ان كانت المصارعة الحرة بما تقدمه من سيناريو تعتمد تماما على قوة المصارع فى النزالات، فأن خارطة النجومية فى WWE كانت لتتغير بصورة تامة، وكان نجم الجيل الحالي رجل يدعى سيزارو، ولكن للأسف العديد من الصفات والميزات الأخرى تقف بين ذلك الرجل وطريقة النجومية، حتى وان كان الاقوى والاعنف ويستطيع لوحده ان يحطم الحلبة ركنا ركنا. سيزارو المطلب الأول لجماهير المصارعة وكذلك اساطير اللعبة، ولكن بالنسبة لفينس ماكمان فلا مكان له للاسف في تلك القمة ولن يصل اليها ابدا.
بالنسبة لسوبرمان السويسري فأن تاريخه الحافل مع عالم مصارعة المحترفين لم يشفع له عند فينس ماكمان، ويبدو ان رئيس الاتحاد قد اكتفي بما حصل عليه سيزارو فى اتحاد ويرى ان هذا افضل ما يمكن تقديمه له، اما بالنسبة للجماهير فأن هتافهم لسيزارو لن يجدي نفعا بل قد يزيد الأمر سوءا، وقد ينقلب السحر على الساحر ويأتي الأمر بصورة عكسية. تماما كما يحدث مع دولف زيغلر والذي سيغادر قريبا من الباب الخلفي للاتحاد بعد ان فشل فى اقناع المسؤولين بتلقى دفعة مناسبة له.
المشكلة التى قد تسببها الجماهير بالنسبة للنجم سيزارو هى جعله يدرك بمدى الظلم الذي يتعرض له، ففى حين يكون المصارع الذي يقدم مستوى مميز فى الحلبة راضيا بما يقدمه وبما يحصل عليه، تنبهه الجماهير بهتافها له الدائم بأنه يستحق الافضل، ومن ثم تدخل الفكرة فى رأسه ويصدقها، ويزداد الأمر مع ازدياد تشجيع الجماهير، فيصل الى نقطة اللاعودة والاصطدام المباشر مع الاداري، فاما أن يحصل على ما يريد وما هو يتوقعه، او ان يصاب بحالة من الاحباط تدفعه فى النهاية لمغادرة الاتحاد
والآن يبدو ان سيزارو فى طريقه للوصول الى هذه المرحلة، وذلك بعد ان شاهد عن قرب ما يعانيه زميله المميز دولف زيغلر والذي قد يكون عرض “بلا رحمة” المقبل آخر محطاته فى الاتحاد، ومن قبلهما كان هناك كودي رودز وان كان الاختلاف كبير عن حالتهما كونه لم يكن يحظى بأي قبول من الجماهير وانما اعتمد فقط على الاسم الكبير الذي صنعه والده وشقيقه الاكبر فى عالم مصارعة المحترفين.
ولكن لماذا لا يتم الدفع بسيزارو نحو القمة؟ هذا السؤال الذي لا أحد يعرف اجابته حتى الآن، او بالاصح لا يقتنع باجابته، ففي حين تكفل الاسطورة ستيف اوستن بحمل هذا السؤال ووضعه بين يدي صاحب القرار فينس ماكمان نفسه، اتى الجواب صادما بعض الشئ حين اشار الرجل الى عيب كبير فى شخصية سيزارو، وان كان ماكمان يراوغ ويجيب بدبلوماسية حين علل رفضه الدفع بسيزارو الى عدم مقدرته الحديث عبر المايكرفون، فمن المعلوم انه يقصد بالتحديد لكنته الاوروبية والتى كانت السبب ايضا فى وجه مصارع مثل شيمس.
والغريب فى الأمر ان فينس ماكمان لم ينتبه بأنه ورط نفسه بتلك الاجابة، فمن غير المقبول ان تبعد مصارعا مميزا مثل سيزارو بسبب عدم مقدرته على الحديث عبر المايكرفون، ومن ثم تختار واحد من اسوأ المصارعين فى هذا المجال لتنهال عليه بالدفعات دون توقف، وبالطبع نقصد هنا رومان رينز. اما ان كان ماكمان يقصد عدم مقدرة سيزارو على جذب الجماهير فهو أمر تنفيه دائما لافتات “قسم سيزارو” كل اسبوع.
ان تطالب الجماهير بجعل سيزارو وجه للاتحاد هو ضرب من الجنون، لذا لم يفكر احد أبدا بهذا الأمر، بل مجرد دفعات لرجل افنى سنوات عمره يطارد حلم النجومية فى المصارعة وظل يقدم مستويات مبهرة اسبوعا بعد الآخر، فما لا يعرفه الكثيرون عن سيزارو، انه رضى بأن يقدم اسخف الشخصيات واغباها حتى يظل في هذا المجال، فهو قد ظهر من قبل بشخصية رجل الايسكريم، وكان يرتدي قناعا على شكل ايسكريم في احدى الاتحادات المحلية، كما انه رضى بالظهور فى اتحاد WWE نفسه بدور تافه، وهو الوقوف فقط خلف شاين ماكمان عام 2006 بدور شرطي لحمايته من “دي اكس جنريشن”.
ما يربط النجم سيزارو باتحاد WWE هو عقد سينتهى العام المقبل، وحتى ذلك الوقت سيظل سيزارو يدرس ويحلل كل ما يحدث له ولغيره، وسيكون دولف زيغلر ومن قبله كودي رودز هو درس مهم بالنسبة له، ولكن من الواضح جدا ان ادارة الاتحاد لن تغيير رأيه حوله، وهو ما ظهر جليا في سيناريوهات عرض الرو الاخيرة، خصوصا بعد تحوله الى شريك مع شيمس. وهو ما يعنى ايقاف الدفعة الفردية التى كان يجب ان يحصل عليها. وسيظل الأمر هكذا حتى موعد تجديد عقده والمفاوضات التى ستجري بين الأثنين.
كتابة: محمد بهاء الدين محمد