب جمالية العرض.
كما يتوجب على بطل WWE للوزن الثقيل أن يثبت للجماهير وحشيته وقوته وأن حلبات المصارعة لم تنجب مصارعا يضاهيه بالقوة والعنف، من أجل تناسي غيابه الطويل من حين لآخر، وقد أثبت ليسنر نفسه في مواجهات عديدة، لكن عليه اجتياز الحدث الرئيسي في الرسلمينيا لأنه حجر الأساس في عملية بناء عروض WWE القادمة كلها.
أما فيما يتعلّق بالمصارع الشاب الذي يسعى وراء حلمه كأي مصارع آخر يحترف رياضة المصارعة، فعليه إبراز موهبته الحقيقة وأن يظهر قدرته على مواجهة الوحش الكاسر، ويقترب في أدائه من الواقعية ليكسب محبة الجمهور وتعاطفهم من جديد، ويتوجب على رومان رينز التعامل مع هذه المواجهة بذكاء بحت، لأن فشله يعني قد يشكل ضربة قاسية لمسيرته، فتصدره لحدث كبير في سن صغير كان بمثابة سيف ذو حدين.
إلّا ان الأمر الإيجابي في هذه المواجهة هو المقدرة والموهبة الفطرية التي يتمتع بها بروك ليسنر ورومان رينز من خلال ما شاهدناه في مواجهاتهم السابقة، وقد يكون للتمهيد السيء أثر إيجابي كبير على نجاحهما معا “فرب ضارّة نافعة”، حيث أن ذلك الأمر شكل ضغطا هائلا عليهما من الناحية الإعلامية والجماهيرية، وهو ما قد يشكل دافعا لتقديم مواجهة من طراز رفيع تنتظره كل الجماهير حول العالم.
تحليل: يوسف أبو سيفين