الحلقة الثالثة
غادر رومان ذلك الاجتماع العائلي بمساعدة من قريبه دوايين جونسون بعد ان كان عمه راكيشي على وشك الفتك به، وانطلق بسيارته وهو هائم على وجهه لا يعرف ماذا يفعل، واستغرب حين شاهد العديد من المكالمات غير المجابة على شاشة هاتفه من زوجته، ودون ان يحاول ربط الاحداث ببعضها اسرع بالاتصال بها، لكنها لم ترده، الا انه ولا شعوريا كان فى طريقه الى المنزل والذي لا يبعد كثيرا، وبالفعل وصل الى هناك وشاهد الباب مفتوحا فاسرع فورا بالدخول.
وجد رومان زوجته تتحدث الى احد رجال الشرطة، والذي غادر فورا حين انتبه الى وصوله فيما كان رومان يحاول الاستفسار من زوجته عما حدث، فاجابته وهى ترتجف:
– انه جيمي أوسو. لقد اتى الى هنا، لكنه كان شخص آخر. كان يحمل مسدسا ويتحدث عنك وعن نايومي. وقال انه سيأتى الى هنا مرة اخرى.
سألها رومان عن ابنتهما واجابته بأنها مذعورة هي الاخرى وتبكي فى غرفتها، لانها لم تعتد ان ترى عمها جيمي بهذه الصورة، ومن ثم سألته عن السبب وماذا حدث بينه وبين نايومي. وكان هذا السؤال سببا فى جعله يتراجع ناحية الباب، ويخبرها بأن تهدأ وأنه سيحل هذه المشكلة نهائيا.
وبالفعل غادر رومان لكنه لم يكن يعرف أي حل لهذه الورطة كما اخبر زوجته، بل كان يخشى ان يتفاقم الوضع أكثر مع مرور الوقت، لكن لا مجال للاختباء بعد ان وصل الأمر الى تهديد عائلته، الان يجب على رومان ان يتوقف عن البحث عن اعذار ومحاولة تبرئة نفسه وان يتصرف فورا.
كان الغضب يسيطر على رومان تماما وهو فى طريقه الى منزل الشخص الوحيد الذي لن يخذله وسيقف فى صفه، وهو دين أمبروز، وذلك لأن رومان يعرف ان الاخير مصاب ولم يصل اليه فينس مثل بقية المصارعين.
طرق رومان باب صديقه، وفتحت له الباب رينيه يونغ والتى استقلبته بطريقة باردة، جعلته يدرك ان الخبر وصل الى هنا ايضا، لكن المفاجأة الاكبر كانت فى الداخل، حيث وجد نايومي فى منزل دين أمبروز.
اسرع رومان للاطمئنان على نايومي لأنها الوحيدة التى تعيش معاناته وتعرف تماما ما يمر به، لكنه كان يعرف ان لا وقت يضيعه واسرع بالصعود الى غرفة دين، والذي استقبله بترحاب شديد، ولم يحتج امبروز ليسمع القصة من رومان بعد ان اخبرته نايومي بكل شئ.
وعلى الفور بدأ الاثنين فى طرح وجهة نظرهما ورأي كل واحد منهما فى ايجاد مخرج من هذا المأزق، والذي كان معقد للغاية لأن شخص مثل فينس يقف خلفه، والذي يتفوق على الجميع بدهائه ومكره الشديدين، وهناك عامل آخر مهم للغاية، وهو عدم توانيه عن الاقدام على فعل أي شئ حتى وان كان جنونيا.
لذا كان الاقتراح من دين هو ان يحارب رومان خصمه بنفس السلاح، وهو التصرف بتهور وجعل فينس يدرك انه ايضا لا يتوانى عن فعل أي شئ، حتى وان كان الاقدام على قتله في سبيل ذلك.
بقى رومان فى منزل دين تلك الليلة لأنه يعرف ان جيمي لن يقدم على اي تصرف متهور حتى وان اتى الى هنا، وذلك بسبب علاقته القوية واحترامه لدين وزوجته رينيه، والتى تعبر من المقربات من نايومي.
لم يهنأ رومان بالنوم حين ايقظه صراخ رينيه وهو تنادي على نايومي والتى كان قد انطلقت بسيارتها فى تلك اللحظة، وصل رومان الى الباب وهو يستمع الى رينيه وهى تطلب منه ان يلحق بها لأنها قررت ان تذهب الى جيمي وتطلب منه السماح.
لم يتردد رومان واسرع بسيارته خلف نايومي ليمنعها من الاقدام على هذه الخطوة، وبالفعل استطاع ان يصل اليها حيث كانت تقف امام احدى اشارات المرور، وترك سيارته جانبا وقفز معها فى نفس السيارة وهو يتراجها كي تعدل عن هذه الفكرة:
– لا يمكن ان تفعلى ذلك يا نايومي، انها فكرة غيبة، خصوصا فى هذا التوقيت، جيمي لا يفكر بعقله حاليا وسيقتلك بمجرد ان يراك.
لكن الاخيرة كانت تبكى وترفض الاستماع اليه وهى تردد:
– لم اعد قادرة، انا خائنة فى نظر الرجل الذي احببته، يجب ان اخبره بكل شئ وسيتفهنى لأننى احبه.
لكن رومان ظل يتوسل اليها، بل وقام بالامساك بالمقود حتى لا تواصل طريقها واجبرها على التوقف جانبا، ومن ثم نزل وطلب منها النزول ايضا حتى يجدا حلا، لكن ما حدث لاحقا لم يكن يتوقعه ابدا.
نايومي اغلقت باب السيارة من الداخل وكذلك الزجاج، ومن ثم اخرجت مشرطا من حقيبتها، وهى تبكي وتتحدث الى رومان وتطلب منه ان يخبر جيمي بأنها أسفة وانها مظلومة. بينما كان الاخير يصرخ فيها ان تتوقف، ويحاول فتح الباب بالقوة حين ادرك ان نايومي جادة، وقامت بالفعل بغرس المشرط بأكلمه فى عنقها امامه.
واصل رومان الصراخ في نايومي كي تتوقف، ومن ثم قام بضرب زجاج السيارة بقبضة يده بكل قوة، حتى تمكن اخيرا من تحطيمه واسرع بفتح الباب وجذب نايومي الى خارج السيارة، لكنه كان قد تأخر وبدأت علامات الحياة تفارق جسد الاخيرة بعد ان نزفت الكثير جدا من الدماء.
يتبع..
الكاتب: محمد بهاء الدين