نعود إليكم قراءنا الأعزاء مع الجزء الثاني من تقريركم المتجدد الذي نسرد معكم به أفضل المواجهات والنزالات التاريخية التي صنعت إمبراطورية مهرجان ريسلمانيا وأمجاده عبر سنواته وتاريخه الطويل.
في هذا الجزء سنأخذكم في جولة مع ثلاثة نزالات أسطورية جديدة بالمهرجان الكبير :
1- (شون مايكلز) ضد (بريت هارت)
– ريسلمانيا 12.
– 31 مارس 1996.
– أقيم العرض بقاعة أروهيد بوند بمدينة آناهايم بولاية كاليفورنيا.
عندما نذكر أفضل المؤديين داخل الحلبة على مر العصور فمن البديهي أن يخطر بأذهاننا الأسطورتين بريت “ذا هيتمان” هارت، ومحطم القلوب شون مايكلز لما يتمتعان به من أسلوب فريد بالقتال داخل الحلبة وكاريزما أدت إلى نجاحهما طوال مسيرتهما صنفتهما كاثنين من أهم أساطير اللعبة عبر تاريخها.
في واحد من أقوى النزالات الكلاسيكية التي عرفتها الحلبات تواجه هارت ومايكلز في مواجهة على لقب بطولة WWF الذي كان بحوزة الأول في أول نزال بالتاريخ من نوع “الرجل الحديدي” لمدة ساعة كاملة، ستون دقيقة من المتعة والإثارة والحماس المنقطع النظير، ستون دقيقة لم يذق الثنائي طعم اليأس.
دخل بريت النزال كبطل للاتحاد بينما دخل شون كفائز بنزال المعركة الملكية لعام 1996، استمر أسلوب الكر والفر بين الطرفين طوال تسعة وخمسين دقيقة إلى أن نفذ هارت حركة الإخضاع الشهيرة الخاصة به “شارب شوتر” بالدقيقة المتبقية على أمل اقتناص الفوز بالثواني الأخيرة من عمر اللقاء، لكن حتى الفرصة الأخيرة لم يُكتب لها النجاح وانتهى الوقت الأصلي بدون فائز.
تساءل الجميع كيف لنزال كذلك النزال وبأداء كأداء هذين النجمين وبالحدث الرئيسي لمهرجان بحجم ريسلمانيا وطوال ساعة كاملة لم تخلوا من الندية والمتعة وينتهي النزال بدون فائز بالنهاية ؟! لكن رئيس الاتحاد “في إطار السيناريو فقط” حينها “غوريلا موسون” أبى أن تنتهي الليلة بتلك النتيجة المعلقة، وعلى الفور أمر باستكمال النزال إلى أن ينتهي بالتثبيت أو الاستسلام لتحديد البطل عن جدارة.
استغل مايكلز الفرصة الثانية على أجمل ما يكون ولم يحتاج إلا دقيقة واحدة فقط من أجل التتويج بأول بطولة WWF بمسيرته عن طريق ركلته القاضية الشهيرة “سويت تشين ميوزيك”، وكان ذلك النزال خير مثال للجميع كيف يكون الحدث الرئيسي وأهم نزال بأهم عرض.
2- (بريت هارت) ضد (ستيف أوستن)
– ريسلمانيا 13.
– 23 مارس 1997.
– أقيم العرض بمدينة شيكاغو بولاية إلينويس.
غير ذلك النزال الأسطوري مجرى التاريخ وغير جميع مفاهيم المصارعة الحرة على الرغم من عدم إجراء النزال على أي ألقاب، لكن اسما بريت “ذا هيتمان” هارت و”ستون كولد” ستيف أوستن وحديهما كانا أعظم وألمع من جميع الألقاب والبطولات.
قدم الثنائي وجبة دسمة للمشاهدين بنزالهم الذي كان من نوع “الفائز هو من يجبر خصمه على الاستسلام”، قدم أوستن نزالا أسطوريا وأعطى درسا للجميع في المثابرة وعدم الاستسلام مهما كنت تعاني من آلام، بينما قدم هارت نزالا علم الجميع أن الأسطورة لا ييأس ولا يكل ولا يمل ولا يتنازل عن الفوز مهما كلفه الأمر.
دخل الثنائي النزال وكان هارت محبوب الجماهير ونجمهم الأول وفي المقابل كان أوستن صاحب شخصية مكروهة حينها لكن مع نهاية اللقاء انقلبت الموازين وأصبح المحبوب الأول بالاتحاد هو أكثر الوجوه المكروهة، والمكروه أصبحت تعشقه الجماهير وتراه بطلها المغوار.
كانت فوضى عارمة بحق شهدتها جماهير مدينة شيكاغو، حيث استخدم الثنائي كل الوسائل المتاحة والغير متاحة للإجهاز على بعضهما كالكراسي الحديدية وخاصة هارت الذي لم يترك أوستن إلا غارقا في دمائه، فأحس أن المهمة اقتربت من الانجاز واقترب هو من الفوز.
كما ذكرت منذ قليل النزال كان لكي ينتهي لابد أن يستسلم أحد طرفيه، ومع وجود مصارع بحركة إخضاع شهيرة كـ بريت هارت بحركته الشهيرة “شارب شوتر” فبالطبع الكفة تميل ناحيته، لكنها مالت بعد معاناة طويلة في إجبار أوستن على الاستسلام، والذي لم يستسلم من الحركة أبدا بل كان للجرح الذي مُني به عن طريق الكرسي الحديدي دور كبير في هزيمته عن طريق فقدانه الوعي مما استدعى إيقاف اللقاء وإعلان هارت فائزا.
بعد تلك الملحمة التاريخية خرج هارت فائزا بالنزال وخاسرا دعم الجماهير، بينما أوستن كان الخاسر بالنزال لكن الفائز باحترام وإشادة الجماهير حول العالم التي ظلت تتحدث على إصراره على عدم الهزيمة والاستسلام وصموده أمام الآلام المتعددة في آن واحد.
3- (ستيف أوستن) ضد (شون مايكلز)
– ريسلمانيا 14.
– 29 مارس 1998.
– أقيم العرض بمدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس.
يعتبر ذلك النزال بمثابة البداية الحقيقية لأهم وأقوى وأزهى عصور المصارعة الحرة على الإطلاق وهو عصر الأتيتيود الذهبي الأكثر إمتاعا للجماهير على مر العصور، كما أنه كان بداية الانطلاقة للنجم الأسطوري “ستون كولد” ستيف أوستن وتتويجه بأول بطولة WWE/WWF في مسيرته.
كان أوستن حينها هو الفائز بنزال المعركة الملكية لعام 1998 ونال فرصة المنافسة على الذهب واللقب الأغلى في عالم المصارعة الحرة بطولة الاتحاد، والتي كانت بحوزة محطم القلوب شون مايكلز نجم فريق “دي اكس”، شهدت فترة ما قبل المواجهة تورط الملاكم الأسطوري وعضو قاعة المشاهير “مايك تايسون” الذي تم الإعلان عن تواجده بمهرجان ريسلمانيا وتواجده بجانب الحلبة بالحدث الرئيسي للمهرجان.
اشتبك أوستن مع تايسون بأحد عروض الرو قبل المهرجان المنتظر مما استدعى تدخل الأمن لتفرقة النجمين الكبار، مما يعني دخول الطرفين النزال كخصوم وأعداء، وهو ما بث بعض الطمأنينة في صدر مايكلز الذي كان يمني النفس بالاحتفاظ بلقبه عقب تلك الموقعة المرتقبة، لكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
استخدم الثنائي كل الوسائل الممكنة لإسقاط بعضهم البعض ومحاولة الفوز باللقاء، لكن الحكم هو من كان ضحية للنجمين وسقط بلا استفاقة في الوقت الذي قام أوستن بتنفيذ حركته القاضية “ستانر”، المفاجئة كانت بتدخل تايسون وقيامه بدور الحكم والعد لثلاثة على مايكلز الممدد على الحلبة بلا حراك، انتصر أوستن وظفر ببطولة الاتحاد الأولى في تاريخه، بعد برهة من الوقت استفاق مايكلز وكاد أن يشتبك مع تايسون الذي أسقطه مجددا بلكمة عنيفة حطمت وجهه.
كان ذلك النزال هو الظهور الأخير لمايكلز الذي دخل النزال مصابا في الأساس بعد نزاله مع الظاهرة أندرتيكر بمهرجان رويال رامبل، ولم يخض منذ حينها أي نزالات إلا بعد مرور أربعة سنوات كاملة حين عاد بعرض سمر سلام لعام 2002.
كنتم مع الجزء الثاني من تقريركم المتجدد بإذن الله عن أقوى وأهم النزالات التي صنعت أمجاد المهرجان العريق والتاريخي ريسلمانيا، نلقاكم في أجزاء أخرى في القريب العاجل إن شاء الله.
* ملحوظة: تم تقليل عدد النزالات إلى ثلاثة نزالات لتسهيل عملية القراءة على القارئ.
بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran