بعد ابتعاد النجم المشاكس سي ام بانك عن عروض الاتحاد المذاعة والمحلية وبعد تسونامي الأخبار والتصريحات المتلاحقة يوميا والتي تجزم في مجملها بأن مغادرتة حقيقة وليست سيناريو، بدات قناعة البعض – وانا منهم – أن مايحدث ما هو إلا سيناريو متقن من إخراج بانك وبموافقة الاتحاد وذلك لعدة أسباب و ملاحظات سنسلط لكم الضوء عليها في هذا التحليل :
1- أفضل وسيلة لبداية سيناريو مكشوف منذ مدة هو تعويم الأفكار والأحداث, خصوصاً بعد التمهيد الممل والمفرط والمصاحب لتسريبات عداوة بانك والسلطة على رأسها تريبل اتش، فكان لا بد من إضافة بعض الغموض والندية لهذا اللقاء خصوصاً أنه ليس على لقب من الألقاب ولن يكون بالتأكيد على السلطة.
2- من المعروف أن أقوال نجوم الاتحاد وتعليقاتهم تنتشر كالنار في الهشيم وأولا بأول حتى تصريحات نجوم الصف الثاني أوالمهمشين كما حدث ويحدث مع امتعاض دولف زيغلر المتكرر و جنون رايباك وتوبيخ الاتحاد الأسبوعي له، فلِمَ لَم نسمع أي تسريب مسبق عن تذمّر أو تململ من بانك حول هذا السيناريو الذي يتم التمهيد له منذ زمن ليس بالقليل وهو من يُعَد النجم الأكثر صراحة وجرأة في الحديث عمّا يريد أينما وكيفما يريد.
3- بانك وضعه في المنظمه محفوظ منذ لحظة إمساكه بالمايك واحتلاله لمدخل الحلبة قبل ثلاث سنوات، ومكانته تلك هي من خولت له تغيير مسار الكثير من الأحداث والسيناريوهات والدفع ببعض النجوم (كأنتونيو سيزارو ودولف زيغلر وحصوله على بطولة الولايات المتحده) وتهميش البعض الآخر كرايباك، وهذا ما يفنّد وينفي فكرة عناد الاتحاد أو تجاهله له.
4- لمن لم يعلم سي أم بانك تهجّم في أكثر من مناسبة على الجمهور المحيط بالحلبة وبشكل مباشر وهذه الفعلة تعتبر أكثر الخطوط الحمراء حساسية في الاتحاد، ومع ذلك تم تجاوز الأمر وحل المسائل ودّيا – لأجل عيون بانك- دون أي عقاب! وهذا أيضا يعزز فكرة أن بانك وضعه محفوظ أيّا كانت الظروف.
5- الاتحاد لا يود الوقوع في الخطأ الذي وقع به العام الماضي في موسم ريسلمينيا مع بانك، فرغم أن المباراة بين بانك والأسطورة الحية أندرتيكر كانت من أفضل مباريات العام إن لم تكن أفضلها إلا أن السيناريو الركيك الذي صاحبها قلل كثيرا من جرعة الحماسة التي يفترض أن توجد في مثل هكذا لقاء، ولولا وفاة بول بيرر والقصة الساذجة – التي لم تقنع بانك نفسه- حول سرقته لتميمة (جرة) أندرتيكر لسقط السيناريو بشكل كامل تقريباً.
6- تعليقات النجوم : من المعروف أن تعليقات نجوم الاتحاد على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى مع الإذاعات المحلية تكون بإشراف من الإتحاد ولو أراد الإتحاد التكتم على الأمر لمنع أيّا من النجوم أن يعلق عن الموضوع منعا باتّا، لكن وعلى العكس تماماً نسمع في كل يوم تعليقا من نجم هنا أو هناك وبطريقه تزيد من ثقتي بأن ما يحدث سيناريو محكم.
7- السلاح الخفي للمنظمة هذه الأيام هو ميك فولي، إذ تصدّرت تعليقاته النارية ورأيه حول مهرجان رويال رامبل ودانيال برايان قبل أيام مواقع الأخبار واجتذبت الكثيرين من عشاق المصارعة، معتبرين تصريحاته ناطقة باسم الجميع وهو ما أكسبه ثقه الجماهير بشكل ملحوظ، وهذا يعني ضمنا قدرة الاتحاد على تمرير ما تريد عن طريقه للجماهير بطريقه سلسه.وما يعزز ثقتي في هذه الفكره هو أن ميك فولي مرتبط بعقد أساطير مع الاتحاد وسبق وأن كان جزءا من الكثير من سيناروهات الاتحاد كما أنه من المتوقع أن يشارك بشكل فاعل في برامج شبكة المنظمة التي ستنطلق هذا الشهر وهو ما يجعل خلافه مع المنظمة وانتقاده لها جزءا مما هو مطلوب منه وهذا بالضبط ما أراه في تعليقاته شبه اليومية عن مغادرة بانك.
8- مهنيا وتجاريا: الاتحاد ليس بتلك السذاجة التي تجعل من عقوده المبرمه مع نجومه الكبار ركيكه وقابله للإنهاء في أي لحظة، وعقد بانك تبقى عنه مدة ليست بالقليلة كما أن رسلمانيا المقبل من المفترض أن يكون الأكبر في التاريخ، وليس من المنطقي ولا من المهني أن تغامر الشركة بوضعها وأسهمها وأسهم شبكتها الجديدة في هذا الوقت الحرج. كما أن الاتحاد كان وما زال بصدد ضم العديد من النجوم القدامى, وهوما يُعتبر استثمار قصيرالمدى مقارنة باستثمارها في نجم بحجم وعمر بانك.
في النهاية إن كان ما نشاهده الآن كذبة و سيناريو فأعتقد أنها الكذبة الأكثر بياضاً والسيناريو الأقرب للواقعية بعد سيناريو بانك الأول قبل ثلاثة أعوام , وإن أخطأ تحليلي فالخسارة ستكون كارثية بمعنى الكلمة وهتافات ريسلمينيا المقبل لن تكون سوى (الجمهـــور يــريد … سي ام بانك) .
هذا المقال لا يعكس وجهة نظر الموقع بل يمثل كاتبه فقط.
رامي الطراونة