تابعنا طيلة الاسابيع الماضية المطالب التى تأتي من اساطير المصارعة والمحللين بضرورة الدفع بالنجم شينسكي ناكامورا وتصدره للاحداث في المستقبل، وهي دعوات نتفق جميعنا معها بسبب الموهبة الكبيرة التى يتمتع بها النجم الياباني. فيما تعالت أصوات تؤكد بأن ناكامورا ان احسن الاتحاد استغلاله سيكون هو النجم الاول فى الشركة، وهو الرأي الذي قد نختلف ضده هذه المرة.
لا أحد يمكنه من يقلل من قيمة النجم الياباني، واضم صوتي الى صديق الموقع يوسف محمد بأن شينسكي الذي نراه الآن لا علاقة له بالنجم الاصلي الذي كان يصول ويجول فى الاتحاد الياباني طيلة السنوات الماضية، ولكن… هل اتحاد WWE حقا يمكنه ان يجعل مصارعا مثل ناكامورا النجم الاول الاتحاد.. الاجابة بكل المقاييس والمعايير لا.
منذ ان بدأ فينس ماكمان سعيه لجعل الاتحاد الذي استحوذ عليه من والده فى ثمانينات القرن الماضي أفضل، وهو يستقطب نجوم ومصارعين وفق معايير وضعها بنفسه وقام بعدها بتطويرهم، فدفع من نجح منهم الى القمة مثل هولك هوغان واندريا ذا جاينت، والقى بالبقية الى سلة مهملاته. وهي الطريقة التى ظل يعمل بها حتى الآن. فجعل وجه الشركة ونجومها الأوائل اسماء مثل هوجان، اندرتيكر، شون مايكلز، ذا روك، ستيف اوستن، جون سينا، وغيرهم.
وحاليا يعمل على مشروع رومان رينز، والذي تحول الى مشروع معقد للغاية واحد اصعب التحديات التى يواجهها فينس ماكمان، وفشلت جميع محاولاته فى وضع النجم الشاب فى تلك الخانة، ولكنه لم يستسلم بعد ويعتمد على عبقربته للخروج من هذا المأزق، وهى العبقرية التى بدأ البعض يشكك فى تواجدها بعد ان تقدم به السن.
بالعودة الى شينسكي ناكامورا، فأن موهبته فى الحلبة من ناحية الفنيات لا غبار عليها، ولكن منذ متى وفينس ماكمان او الجماهير تهتم بذلك الشئ، نعم النزالات تكون ممتعة للغاية وقد تحبس الانفاس طيلة الوقت، ولكن تعلق الجماهير بالمصارع ينتهى بعد انتهاء النزال، وهنا يأتى دور الشخصية او”الكاريزما” لتحويل ذلك المصارع الى نجم.
ولنضرب مثال بستيف أوستن، اسطورة لم تصنعها مقدراته فى الحلبة على الاطلاق، لحظة واحدة اطلق فيها عبارته الشهيرة أوستن 3:16 حولته من مجرد مصارع الى النجم الأول. ومثال آخر ذا روك، اسم كان يعاني مثل ابن عمه مع الجماهير، ولكنه طلب من فينس ان يعطيه المايكرفون ويضعه امام الجماهير وكامل الحرية في الحديث لمرة واحدة فقط، وهو ما حدث وتحول ذا روك الى النجم الاول وبطل الشعب.
اندرتيكر، مصارع يمتلك كل المقومات ولكن الفشل ظل يلازمه حتى وقع بين يدي الخياط الماهر فينس ماكمان، وصنع له شخصية الحانوتي والتى حولته الى ظاهرة ومن بعدها اسطورة، جون سينا، هولك هوغان وغيرها من الاسماء. العامل المشترك فيها جميع ان مقدراتها فى الحلبة لا تصل الى نصف مستوى شينسكي ناكامورا، ولا يمكن ان نطلق عليهم لقب اصحاب فنيات مهولة فى الحلبة.
لذا لا أعتقد ان ناكامورا سيحقق ناجحا باهرا فى اتحاد WWE، ولن تجعله الجماهير نجمها الأول على الاطلاق، فالمصارع الموهوب فى الحلبة لا طريق ممهد له نحو القمة على الاطلاق، ويأتى الاستثناء هنا لحالة واحدة أو اثنين فقط، ونقصد النجم الكبير سي ام بانك، والذي يعتبر من المصارعين الذين يصلون الى حد الكمال، من ناحية امكانيات فى الحلبة، حديث عبر المايكرفون وشخصية مميزة.
لنعود الى سؤال العنوان.. هل حقا نحن فى حوجة الى شينسكي ناكامورا؟ الاجابة هي نعم، فهو مميز للغاية ويجب ان يعطي حريته اكثر وان لا يأثر خطأه مع جون سينا على الدفعة التى من المفترض ان يحصل عليها من فينس ماكمان، لكن ان كان السؤال حول هل نحن نحتاج اليه كنجم اول للشركة فالاجابة من وجهة نظري هي لا، ولكنه مجرد وجهة نظر فقط يمكن ان يختلف او يتفق معها البعض.
كتابة: محمد بهاء الدين