لا تحزنوا يا عشاقه.. إنها رغبة أندرتيكر..لا تحزنوا يا عشاقه.. إنها رغبة أندرتيكر.. وأكررها مرة أخرى لا تحزنوا يا عشاقه.. إنها رغبة أندرتيكر.. فلنحترمها ولنصفق له مهما حصل.
في البداية وقبل كل شيء يجب أن نقف جميعا إجلالا واحتراما لذلك الرجل الذي وهب حياته لحلبات المصارعة ومشجعيها، وقضى أكثر من ثلاثة عقود في إمتاع جماهير المصارعة حول العالم. وأود أن أعرّفه هنا كما يحب هو شخصيا، مارك كالاوي.
فقد حمل مارك كالاوي إرثا ثقيلا على كتفيه في السنوات الأخير، واستمر كم لم يستطع أي مصارع آخر في تاريخ المصارعة، وتحامل على نفسه كثيرا في السنوات الأخيرة. فلا ننسى أن كالاوي كان يتردد كثيرا قبل أن يوافق على لبس عباءة أندرتيكر ويظهر من جديد للدفاع عن سلسلته في الرسلمينيا التي كادت أن تفسد حياته.
ولمن لا يعرف عن شخصية مارك كالاوي كثيرا، فإنه يجهل أنه شخص هادئ للغاية، رصين الطباع، لا يحب الزحام ويعشق حياة الحرية، ولا يحب مظاهر البذخ أو الكبرياء، فكل ما يعشقه مارك في حياته بعد أسرته، هي تلك الدرّاجات النارية التي يهوى ركبوها والتنقل بها بحرية على تامة من مكان لآخر.
لذا فإن شخصية أندرتيكر قد أنهكت وأتعبت مارك كالاوي كثيرة، وخصوصا في السنوات الخمس الأخيرة عندما أصبح اسم مهرجان الرسلمينيا يرتبط بدون مقدمات بإسم أندرتيكر، مما يجبر المسؤولين في WWE أن يمارسوا أشد أنواع الضغوط عليه، من أجل إقناعه بالعودة لإسعاد الجماهير التي أصبحت سلسلة انتصارته شيئا مقدسا بالنسبة لها لا يجب المساس به.
وقد عانى مارك كالاوي كثيرا من هذه النقطة، فشخص يحب الهدوء مثله لا يهوى التوتر والضغوط على الإطلاق، حتى أنه كان أقل من يظهر في المحافل الإعلامية طوال مسيتره في WWE، ولكم أن تتخيلوا أن زوجته الحالية ميشيل ماكول لم تتطرق لذكر اسمه في حسابها على تويتر ولو مرة واحدة منذ زواجهما قبل سنوات، خوفا لى مشاعره وحفاظا منها على خصوصيته.
ومن هنا وبسبب كل تلك الضغوط التي لم تكن الحماهير التي تعشقه حد الجنون بريئة منها، بدأ مارك كالاوي يفكر جديا بخلع ثوب أندرتيكر، والمضي قدما في حياته بشخصيته الحقيقة والطبيعية بعدا عن التوتر والضغوط، وكان مارك أول من اقترح أن يتم كسر السلسلة وعلى يدي بروك ليسنر بالذات قبل أربع سنوات.
إلّا أن المسؤولين في WWE كانوا يرفضون تلك الفكرة وبشدة، أملا منهم بأن تستمر السلسلة إلى أبعد الحدود، ويعود اختيار مارك كالاوي لبروك ليسنر بالتحديد لأن يكون صاحب الإنجاز الكبير والذي لن يتكرر على الإطلاق هو حبه الشخصي لليسنر، ولطالما دعمه معنويا أثناء تواجده في إتحاد الفنون القتالية المختلطة UFC. وكان لا يفوت مشاهدة أي نزالا يخوضه ليسنر في حلبات القتال.
وهذا ما يجعلنا نؤمن تماما أن مارك كالاوي هو من أصر على التخلص من هذا العبئ الثقيل الذي أتعبه كثيرا في السنوات الأخير، وأنه من أصر على اختيار بروك ليسنر لينال هذا الشرف العظيم. فتلك وجهة نظره ويجب أن نحترمها بغض النظر عن أي شيء آخر، وإن كنا جميعا وبلا استثناء نختلف معه بهذه النقطة.
فبروك ليسنر ليس ذلك الشخص الذي يستحق أن يصعد فوق أمجاد شخصية أندرتيكر وإرثها العظيم، وكان الأجدر أن يحصل مصارع أمامه مستقبل طويل في حلبات المصارعة، كي تستمر معه ذكر السلسة كلما ظهر. كما أن الطريقة التي انتهى بها النزال أحزنت الجميع، فكنا نتمنى أن ينتهي النزال بتدخل طرف خارجي على الأقل، كي يخفف على الجماهير مصابها الجلل.
لكن وفي النهاية لا يسعنا إلى أن نقول شكرا لك مارك كالاوي شكرا على كل ما قدمته لنا طوال هذه السنين، يا من تحب أن تعيش حياتك كمارك كالاوي وليس مكبلا في ظلال شخصية وهمية في نهاية المطاف. وبالتأكيد فأنت أسطورة خالدة في عقول وقلوب الملايين حول العالم، الذين كانوا يعدون الدقائق والثواني لسماع أصوات أجراسك تدق في الصالات، يتبعها دخولك المهيب الذي أرعب كثيرا من عمالقة هذه الرياضة الممتعة.
كتب: يوسف أبو سيفين
Follow @abuseifin