سينمانيا هى فقرة جديدة اسبوعية على موقعكم العامر، الهدف منهما كسر الروتين بالنسبة للتقارير والاخبار المتعلقة بعالم المصارعة الحرة، ومع اننا لن نبتعد كثيرا عن ذلك العالم الا اننا سنكون أبعد ما يمكن عن الحلبة والسيناريوهات الخاصة بالمصارعة، فهنا سنسلط الضوء على مشوار بعض المصارعين فى عالم السينما والشاشة الكبيرة ما بين النجاح والفشل بنظرة تحليلية فقط.
حلقتنا الأول سنخصصها للحديث عن موضوع مثير للجدل حاليا وهو يتعلق بالمصارع الشهير وبطل الاتحاد 8 مرات دوايين ذا روك جونسون، وذلك حين ظل المحللين منقسمين حول نسب نجاح سلسلة افلام فاست اليه بعد ان انضم اليها، ام الى بطلها فان ديزل وجماعته خصوصا وان ذا روك ليس البطل الأول فى تلك السلسلة. وان كان يجوز ان نفعل ذات الشئ مع النجم باتيستا بسبب نجاح فيلم حراس المجرة الذي يشارك فيه.
وحتى نكن منصفين وبعيد تماما عن العواطف كوننا محبي المصارعة الحرة ونرى ان مصارعينا هم الافضل دائما، سنعتمد هنا لغة الارقام فقط، والتى تثبت بما لا يدع مجال للشك ان ذا روك هو المسؤول الاول عن نجاحات سلسلة افلام فاست والتى وصلت الى ثمانية اجزاء انضم اليها ذا روك فى جزءها الخامس.
افلام فاست هى سلسلة بدأت قبل 16 عاما وستتواصل لوقت اطول بسبب النجاح منقطع النظير، وكانت البداية عام 2001 بفيلم “السريع والغاضب” والذي حقق النجاح كونه الاول من نوعه الذي يعتمد تماما على المطاردة العنيفة بالسيارات، وجميع سلسلة هذه الافلام تنسب فقط لبطليها فان ديزل وبول والكر بينما كانت تتغير بقية الاوجه من جزء الى اخر مع زيادة او تقليل التركيز على دورهم.
وكانت اول مشاركة للنجم ذا روك عام 2011 من خلال الجزء الخامس. لتظهر الارقام على شباك التذاكر ان اضافة ذا روك حققت للفيلم نجاحا مدويا والكثير من الملايين على شباك التذكر. فسلسلة افلام فاست فى اجزاءها الاربعة السابقة لم تتجاوز اربحها 150 مليون دولار محليا و360 مليون عالميا. بينما حققت مع ذا روك اكثر من 200 مليون دولار محليا وقرابة 650 مليون عالميا. ومن ثم تواصلت الارباح فى الاجزاء التالية التى شارك فيها ذا روك حتى تجاوزت حاجز 300 مليون محليا ومليار ونصف المليار عالميا.
ذا روك هو سبب نجاح سلسلة افلام فاست بما لا يدع مجال للشك، وهذا لا يقلل من دور بقية الممثلين بل على العكس كان لهم الفضل ايضا فى ذلك النجاح الكبير لواحدة من انجح سلسلة افلام عبر التاريخ الطويل للسينما الامريكية.
وهو الأمر الذي لا يمكن ان نقارنه مع باتيستا او نصفه بالممثل الناجح، فهو ليس صاحب البطولة فى سلسلة افلام حراس المجرة مثله مثل ذا روك فى افلام فاست، ولم يتم اضافته الى السلسلة فزادات ارباحها، بل حتى انه فى الترتيب ليس صاحب الدور الثاني او الثالث في الفيلم الخيالي، وقد يكون الرابع من حيث الاهمية.
كما لا يمكن مقارنة النجم باتيستا مع ذا روك سينمائيا على الاطلاق كون عضو عصابة فريق ايفلوشن الشهير لم يحقق اي نجاح او يشارك فى اي دور مؤثر يبرز موهبته فى التمثيل وكانت اغلب الادوار التى يشترك فيها تعتمد على ملامح جسده مع عدم حصوله على سيناريو يشمل حوارا طويلا، ولعل دوره فى فيلم جيمس بوند هو اكبر مثال، وهو الدور الذي نطق فيه جملة واحدة طيلة الساعتين بالفيلم.
اهتممت فى هذه المساحة بالرد على المشككين حول اهمية النجم ذا روك بالنسبة لسلسة افلام فاست ونجاحها تجاريا بعد ان انضم اليها، بعد ان ظل الكثير جدا يحاولون ان ينسبوا هذا النحاج الى البطل فان ديزل متناسين ان الاخير شارك فى هذه الافلام من قبل ولم تحقق نصف ما حققته من نجاح حين انضم اليها ذا روك، وفى الجزء الثاني سأقوم بنظرة تحليلية سينمائية اكثر حول دور ذا روك فى تلك الافلام.
كتابة: محمد بهاء الدين