أصبح المصارع الشاب رومان رينز الموضوع الأكثر جدلا بين جماهير وعشاق المصارعة الحرة وعروض WWE في ظل غياب النجم جون سينا بداعي الإصابة، وذلك بعد أن دفع به فريق الإبداع بتوجيهات مباشرة من فينس مكمان إلى القمة بدخوله لدائرة المنافسة على لقب WWE للوزن الثقيل منذ الشهور الأخير من العام الماضي مرّة أخرى.
بماذا يتميّز رومان رينز عن غيره من المصارعين؟
وسنبحث في تحليلنا هذا الأسباب التي دفعت المسؤولين في الاتحاد للاستثمار بمصارع مثل رومان رينز وتفضيله على الكثير من النجوم العاملين في WWE، وهو ما جعلهم يقفون بوجه شطر كبير من الجماهير التي وصفت حالته بالتضخيم، ولن نخوض كثيرا بهذه النقطة التي تحدثنا عنها أكثر من مرّة.
وأكدنا سابقا أن مصارعة المحترفين رياضة ترفيهية أساسها “التضخيم” لارتكازها على السيناريو المكتوب سلفا، ولا ننكر بأن هناك الكثير من الأخطاء التي اقترفها فريق الابداع بحق رينز الذي لا يجد أمامه سبيلا إلّا تنفيذ التعليمات، ولسنا بصدد تحليل تلك الأخطاء، ولكننا سنبحث تاليا في الأسباب التي تجعل رومان رينز يستحق الفوز بأكبر لقب في عالم المصارعة.
– المظهر الحسن والكاريزما
تركز WWE دائما بحكم طبيعتها كشركة تجارية على اختيار مصارع يتمتع بالمظهر الجميل والجاذبية كي يكون وجهها الإعلامي في مختلف المحافل، ولا شك بان رومان رينز يمتلك تلك الصفات التي يبحث عنها الاتحاد، وهو ما يجعله مؤهلا وبقوة لاحتلال هذه المكانة.
– الشباب والحيوية
يبلغ رومان رينز من العمر 30 عاما فقط، مما يعني أنه استثمار مناسب قد يستمر مع WWE في جميع عروضها المتلفزة والمحلية لعشرة سنوات قادمة، ويدفع ذلك الأمر المسؤولين هنا على أخذه بعين الاعتبار كبديل مناسب لوجه الشركة الحالي جون سينا الذي اقترب من عامه 39، الذي تدور الكثير من الشكوك حول استمراره مع الاتحاد بدوام كامل.
– الموهبة الفطرية
لا شك بأن الشيفرة الوراثية الخاصة برومان رينز تحتوي على عناصر خاصة بمصارعة المحترفين التي تربى عليها منذ يومه الأول، فهو سليل عائلة قدّمت أساطير كبار تعجز الذاكرة عن حصرهم، ونذكر منهم على سبيل المثال للحصر النجم العالمي دواين “ذا روك” جونسون ويوكوزونا وراكيشي والكثير الكثير.
وربما يفتقر رومان رينز لموهبة الحديث بالميكرفون أمام الجماهير بشكل جيد مثل زملائه البارزين، إلّا أن ذلك ليس بالعائق الكبير أمامه، فهناك العديد من الأساطير الذين تركوا بصمة لا تمحى في حلبات المصارعة رغم افتقارهم لهذه الموهبة، ونرى أمامنا مثالا حيّا لهؤلاء من خلال “الظاهرة” اندرتيكر.
– القوة البدنية والنمط العضلي
استفاد رومان رينز كثير من السنوات التي قضاها في التدرب على كرة القدم الأمريكية التي تحتاج قوة بدنية هائلة، وعكس ذلك بشكل واضح في حلبات المصارعة، كما تمتع بجسد ونمط عضلي هو المفضل عند رئيس مجلس الإدارة فينس مكمان الذي يعتبر أكبر الداعمين لرومان رينز.
– الاجتهاد داخل وخارج الحلبة والاستقرار في الأداء
يعتبر رومان رينز ومن جهة نظر محايدة تماما أحد أكثر المصارعين اجتهادا في حلبات الاتحاد هذه الأيام، وأكثرهم استقرار في الأداء من عرض لاخر، فلم نشاهد رينز يقدم أداءا مختلف في عرض الرو عن العروض الكبرى، وربما كانت هذه الخصلة التي جعلته الأبرز في عيون فريق الإبداع، فلا يخلو أداء رينز من السرعة والقوة والقدرة على تحمّل الضربات، ناهيك عن اللياقة البدنية الهائلة.
ماذا ينقص رومان رينز كي يفوز بدعم الجماهير
في النهاية لا شك بأن رومان رينز مصارع مجتهد ومثابر يستحق الاحترام سواء إن كنا ممن يعجب بما يقدمه أم لا، وقد وضع الأسطورة ستيف أوستن يده على الجرح كما يقول المثل، وقال سابقا إن على فريق الإبداع أن يدفع برينز بالشخصية المكروهة بشكل فردي لفترة كافية قبل أن يتم الدفع به كمحبوب مرة أخرى.
وقد نجحت هذه الطريقة تماما مع فريق نيوداي على سبيل المثال، عندما فشلوا في البداية بشكل ذريع حين ظهروا كفريق محبوب قبل تحوّلهم للاتجاه المعاكس واكتسابهم الشعبية وعودتهم كما لاحظنا مؤخرا، وربما تتهم الجماهير بالتناقض أيضا تجاه رينز.
ويدفعنا جدل الجماهير المستمر للتساؤل لماذا أحبوا كل ما قدّمه رومان ضمن فريق الدرع، وكرهوه عندما انطلق منفردا في حلبات المصارعة؟
تحليل: يوسف أبو سيفين
للتواصل من خلال تويتر Follow @abuseifin