بدأت علاقة المصارعة بيكي لينش مع الغالبية العظمى من عشاق المصارعة عام 2015، وذلك حين ظهرت ضمن ثورة السيدات التي قادتها بايج ضد التؤام بيلا وقدمتها رسميا المديرة ستيفاني ماكمان الى الجماهير، فظهرت بيكي لينش برفقة تشارلوت فلاير وساشا بانكس، ولكن ما لا يعرفه القليلون ان بيكي لينش كانت في WWEقبل ذلك الحدث بعامين وذلك ضمن اتحاد ان اكس تي، وما يجهله الكثيرون هو انها كانت تصارع في جميع انحاء العالم منذ ان كان عمرها 15 عاما واسمها الحقيقي ريبكا كوين.
انطلاقة منذ الصغر
قد يعتقد البعض ان المصارعة بيكي لينش والتى ستبلغ عاما الثلاثين السنة المقبلة، قد بدأت تصارع مثل سيدات جيلها بعد ان تجاوزت العشرين من العمر، ولكن الحقيقة ان بيكي ذكرت فى مقابلة لها انها شاركت فى أول نزال وهى لم تتجاوز الثامنة من العمر، فيما بدأت المصارعة بصورة احترافية وهى في سن الخامسة عشرة فقط هناك فى ايرلندا.
ولكن تكن بلدها البريطانية كافية بالنسبة لها، فصالت فى العديد من الدول الاوروبية وهى مازالت يافعة، حيث شاركت فى نزالات (ملكات الفوضى) فى فرنسا، وايضا فى انجلترا، واتجهت كذلك حتى كندا مع عروض (فتيات خارقات) وفازت هناك بحزام البطولة واحتفظت به لأكثر من 300 يوما. وصارعت ايضا فى ويلز، استكلندا، واليابان.
علاقتها بالنجم فين بالور
ان كنت من متابعي المصارعة الحرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ستجد ان هناك علاقة صداقة قوية بين المصارعة بيكي لينش ومواطنها فين بالور، وكذلك شيمس وذلك بسبب علاقتهما على مستوى الوطن في ايرلندا، ولكن بالنسبة للنجم فين بالور فالأمر اكبر بكثير بالنسبة للمصارعة بيكي لينش.
والمعلومة التى قد تصطدم الجميع هى ان بيكي لينش كانت تلميذة لدى النجم بالور وقام الاخير بالاشراف على تدريبها فى السابق وعلمها الكثير من فنون المصارعة الحرة، لتمضى السنين ويجتمع الاثنين فى عروض ان اكس تي مرة اخرى.
ماكينة قتال فى الحلبة واخصائية اخضاع
مع انها تعلمت الكثير على يد المصارع بالور، الا انها لم تكن تحتاجه تماما لتتحول الى واحدة من اشرس واعنف المصارعات فى العالم، وليس السبب في ذلك السيناريوهات والدفعات التى تتلقاها بين الحين والآخرى، هو سبب آخر يرجع الى ان السيدة الايرلندية تحمل الحزام البني فى فنون الاخضاع والتثبيت قبل ان تصل الى WWE، وهو ما يفسر امتلاكها لترسانة من الضربات الارضية والتى لا نراها بسبب عدم افساح المجال لموهبتها فى حلبات WWEخلافا لما كان يحدث فى الاتحادات المحلية حين كانت تفوز بحزام السيدات فى أي اتحاد تشارك فيه.
الحياة القاسية والاعتزال المبكر
المصارعة الحرة ليس بالمجال السهل وخصوصا للسيدات، وهو ما عانت منه بيكي لينش كثيرا، خصوصا تعرضها للاصابات الخطرة بسبب اسلوب لعبها العنيف. وتحكي الصهباء عن الظروف القاسية التى عانت منها في سبيل الوصول الى العالمية، وكيف انها كانت تتدرب فى مدرسة (فين بالور) لتدريب المصارعين، والتى لم يكن بها حتى حلبة، بل كانوا يتقاتلون على الارضيات المبطنة فقط، ومع ذلك لم تهرب بيكي لينش وواصلت تدريبها على الرغم من الالام الفظيعة التى كانت تعاني منها فى كل يوم.
لتنتقل بيكي لينش الى انجلترا على آمل ان تتحسن الأمور قليلا، ولكن للأسف كان حظها اسوأ وهى تشارك فى مخيم صيفي فى مبنى لا يحتوى على اجهزة تكييف، وكان تنام على الارض بعد ان تنتهى من التدريبات والتى كانت تتواصل حتى فجر اليوم التالي وذلك لضيق الوقت وامكانيات المعسكر والذي كان من المفترض ان ينتهى في وقت وجيز من اجل اشراك دفعة أخرى.
ومن هناك بدأت رحلتها حول العالم ووصلت الى كندا ومنها الى اليابان قبل ان تتعرض لاصابة خطيرة للغاية فى المانيا، وهو الأمر الذي جعل والدتها تخشى على حياة ابنتها التى لم تبلغ التاسعة عشر من العمر حينها وتطلب منها ان تتوقف فورا.
وبالفعل امتثلت بيكي لينش للضغوط واعلنت عن اعتزالها المصارعة الحرة وبقيت بعيدة تماما عن الاحداث لمدة وصلت الى سبعة سنوات كاملة، حاولت ان تتجه فيها الى التمثيل وحصلت على درجة علمية هناك فى كندا ولكنها كانت غير سعيدة وشعرت بالضياع وهى تعيش فى شقة قذرة بدون اي اموال.
الاشراف على اليافعة بايج ووالدتها
خلال ابتعادها عن المصارعة الحرة بسبب الاصابة لم تبتعد بيكي لينش كثيرا عن الحلبة، حيث قررت العودة الى اتحاد (شيمر للسيدات) بشيكاغو عام 2011 وقامت بالاشراف على فريق ثنائئ مكون من ساريا نايت وابنته برتاني، والاخيرة هى من اصبحت بعد ذلك تعرف بأسم بايج، بطلة السيدات والان اكس تي فى الدبليو دبليو اي. بيكي لينش تربطها علاقة وطيدة للغاية مع اسرة بايج وتعرفها من خلال جولاتهما حول العالم، وذلك بسبب التشابه الكبير فى مسيرتهما والتى انطلقت منذ الصغر.
كيف انقذت المصارعة حياتها:
فى مقابلة اجريت معها سابقا تحدث المصارعة الحسناء عن تأثير المصارعة الحرة على حياتها، وقالت انها لم تلاحظ ذلك التأثير الا بعد ان اجبرت على الاعتزال المبكر بسبب الاصابات، وقالت انها فى تلك الفترة جربت التمثيل ولكنه لم ينفع، وحاولت ان تعود الى الدارسة وفشلت، وعملت على تدريب المصارعات وايضا لم تجد نفسها هناك، لتبدأ دوامة من الفشل جعلها مدمنة على الكحول والمخدرات.
وكانت تفرط كثيرا حتى يتم ارسالها الى المشفى عدة مرات وهى على وشك الموت، فهى منذ الصغر لم تكن تعرف سوى المصارعة الحرة وحياتها بين حبال الحلبة، لذا كان ابتعادها عن تلك الحياة بمثابة موتها. وفى احد المرات قررت ان تجرى فحوصات شاملة للتأكد من سلامتها بسبب الافراط فى المخدرات، واتت النتائج جيدة للغاية.
وقررت ان تواصل فى الفحوصات للتأكد من سلامة كامل جسدها، وهو ما جعلها تنطلق وتعود الى المصارعة بعد ان اعطيت تصريح طبي بذلك، لتتغير حياتها تماما وتبتعد عن تلك الايام السوداء وتتوقف عن الكحول والمخدرات، وقالت انها حين دخلت الحلبة من جديد شعرت وانها تتنفس الاوكسجين للمرة الاولى بعد وقت طويل للغاية.
بيكي لينش حاليا
من المؤسف للغاية ما تمر به الصهباء بيكي لينش وهى تجبر على الوقوف فى صف طويل للمنافسة على حزام السيدات بعد كل ما عانت منه خلال مشوارها الاحترافي الطويل، وفى حين حصلت زميلتها بايج على الحزامين منذ اول مشاركة لها، كان الاختلاف كبيرا بالنسبة لبيكي لينش. ومنذ ان وضعت فى العروض الرئيسية وهى تعاني من التهميش وتم تحديد دورها وضرباتها فى الحلبة بصورة غريبة حتى اصبحت غير مقنعة على الاطلاق ولا تشبه تلك المصارعة العنيفة وماكينة القتال التي جابت العالم بأسره.
الكاتب: محمد بهاء الدين محمد