لا أحد كان يتوقع هذا النجاح الكبير لثلاثي فريق الدرع حين ظهروا فى اتحاد المصارعة لأول مرة، فقد سبق ودفع الاتحاد بالعديد من المواهب من اتحاد NXT ولكنهم لم يصلوا الى نصف النجاح الذي حققه الثلاثي الأسود، وذلك بعيدا عن عائلة وايات والذي تميز منها فقط النجم براي. فيما لدينا فى المقابل قصة النجم دانيال براين والتى لم تنتهى بالصورة المطلوبة، وحتى نجاح الأخير الباهر لم يجعل فينس ماكمان يفكر يوما فى جعله وجهة الاتحاد الأول.
اتحاد WWE هذه الأيام بين يدي الثلاثي دين أمبروز وسيث رولينز ورومان رينز، وواحد منهم فقط سيكون هو وجه الأتحاد الاول، ومن ثم يتبعه الرجل الثاني والثالث، ففي عرف اتحادات المصارعة لا يوجد وجهين للأتحاد. ستيف اوستن في السابق كان وجه الشركة في ظل تواجد اسماء كبيرة للغاية مثل الروك واندرتيكر وشون مايكلز وغيرهم، ولم يتسلم الروك الراية الا بعد نهاية نزاله مع ستيف اوستن براسلمينيا حين قرر الاخير التوقف عن ممارسة المصارعة فى الحلبة.
الآن جون سينا هو وجه الاتحاد، وهى المكانة التى ظل محتفظا بها لوقت طويل للغاية بسبب عدم وجود منافس فى ظل فضائح راندي اورتن مع المنشطات وغيرها وشخصيته اللامبالية والتى اغضبت ماكمان اكثر من مرة وجعلت يسقطه من اوراقه نهائيا. ولكن مع ظهور ثلاثي الدرع اصبح لجون سينا خليفة على وشك التتويج قريبا جدا، وهو الأمر الذي جعل سينا يفكر فى خططه للمستقبل بعيدا عن المصارعة.
الحديث عن من هو الافضل بين ثلاثي الدرع لن ينتهى على الاطلاق، فلكل وجهة نظره التى يراها صائبة ويدافع عنها، وهو أمر طبيعي ولا يمكن ان تهاجم احدهم او تسخر منه لأنه يفضل مصارع غير مصارعك، فالأمر مرتبط بما تحب ان تراه انت فى الحلبة، فأنا على سبيل المثال عرفت من بين زوار الموقع باعجابي برومان رينز، وذلك لأننى افضل المصارعين الذي يعتمدون فقط على القتال والضربات العنيفة، بينما يراه البعض بالمصارع الفاشل لأنه لا يستطيع ان يتحدث جيدا عبر المايكرفون كما أنه ليس سريعا فى الحلبة وضعيف الشخصية.
دين أمبروز يحظى بقبول الكثير من الجماهير، ولكن شخصيته لا تعجب النقاد ودائما ما يحصل على اقل تقييم للنزالات فى المواقع الرسمية “المحايدة” والتي لا علاقة لها بWWE، ولكن الشخصية المميزة التى يقدمها ترفع من اسهمه كثيرا وتجعله مصارع يستحق المشاهدة سوأ في الحلبة او خارجها، كونه يكون تلقائيا تماما وعلى طبيعته دون اي تكلف، وهى من الصفات المطلوبة والتى تتوفر عند جميع اساطير المصارعة، الا انها ليست بالصفات التى يبحث عنها فينس ماكمان فى فتاه المقبل.
لنتحدث بعدها عن ثالث فريق الدرع وهو سيث رولينز، والذي لم يكن ابدا في مقارنة كالتي تحدث بين دين أمبروز ورومان رينز، وذلك لأنه كان يقدم شخصية فتى السلطة والتى ظهر فيها جبانا طيلة الوقت ويهرب من اي مواجهة قوية ويلجأ للغش فى تحقيق الفوز، وهى الشخصية التى حدت خطورته تماما وجعلته بعيدا عن المستوى الاكثر من رائع الذي كان يقدمه ضمن فريق الدرع، سيث رولينز وبعد ان بدأ يبتعد عن السلطة لاحظت الجماهير الموهبة العظيمة التى يتحدث بها، كما انه بارع للغاية في الحديث عبر المايكرفون.
الحديث عن ثلاثي فريق الدرع بميزاته وعيوبه لن ينتهى ابدا، ولكن اختيار وجه الاتحاد من بينهم هو فى النهاية فى يد فينس ماكمان فقط، والذي مازال يرى فى رومان رينز نجمه الأول لعدة اسباب يعرفها الجميع، ولكنهم غير مقتنعين بها، البنية الجسدية، الوجه الحسن، والعائلة الكبيرة التى يأتي منها رومان رينز. فيما يحاول فينس جاهدا اصلاح العيوب التى تتعلق بالشخصية الضعيفة والحديث عبر المايكرفون، ولكنه يعاني من حالة رفض شبه عامة لفتاه رومان رينز.
فينس ماكمان يرى فى رومان رينز صورة اخرى من ذا روك، ولكن الاختلاف بين الاثنين كبير للغاية ولا يمكن تقريبه على الاطلاق، يتشابه الاثنين فى العديد من النواحي مثل دم العائلة وكذلك المسيرة الرياضية مع كرة القدم، وايضا الناحية الجسدية الا ان الشخصية التى قدمها الروك تجعله فى بعد وتصنيف اخر عن المصارعين، ففي حين يعاني رومان رينز ومن معه فى نسب المشاهدة التى لا تتجاوز الثلاثة ملايين مشاهد الا فى حالة نادرة، كان الروك هو صاحب اعلى نسبة مشاهدة فى تاريخ الاتحاد في فقرته مع فولي “هذه هي حياتك” والتى تابعها قرابة التسعة مليون مشاهد.
دين أمبروز وعلى الرغم الشعبية التى يتمتع بها الا انه بعيدا تماما عن نظر فينس ماكمان، كما ان الشخصية المجنونة التى يقدمها أثرت عليه سلبا، فهو لم يظهر اي من جنونه الفعلى حتى الآن، بل يكتفي باظهاره من خلال ملامح وجهه فقط، فهو اذن صاحب شخصية مجنونة دون ان يجن، والأجدر بدين امبروز ان يبتعد تماما عن هذه الشخصية “الطفولية” وان يختار اما الشخصية الطيبة او الشريرة فقط.
وهو ما يقودنا للحديث عن المهندس سيث رولينز، والذي في طريقه “حتى الآن” للوصول الى المرحلة التى تجعله على اعتاب النجومية المفرطة والوصول الى لقب وجه الاتحاد، والسبب الرئيسي فى ذلك هو غفل فينس ماكمان عنه وتركه وشأنه دون اي دفعات مبالغ فيها، فالرجل وحتى حين كان يفوز بحزام البطولة ويحافظ عليه امام الاساطير كان يفعل ذلك بطريقة مخادعة ويقدم نفسه كأنه الطرف الاضعف في النزال وفي حوجة دائما للمساعدة.
سيث رولينز بدأ يستقطب الجماهير وبدأت تلتف حوله بدون اي سبب معين، تماما كما حدث مع دانيال براين فى السابق، كما انه يمتلك جميع مزايا المصارع الاسطوري، الوجه الحسن، الحديث عبر المايك، وان كان ينقصه شرط البنية الجسدية، ولكنه ليس سيئا فى هذا الأمر للغاية، شأنه شأن شون مايكلز. وان واصل النجم فى سيناريو ضد السلطة الحالية سيتفوق حتى على دانيال براين، وشيئا فشيئا سيرى فينس ماكمان ان امامه اسطورة مصغرة، وان دفعه الدائم لرومان رينز هو ما جعل الجماهير تتحول الى سيث رولينز وتضعه فى القمة.
كتابة: محمد بهاء الدين محمد