أصبح جون سينا ورومان رينز أهم اثنان من نجوم WWE الأكثر إثارة وشعبية مؤخراً، هؤلاء الرياضيين الموهوبين جسديا يعرفون بالتأكيد ما يلزم ليكن كلاً منهما وجه الشركة، حيث كان سينا حامل الاتحاد على عنقه في العقد الماضي ومن قبله ستون كولد وهوجان وريك فلير.
جون سينا الذي بدأ حياته المهنية كمصارع دون المستوى والذي وصل لحد التهميش-جوبر- حتى اعتقدت إدارة WWE أن جون ليس لديه ما يلزم ليكون سوبر ستار، حتى تدخلت ستيفاني مكمان والمفوض الرئيسي للعروض وقتذاك ليزدهر سينا حتى وقتنا هذا، حصد جون سينا شعبيته من الأطفال وتحقيقه للأمنيات، وتأكدت جماهريته من خلال نتائج وأرباح المبيعات آخر كل شهر.
وعلى الصعيد الآخر; يتواجد من الجيل الحالي رومان رينز، هذا الرجل لديه الكثير من الإمكانيات، وعند ذكر فريق ذا شيلد نتذكر أنه كان قوة الفريق، وأثبت نفسه على مدى 5 أعوام ماضية، اقتنص بضعه ألقاب بدفعات متتالية في وقت وجيز، بالإضافة لفوزه على الأسطورة الحية أندرتيكر، ولكن إنجازاته أقل بكثير بالمقارنة مع سينا، حيث أمامه رُبع قرن إضافياً لتحقيق انجازات غريمه ليصل للصدارة المُستحقة، على الرغم من تقارب الانجازات ولكن تاريخ سينا والدفع به بالبطئ يجعله مقبولاً لدى الجماهير.
يُعد الوضع الحالي بالزج برينز أمام الرجل الميت ودوين -ذا روك- جونسون وتريبل إتش وغيره من الأساطير مؤذياً له، يرده للخلف لا للأمام، ويتضح هذا أمامنا الآن، بدأ الكلب الكبير رومان رينز في بناء حياته المهنية في الانطلاق منذ حل “الدرع”، أعين الإدارة تترقبه وتحاول جاهدة اقتناص التوقيت المناسب لإسقاط الستار عن نجمهم الصاعد ووجه الحقبة الحالية المنتظرة، وذلك باستعجالهم بالدفع به من قبل فينس مكمان التي جعلت بعض المشجعين غاضبين.
دفعات متتالية في وقت مبكر، مُتغاضين عن باقي أعضاء ذا شيلد، إذا عُدنا للوراء سنجد المُهيمن على الميكروفون دين أمبروز، وخاطف الأنظار في الحلبة سيث رولينز وقتذاك، أما رينز فأصبح في الوقت الأخير قبل انفصال الدرع ظاهرين إياه -المقصود بالإدارة- بالمُسيطر على الرغم من عدم استعداده، ومن النقاط السلبية والتي حُصر فيها هو تقدُم اعضاء فريقه من حيث الموسيقى وطريقة الدخول والملابس، بينما هو اُحتكر عليه أغنية ذا شيلد المميزة ونفس نظام الدخول من وسط الجماهير بل عدم تغيره لملابسه.
والواقع يُحتم علينا الوقوف أمام اختيار فينس مكمان بأن رينز هو الوجه الحالي للشركة، ولكن! هل يفتقر وجهها الحالي لأهم الصفات التي تميزه دون عن غيره؟، مع استمرار التسريبات وشعور الجماهير أن رينز مصارع موهوب ولكنه غير مستعد لوجه الشركة، أصبحت المقارنات بينهما تتزايد، وإليكم مقارنة بسيطة:
ايجابيات جون سينا:
- كرس حياته للمصارعة الحرة.
- لياقة بدنية قوية (يمكن أن يرفع أكثر من 600 رطلا).
- التحدث على الميكروفون لا يمكن وصفة إلا “بالرائع”.
- تعامله مع فئات الجماهير جميعها سواء أطفال أو شباب أو كُبار السن.
- أعلى مبيعات في جميع أنحاء العالم.
سلبيات جون سينا:
- تصدر العروض لفترة طويلة.
- حركاته داخل الحلبة مقتصرة على خمسة فقط، (بغض النظر عن إمكانياته مع ستايلز وسي أم بانك والتي تظهر بوضوح).
ايجابيات رومان رينز:
- تقديم شخصية الشرير بطريقة جيدة. (ويرجع لعدم تقبل الجماهير له).
سلبيات رومان رينز:
- عدم التحكم في ردود فعله، وخصوصاً إذا وضع في موقف حرج.
- يفتقر إلى مهارات الميكروفون والكاريزما.
- حركات ثابتة في الحلبة.
- عدم تمكنه من التعامل مع الجماهير.
والآن نتطرق إلى نقطة آخرى ويأتي سؤالك: كلاهما من عصر مختلف ولا تصلح المُقارنة بينهما لذلك ليس من العدل وضع اثنان من النجوم من حقبة مختلفة في مقارنة، وإذا وافق البعض على ذلك، ستخرج تارة آخرى تذم الوضح الحالي، ولذلك سننطلق لمقارنة آخرى:
تأثير الجماهير:
– جون سينا: أفضل المتكلمين على مدار تاريخ الاتحاد، والأقوى تاثيراً سنعود بالذاكرة لعدة أعوام مَضت، عندما تواجه ضد بروك ليسنر في شيكاغو -الكارهة لسينا-، انتهت المواجهة بفوز جون سينا بعد عناء، يُعد من أصعب المواقف للأخير ليس بسبب فرط قوة ليسنر بل بسبب الهتافات المعادية للنجم، بعد النزال استطاع بكلمة واحدة أن يجعل الجماهير تنهمر في البكاء وتدخل في النحيب خوفاً على اعتزاله.
– رومان رينز: بعد هزيمته لأندرتيكر العام الماضي في ريسلمينيا 33، خرج رينز في عرض الرو الموالي، واجه وقتذاك ابشع الالفاظ لقرابة الربع ساعة، ويأتي رد الأخير بعبارة فاترة تزيد الصخب عليه وبتعبيرات وجه كالمياة الراكدة.
وبينما انتظر مُشجعين WWE حديثه على الميكروفون ليرسخ كلماته في عقول الجماهير مثل ابن عمه ذا روك -الصخرة- ولكنه للأسف جاء حديثه مُخزياً لم يصل لحد -فتات الحصى-، عدم قدرته على تحريك الجماهير في أكثر الأوقات صخباً يجعله ضعيف في احتكاكه بالمشجعين، فكيف للإدارة تزج بشخص عديم الشخصية ولا يستطيع اقناع جماهير المصارعة؟!
يتشابه جون سينا ورومان رينز على حد سواء، فهما يتلقان دفعات بقوة من قبل الإدارة، وجماهيرية مختلطة بين مؤيد ومعارض، وحركات مكررة في الحلبة، ولكن هذا ليس هو السبب الوحيد “فلماذا يظل سينا هو الأفضل؟”، يُمكن ببساطة تشبية العلاقة بين رينز وسينا، فالأخير صعد للمصعد ووصل لكل دور في موعده المحدد بينما المصعد الخاص برينز انطلق به للدور العاشر مرة واحدة وهنا تكمن المشكلة
شعبية سينا غنية عن التعريف، إذا سألت آحد لايفقه شئ عن WWE سيجيبك عن جون سينا بدون آدنى شك، قد يخرج مشجعيه مدافعين وقائلين أنه عامل الوقت، فكيف لك أن تُقارن بين شخصان من حقبتان مختلفتان، ولكن! الإجابة بسيطة سينا لديه رصيد خارج WWE يغفر له تطور شعبيته من أعمال خيرية وتحقيق أمنيات الأطفال من خلال مؤسسة “تمني أمنية”، وتنسيق جدول أعماله بين البرامج واللقاءات الصحفية والأفلام، دامت فترته فوق الـ 15 عام ماضية ولا استطيع أن أتذكر نجم واحد استمر وتربع على عرض الاتحاد فترة كهذة، وسأقتبص مقولة أي جي ستايلز هو “الوجه الذي يدير المكان” فأصبحت شعبية النجم لا تقتصر على الاتحاد فقط.
إذا اراد رينز أن يصبح وجه الشركة، يجب أن يُبالي لما يحدث من حوله ويضع ذلك نُصب اعينه، يتجنب الاجازات الترفيهية، يطور من شخصيته التي باتت باهته ولا تصلح لوجه غطاء لإحدى ماركات الجُبن، يحترم الجماهير ويوضح ذلك من خلال تعابير واجهة الباردة والتي تنم عن الاحتكار دوماً ولا مبالاة لهم، حتى تصبح رُبع جون سينا.