الدماء متناثرة على الأرض.. لم يعرف أحد دماءه من دماء صديقه .. توقف قلب رولينز عن النبض لثواني، ليهرول سريعًا على أمبروز ويصرخ بصوت يصحبه بحة لدين:
سيث: دين … دين .. هل أنت بخير ؟
دين: (متألما وممسكًا بكتفه الأيسر) نعم
توجهت انظار رولينز إلى جاي ليجده على الأرض ممسكًا بذراعه الأيمن ومتكئ بظهره على الحائط ويصدر التأوهات بسبب ألم ذراعه الذي ظهر عليه الكدمات وبعض الخدوش … بدأت انظار الرجال تنتبه لبكاء نايومي على زوجها جيمي .. فالدماء تسيل منه كبركان يثور لا يهدأ.
كل ما حدث كان في ثواني معدودة … الجميع يحدق على جيمي والغرفة لا يصدر منها صوت إلا عويل المكلومة نايومي.. دخل الغرفة المصارعين قادمين من غرفة خلع الملابس على صوت ارتطدام قوي.. توقفوا لوهلة محاولين فهم ما جرى، ليصرخ ذا ميز “ارفعوا هذا الشئ اللعين من على رأس جيمي”…. اسرع ستايلز وشيمس لمساعدة ميز بينما توجه سيزارو وروسيف للاطمئنان على أمبروز وجاي.
صرخ ستايلز بصوت يملئه الضعف وقلة الحيلة “هيا ياروسيف ساعدنا ..أنه ثقيل”، هرول روسيف وسيزارو محاولين ابعاد الشئ الحديدي بكل قوتهم حتى ظهرت عروق اجسادهم بأكملها وتشددت عضلاتهم من شدة ثقله.. وقاموا بسحبه حتى وضعوه بجانب الحائط.
الصمت مجددًا يحل في الغرفة .. ستايلز وروسيف وميز وشيمس وسيزارو واقفين دون حراك .. رولينز يجلس بجانب أمبروز على الأرض محدقين .. جاي تجمد على الحائط .. نايومي تجمدت دموعها على وجنتيها وعويلها سكت ..الجميع ينظر لنفس النقطة .. جيمي ملقى على بطنه .. مؤخرة عنقه يتواجد بها جرح قطعي … اللحم متهرول منه وبالنظر إلى الأباجورة الحديدية يوجد بها قطع لحم معلقة… وأعلى رأسه من الخلف منفصل وقطعة من المخ ملقاه على الأرض بجانب اذنه اليمنى.
قطع الصمت صوت صراخ نايومي … كادت الصرخة تشق حنجرتها وصدرها … جاء المصارعين والمسئولين مزعورين ليتفاجئوا بما حدث .. حاولت ماريس وبري الدخول لأخذها ولكنها قاومتهم بعنف حتى ألقت بهما على الأرض واتسخت ملابسهما من دماء جيمي … توجه شيمس إلى نايومي محاولاً تهدئتها وابعادها عن جثة زوجها .. قاومته نايومي حتى قام بحملها عنوة واخراجها وهي تصرخ باسم زوجها.
في تلك الأثناء بدأ المتواجدين يدركون الحقيقة… لقد مات جيمي أوسو … قام رولينز من جانب أمبروز ولم يستطع الخروج من باب الغرفة بسبب اكتظاظها بالمصارعين ليبدأ يصفق بيده:
سيث: على الجميع أن يرحل ويترك الغرفة … من فضلك يا سيزارو أنت بجانب الباب وتستطيع الخروج أخبر أحدهم أن يطلب الطاقم الطبي .. لأن يو … (لكمة قوية موجه لفك رولينز)
ستايلز: (صارخًا فاقدًا وعيه) ألديك الجراءة تتفوه بكلام وتعطي الأوامر أيها الغراب الأسود … كل مكان تجلس فيه تجلب معك اللعنة والخراب …
يتوجه ستايلز إلى سيث ليلكمه الذي بدوره ظل واقفًا واكنه مستعد لأي لكمة ويبدو عليه الاستسلام التام … ليتقدم روسيف ويمسك بذراعه جيدًا وبدأ ميز يصرخ بشدة في المصارعين ووجه ملئ بالغضب:
ميز: اخرجوا من الغرفة أنه ليس عرض مسرحي .. أخرجوا … لماذا تقفون هكذا.
خرج الجميع من الغرفة بينما ظل روسيف ممسكًا بستايلز محاولاً تهدئته في يسار الحجرة ورولينز واقفًا على الجهة اليمنى من الغرفة وبينهما أمبروز جالسًا على الأرض ما زال ممسكًا بكتفه ينظر لما يحدث أمامه… أغلق ميز الباب والتفت ليصيح في ستايلز وطلب منه أن يهدأ قليلاً … واخبر سيزارو أن يتصل بالشرطة ويخبرهم بما جرى…. قرع باب الغرفة ليدخل الطبيب ومعه مساعديه ويتفاجئ بالمنظر متساءلاً بصوت يملئه الخوف والدهشة:
الطبيب: يا الهي .. جيمي !! ماذا حدث؟؟
أمبروز: (متألمًا) ستظل تسأل وتندهش وتتركه .. لا يوجد وقت للاندهاش هنا
جثى الطبيب على ركبتيه ووضع اصبعيه تحت رقبة جيمي ليتحسس نبض القلب ويتأكد بأنه فارق الحياة بالفعل … طلب الطبيب من رولينز والباقية أن يساعدوه في حمل جيمي من على الأرض… ذهب المساعدين إلى أمبروز للاطمئنان على كتفه بينما توجه آحد المساعدين إلى جاي للاطمئنان على ذراعه الذي ظل ساكنًا طيلة الوقت لم يتحرك ولم يبكي على اخيه وكأن شريط الحياة وقف به في هذه اللحظة.
ساعد الباقية الطبيب في حمل جيمي والذي باتت قطع اللحم تنثر من دماغه على الأرض … وضعوه على طاولة المرضى المتحركة .. خرج الطبيب من الغرفة واستدعى حراس آمن الاتحاد وطلب منهم آخذ الطاولة ليضعوها في غرفة الطوارئ وحذرهم أن يخرجوا من الجهة اليمنى لأن نايومي تتواجد ومعها باقية السيدات في الغرفة المجاورة في نهاية الممر يسارًا.
جاء ساموا جو وبايج -التي حضرت العرض المحلي على غير العادة بأمر مباشر من إتش- مسرعين إلى الغرفة المشئومة وأخبر جو ستايلز أن يجهز لأن العرض قد بدأ وعليه أن يفتتح سماكداون ليخرج ستايلز ومعه جو … تبقى بايج وتخبرهم بإنها تتفهم الوضع جيدًا ولكن الجماهير لن تتفهم ذلك وتحدثت لذا ميز بأنه عليه الاستعداد لأنه سيتحد مع روسيف ضد فريق ذا بار في الفترة الموالية … نظرت بايج إلى الطبيب المساعد الجالس على الأرض بجانب أمبروز:
بايج: هل سيستطيع خوض مواجهة الليلة؟
الطبيب: للأسف لن يستطيع .. علينا عمل بعض الأشعة على كتفه للاطمئنان
بايج: حسنًا … ستكون بخير يا أمبروز
دين: (يهز رأسه بحسناً ولم يتفوه بكلمة)
في تلك الأثناء طلب رولينز من بايج أن تجلب له قميص لأنه ترك قميصه في سيارته المستأجرة والذي تركها أمام الفندق هناك وجاء مع سيارة أمبروز، وأقترب منها هامسًا “هل تعرفين شيئًا عن بالور؟” لتخبره بصوت خافت بأنه اصيب بجرح قطعي في جبهة الرأس وكسر في الأنف بالإضافة لتورم وكدمات منتشرة في كامل الوجه … رن هاتف سيث ليجد رينيه المتصلة.. يقطع حديثه ويخرج رولينز من الغرفة وبصوت خافت:
سيث: نعم يا رينيه
رينيه: أمبروز بخير؟
سيث: نعم، لا تقلقي
رينيه: أين أنتم الآن؟
سيث: في الصالة المستضيفة لسماكداون
رينيه: يا ألهي!!! ماذا تفعلون هناك ؟؟ قرأت على تويتر أن الشرطة تحاصر المبنى ولا أعرف لماذا متواجدة؟ ….. أنا قادمة فورًا
سيث: لا تخافي يارينيه.. أخبرتك بأنه بخير .. لا تقلقي أنا معه
رينيه: اعطيه الهاتف أريد سماع صوته بنفسي .. لقد ترك هاتفه في الفندق ولا أستطيع الوصول إليه
سيث: (متوترًا ولا يريد أن يعطي الهاتف لدين لأن موقف الغرفة لم ينتهي بعد) بما أنك قادمة فستشاهدينه بنفسك
ينهي سيث المكالمة ويلتفت وراءه ليجد أمبروز خلفه مرسومًا على وجه ابتسامة بنصف شفتيه ويخبره:
أمبروز: أخبرتها أني بخير ؟!
ظهر التوتر على رولينز بشكل واضح … حاول بلع لعابه الذي تحول إلى حجر وبدأ حديثه متمتمًا بكلمات غير مفهومة، في تلك الأثناء وصلت الشرطة وبدأت تحاصر الصالة المغطاة الأمر الذي انقذ رولينز من الموقف اللعين .. وضعت الشرطة الشريط الأصفر اللاصق حول مسرح الجريمة .. واستدعى فريق الطب الشرعي لمعاينة الجثة… طلب مسئولين الاتحاد من الشرطة أن يتم فحص المبنى بهدوء حتى لا يثار الجمهور خارجًا، وبدورهم سيبدأ العرض الآن حتى لا تحدث فوضى في المبنى… وقد طمئنه المحقق أن الأمور ستجري كما يريد.
منعت الشرطة دخول أو خروج أحد … وتحدث المحقق أنه يريد مقابلة نايومي وأمبروز وجاي على أساس هم شهود عيان على مسرح الجريمة … وصلت رينيه في تلك الفترة وحاولت الدخول ولكن التشديدات الأمنية حول المبنى منعتها .. بدأت رينيه تصرخ على أمبروز التي راته خلف الكواليس متجه لغرفة التحقيقات .. قلق أمبروز على رينيه وأشار لرولينز الذي كان متكأ على أحد الحوائط يراقب الشرطة محاولاً الاصغاء إلى أحاديثهم الجانبية دون أن ينتبهوا … لم ينتبه سيث لأمبروز حتى ذهب إليه وأخبره أن يذهب لرينيه وحذر أمبروز صديقه أن لا يجعل رينيه تقود السيارة ويخبرها ما حدث بكل هدوء وإذا استطاع أن لا يخبرها فسيكون جيد.
اتجه رولينز إلى رينيه مسرعًا وأخذها بعيدًا عن التكدس … بدأ يطمئنها أن أمبروز بخير .. ظلت تسأل عما حدث .. حاول ادخالها للسيارة قائلاً:
سيث: رينيه اتوسل إليك .. ادخلي إلى السيارة لا أستطيع الكلام الآن أو حتى الوقوف على قدماي … من الجيد أن أتفوه معك ببعض الكلمات … أمبروز أرسلني إليك ويجب أن أذهب بك إلى الفندق حتى اطمئن عليك وأبلغ صديقي أنكِ بخير.
رفضت رينيه الاستجابة لسيث وبصوت عالً ظلت تسأل وتردد الأسئلة كطبيعة الفتيات ليفقد رولينز وعيه:
سيث: (صارخَا في وجها ) جيمي مات .. لقد قتل جيمي … وكان المقصود أمبروز بدلاً منه .. خرجت دماغ جيمي أمام عيني .. رأيت مخه منشق لنصفين والجزء الآخر ملقى بجانبه أمامي … هل علمتي ما الذي حدث الآن؟ … ادخلي السيارة ولا تتحدثي مجددًا.
صعدت رينيه إلى السيارة بدون التلفظ بشئ … تحرك رولينز بالسيارة في تجاه الفندق … ظلت رينيه صامته لقرابة الثلاث دقائق حتى بدأت تنزل دموعها فهي لا تعلم هل تبكي على جيمي أم على سلامة زوجها أمبروز التي انقذته العناية الإلهية في الوقت الضائع؟… وصل كلاهما إلى الفندق واتجهاها إلى الغرفة، جلست رينيه على الأريكة وهي تضع رأسها بين راحة يديها وتبكي بشدة .. ظل رولينز واقفًا مترددًا أن يجلس بجانبها متذكرًا المشهد السابق … وضع رينيه بدأ يسوء حتى جلس وضمها بين ذراعيه.
الساعة تعدت منتصف الليل … ظل الإثنان هكذا قرابة الربع ساعة حتى غفلت رينيه في أحضان رولينز.. رن هاتفها ايقظها مفزعة:
رينيه: هل أنت بخير؟
أمبروز: نعم .. لا تقلقي .. هل وصلت للفندق ؟
رينيه: أجل .. انتهيت من التحقيق؟
أمبروز: لا .. سأظل متواجد هنا حتى تنتهي بعض الإجراءات.. هل أيقظتك من النوم؟
رينيه: غفلت لدقائق … خائفة كثيرًا ولكن رولينز بجانبي هنا
ارتعب سيث من تلك الجملة قليلاً عندما علم صديقه أنه ما زال متواجد مع زوجته في الغرفة بمفردهما …أراد سيث احتواء الموقف وأخبر رينيه “اعطيني دين”:
سيث: (متوترًا) هل أنت بخير؟ .. هل أتي لك ؟
أمبروز: بخير، لن يحتاجك أحد هنا، شكرًا على المساعدة.. تستطيع أن تذهب أينما تشاء .. سأتي في غضون ساعات.
سيث: حسنًا.
أغلق سيث الهاتف مع دين:
رينيه: ماذا أخبرك؟
سيث: أخبرني أن أجلس معك هذه الليلة حتى يطمئن
يتبع…
الــكـاتـب: مــاريــنـا عــماد