بما أنه بقيت أيام معدودة على مهرجان الراسلمانيا 32، فيبدو أنه قد حان الوقت الذي نتحدث ونقيم فيه أفضل لحظات مهرجان الراسلمانيا على مر العصور والسنوات، وكما يعلم غالبيتنا فإن المهرجان مليء بعدد هائل وكبير من هذه اللحظات المميزة، خصوصاً وأنه أقيم 31 مرة حتى الآن، مما يجعلها مهمة شاقة لتحديد أي تلك اللحظات أفضل، حيث يمكنك صنع قائمة بأفضل 50 لربما 100 من هذه اللحظات الاستثنائية.
وبدلا من كل ذلك، أعددنا لكم قائمة بأفضل 15 لحظة في تاريخ الراسلمانيا سنقسمها على شكل ثلاثة أجزاء، سنتعرض فيها أبرز تلك اللحظات وسيكون الصوت لكم في تحديد اللحظة الأفضل بالنسبة لكم، أو اللحظة التي تركت أثرها فيكم كمشجعين لهذه الرياضة الممتعة والترفيهية.
إيدج يضرب ميك فولي بالرمح
ميك فولي معروف عند عشاق المصارعة بأنه “أسطورة الهاردكور” وكان يقوم بأداء كبير داخل الحلبة. وقد صارع في إتحاد ECW وفي WWE خلال عصر الأتيتود. وقد قام بتأدية ثلاث شخصيات مختلفة خلال مسيرته وهي مانكايند، دود لوف وكاكتوس جاك. وهو معروف بتصرفاته المتهورة وعدم خوفه وهذا قاده لتسجيل العديد من اللحظات التاريخية وأبرزها رميه من قبل الأسطوري أندرتيكر من فوق القفص إلى طاولة المعلقين، ومع كل ما ذكرناه فإنه لم يحظى بلحظة تميزه في الراسلمانيا، وهذا الأمر سرعان ما تغير خلال الراسلمانيا 22 عندما تواجه مع إيدج في مباراة متطرفة.
فقد تم إختيار ميك فولي ليصبح حكماً خاصاً لمباراة على لقب WWE في أحد عروض الرو الممهدة لمهرجان الراسلمانيا، حيث كانت المباراة تجمع بين جون سينا وإيدج على اللقب، وقد تمكن جون سينا من هزيمة إيدج، ولكن الأخير لم يبقى ساكناً، بل قام بلوم ميك فولي على خسارته لفرصة تصدر الراسلمانيا، وليس هذا فقط بل قام بتحديه لمباراة في الراسلمانيا، وهذا ما جعل الأسطورة فولي يصعد من التنافس فيما بينهما ويتحدى إيدج في مباراة متطرفة، وبالفعل قدموا مباراة رائعة تليق بإسمها وكانت هناك أسلاك شائكة، ومسامير وطاولة مشتعلة!
هذا الفيديو الذي لا زلت تقوم بإعادته، قد أعطى لميك فولي لحظته الخاصة في الراسلمانيا والتي لطالما كان يستحقها، وكان لحظة مناسبة لتسجل لشخص مثل فولي يعد ملك المصارعة في مباريات الهاردكور.
ثلاثة أساطير .. حلبة واحدة!
مهرجان الراسلمانيا كان من المتوقع أن يكون أحد أكبر المشاكل التي تواجه WWE، فبالرغم من أن الجماهير كانت تهتف بقوة لدانيال براين في الحدث الرئيسي، إلا أن غالبية المواجهات في العرض لم تكن مميزة إلى حد كبير، بل كان العرض سهل التكهن إلى حد كبير، وكان لابد من WWE أن تمتلك خطة كبيرة للنسخة الثلاثين من المهرجان، وبالفعل فقد فوجئنا كثيراً. فقد بدأ العرض بدخول مضيف الراسلمانيا هولك هوجان للحلبة، وقد لاقا ترحيباً كبيراً من جماهير WWE، وقد كانت الجماهير تنتظر ما سيقوله الأسطورة.
بعدها وبشكل مفاجيء! سمعنا صوت تحطيم الزجاج المعروف ودوت موسيقا الأسطورة ستون كولد ستيف أوستن، مما أدخل الجماهير في حالة من الجنون عند رؤيتهم “أفعى تكساس” وجهاً لوجه من هولك هوجان. وقد شعروا بحدوث معركة محتملة، ولكن هذا الأمر لم يحصل في النهاية، وبعدها قرر الروك الإنضمام لهذا المشهد مما كاد أن يجعل أسقف قاعة سوبردوم تنهار من صيحات الجماهير، وقد أخذ كل من الروك وأوستن بممازحة هولك هوجان عندما قام بذكر ملعب سيلفردوم بدلاً من سوبردوم. وقد بادلوا الجماهير ذكرياتهم في مهرجان الراسلمانيا، ولم يكن هناك ما هو أفضل من رؤية ثلاثة أساطير من طينتهم يقومون بإفتتاح المهرجان.
دانيال براين يثأر من السلطة
دانيال براين كان على علاقة كبيرة تجمعه مع الجماهير طوال رحلته إلى مهرجان الراسلمانيا 30. فالجماهير لم ترد أن تشاهد الأفعى راندي أورتن يدافع عن لقب WWE للوزن الثقيل أمام باتيستا. فالوحس باتيستا عاد للإتحاد من جديد عام 2014 في فترة الرويال رامبل وشارك في تلك المباراة، وقد انتهت معلنة فوزه مما قام بخلق إستياء كبير من الجماهير حوله، وما كانت تطالب به الجماهير كان إشراك دانيال براين في نزال اللقب، وقد بدأو بحملة كبيرة برفقة النجم لتحقيق هذا الأمر مع عبارات “YES”.
وقد كان يتعين عليه هزيمة تربل إتش في المباراة الإفتتاحية، حيث أن فوزه يضمن له بطاقة ذهبية للمشاركة في الحدث الرئيسي ضد باتيستا وأورتن على اللقب، وقد قدم برفقة هنتر مباراة جيدة إستطاع فيها دانيال براين الظفر بالفوز، ولكن القاتل الذهني قام بمهاجمته بعد المباراة على ذراعه المصابة مما جعل المهمة أصعب على دانيال براين لتحقيق حلمه.
مباراة الحدث الرئيسي كانت ممتازة، قام بها أورتن وباتيستا بتوحيد صفوفهم وتحطيم طاولة المذيعين على دانيال براين، ولم تكتفي السلطة بما فعلته بالمباراة الإفتتاحية بل قدموا لمقاطعة النزال وجلب حكمهم الخاص سكوت أرمسترونغ، ولكن كل هذه الأمور لم تكن عائقاً له في تحقيق مبتغاه حينما قام بإخضاع باتيستا للفوز بالمباراة وجعل أكثر من 70 ألف متفرج يهتفون بعبارات YES!
“أنا آسف، أنا أحبك”
ريك فلير يعتبر واحداً من أبرز الشخصيات الشهيرة في عالم المصارعة الحرة، ويعد أسطورة حية، وحتى لو كنت مشجعاً جديداً للمصارعة الحرة فلابد أنك علمت بعظمة “فتى الطبيعة”. فهو معروف بمبارياته الكبيرة والشهيرة طوال مسيرته، وقد كانت آخر مباراة له مع WWE في مهرجان الراسلمانيا 24 والتي أعطته لحظته التي يستحقها في الراسلمانيا، وقد ساعده شون مايكلز لصنع هذه اللحظة التي لا تنسى.
ريك فلير كان في طريقه لإنهاء مسيرته في موسم الراسلمانيا 24، وقد استطاعت WWE توظيف لحظاته الأخيرة بحكمة. فقد تم وضعه في مباريات تهدد مهنته كمصارع لأشهر وصولاً إلى الراسلمانيا، فقد تواجه مع مصارعين أمثال ويليام ريجيل، أوماجا، تربل إتش، والمدير فينس مكمان وكل ذلك من أجل الحفاظ على مسيرته، وقد تم الإعلان أنه سيتم تكريم ريك فلير لقاعة المشاهير في الليلة التي تسبق المهرجان الكبير راسلمانيا 24.
ثم بعدها دخل بعداء مع شون مايكلز، والذي اراد فلير مواجهته في أكبر عروض السنة على الإطلاق، وقد ذكر شون مايلكز أنه قادر على إنهاء مسيرته، مما أغضب ريك فلير، وزاد شحنة التنافس بينهما، وقد قاما معاً بتقديم نزال جيد جداً شهد تبادل العديد من الضربات القوية وحركات الإخضاع وتبادل السيطرة، وفي نهاية المباراة كان ريك فلير يكافح من أجل النهوض، وكان مايكلز في الزاوية يستعد لتسديد ركلته الشهيرة ولكن الكاميرا إلتقطت لقطة له وهو يقول ” أنا آسف، أنا أحبك ” قبل تنفيذ الضربة ومن ثم تثبيت فلير بنجاح.
التحدي الكبير
اشتهرت فترة الثماننيات بوجود معظم أساطير المصارعة الحرة في كل الأوقات. وكان لإتحاد WWE نصيب الأسد من أولئك النجوم أمثال “ماتشو مان” راندي سافاج، بريت ” ذا هيتمان ” هارت وغيرهم. ويمكن القول أن أكثرهم موهبة في ذلك الوقت كان هولك هوجان وأولتميت واريور، حيث كان هوجان أكبر شخصية محبوبة في ذلك الوقت على مستوى عالم المصارعة الحرة، وإستطاع الظفر بالعديد من ألقاب WWE خلال تلك الفترة وقال كان المحارب يعيش فترة مميزة وكان يحظى بإحترام كبير بكونه بطل القارات في ذلك الوقت، لذلك قررت WWE إعطاؤه الفرصة على الخوض في منافسات لقب الإتحاد للوزن الثقيل ضد هولك هوجان في الراسلمانيا 6 وقد تم إطلاق إسم ” التحدي الكبير ” على هذا النزال، وقد تم وضع كلا اللقبين على المحك.
وقد دخل الاثنان بالعديد من الاشتباكات التي سبقت المباراة، وقد كانت الجماهير تقف وقفة الحائر في تحديد من ستشجع، وقد تضمنت المباراة التي جمعت الأسطورتين إختبار رائع للقوة وقد ظهرها بشكل متقارب في القوة، وقد كان هناك تبادل جميل للسيطرة، ولكن المحارب إستطاع الظفر بالفوز وتثبيت هوجان بعد تنفيذه لضربة بيج سبلاش، وقد كانت لحظة مذهلة، وذلك بسبب أن هولك لم يخسر من قبل بشكل نظيف، وكانت نهاية مثيرة وعاطفية للمهرجان الكبير.
إلى هنا قد نكون إنتهينا من الجزء الأول من هذه السلسلة، أتمنى أن تكونوا قد إستمتعتم بعد قراءة هذا المقال وأن تشاركونا آرائكم وقصصكم مع هذه اللحظات الكبيرة في قسم التعليقات، وإنتظرونا قريباً مع بقية الأجزاء.
كتابة وتنسيق: عبدالله الشريف