انتهى واحد من أهم الاسابيع فى عالم مصارعة المحترفين خلال هذا العام، كونه شهد اقامة مهرجان راسلمينيا 33 الحدث المترقب فى كل عام، وهو العرض الذي اتى مختلفا بعض الشئ عن بقية المهرجانات التى سبقته فى الاعوام الماضية، حيث شهدنا نهاية مسيرة واحد من اساطير المصارعة الحرة بمعنى الكلمة وهو أندرتيكر. كما ودعنا ايضا اسطورة آخر وهو غولدبيرغ، ولكن فى المقابل استقبلنا اهم اسمين فى عالم المصارعة وهما الأخوين جيف ومات هاردي. وايضا شهدنا صعود بعض الاسماء الشابة فى العروض الاسبوعية، كل ذلك وغيره سنقوم بتحليله فى هذه الفقرة الاسبوعية:
نظرة على عرض الرو:
الكثير والكثير من الجدل يدور حول افتتاحية عرض الرو، لماذا اقدمت الادارة على هذه التصرف وما المقصود منها، لماذا قامت الادارة باثارة مشاعر الجماهير وهى تبث فيديو اعتزال اندرتيكر الحزين وعلى الفور ترسل رومان رينز وسط الاف من الجماهير الغاضبة، لماذا تريد الادارة ان تكره الجماهير رومان رينز وتمقته لهذه الدرجة، يبدو ان شخصية رومان رينز المثيرة للجدل هى ما دفعت الادارة لفعل ذلك.
لا اريد ان اعود بالحديث الى رومان رينز وكراهية الجماهير له ونجاحه بسبب تلك الكراهية، ولكن اعتقد ان فينس ماكمان لا يفعل شئ من باب الصدفة، قد يكون الرجل تقدم فى السن وفقد الكثير من لمسته الابداعية ولكنه لم يفقدها كلها على الاقل. الأعمى والأصم يعرف ان الجماهير لا تطيق رومان رينز، وبالتأكيد فينس يعرف ذلك جيدا، فما المغزي من ارساله الى الجماهير الغاضبة وهو يقدم الشخصية الطيبة. موضوع طويل يستحق الوقوف عليه.
من الممتع حقا مشاهدة الاخوين مات وجيف هاردي فى الحلبة بعد سنين من الغياب، أسمين يذكراننا بايام المصارعة الذهبية وسيكون من المثير ان نرى كيف سينتهى بهما الأمر مع تواجدهما لفترة أطول فى الشركة، وكيف سيتمكن فينس من السيطرة على جنون وطيش جيف هاردي والذي كاد ان يدمر مسيرته اكثر من مرة فى السابق، بسبب مشاكله بعيدا عن الحلبة.
الملاحظ لنزالات عرض الرو والاحداث الذي قدمت فيه ينتبه لأن تلك النزالات قدمت فقط من اجل القتال فى الحلبة ولم تكتمل اي سيناريوهات من راسلمينيا او تبدأ سيناريوهات جديدة كما هو الحال بالنسبة لعرض الرو الذي يلي راسملينيا، والسبب فى ذلك هو اعلان فينس ماكمان باعلان تبديلات بين النجوم بين العرضين، وهو ما يعني تغيير فى الاسماء التى ستكون متواجدة بين العرضين وبالتالي الانتظار حتى الاسبوع المقبل لبداية السيناريوهات الجديدة.
الجماهير كانت تريد ان ترى كيرت انجل بزي المصارعة وليس بالحلة الكاملة وهو مديرا لعرض الرو، ولكن لا بأس بذلك على الاقل فى الوقت الحالي، فمن الممتع سماع موسيقى دخول المصارع المخضرم مرة أخرى، وبالتأكيد لن يكتفى النجم الاولمبي بهذا الدور وسيصارع يوما ما، كما هو الحال بالنسبة لشاين ماكمان فى سماك داون.
نظرة على سماك داون:
كما هو الحال بالنسبة لعرض الرو فاسماك داون ايضا كان بدون سيناريوهات جديدة في انتظار قرعة المصارعين الاسبوع المقبل، ولكن هناك سيناريو واحد فقط لفت انتباهي، وهو ان سيناريو عائلة وايات والذي انتقدته فى بدايته ومن ثم اشدت به بعد ان اصبح اهم السيناريوهات على الاطلاق، والآن عاد السيناريو ليتحول الى أمر غير منطقي على الاطلاق، وهو ما يظهر فى بداية عرض سماك داون ونهايته، حين نرى لوك هاربر برفقة أورتن، الم يكون راندي هو الذي خدع هاربر وقام بالاعتداء عليه وقلب براي عليه، وكان سبب طرده من العائلة. ما الذي جعله يقف معه هذه المرة.
ظهر فى هذا الاسبوع العديد من النجوم مثل فين بالور وتاي ديلنجر وفريق ذا ريفايفل ولكن فى رأي شينسكي ناكامورا هو الاسم على الاطلاق من بين تلك الاسماء، وستثبت الايام قريبا انه سيكون بين كبار نجوم المصارعة بسبب شخصيته الفريدة ونزالاته الممتعة وضرباته العنيفة على الرغم من تمايله ورقصه مع موسيقى دخوله والذي يوحي بنجم هزلي.
تبديلات المصارعين الاسبوع المقبل يجب ان تنصف سماك داون هذه المرة، العرض عانى كثيرا بسبب قلة الاسماء الكبيرة والمواهب مقارنة بعرض الرو، خصوصا وانه فى الفترة المقبلة سيفقد النجم الكبير جون سينا والذي سيغادر لعدة أشهر، العرض يعاني في قسم السيدات وقسم الزوجي وايضا الاسماء الضخمة، وهو ما يجب ان يتم تصحيحه فورا.
نظرة على راسلمينيا:
للأسف راسلمينيا لا تستحق اي تحليل كونها أتت تماما كما كان متوقع قبل عدة أشهر، وكأن السيناريو بالتفصيل قد تم توزيعه للجماهير قبل فترة طويلة، وقد يكون هو المهرجان الوحيد الذي لم يقدم أي لحظات مفاجأة او نزالات غير متوقعة، فمن منا لم يكن يعرف ان جون سينا سيتقدم لنكي بيلا وسيبتعد الاثنين عن المصارعة بعد نزالهما.
من لم يكن يعرف ان غولدبيرغ سيخسر ويعتزل، وان كريس جيريكو سيفقد حزامه استعدادا للمغادرة، من لم يكن يعرف ان راندي أورتن سينتصر على براي وايت، ومن لم يكن يعرف ان لا بايلي ولا دين أمبروز سيخسران حزامهما، ومن كان متأكد من فوز نايومي بحزام السيدات فى سماك داون. والاهم من كل ذلك من تفاجأ بخسارة اندرتيكر واعتزاله للمصارعة.
للأسف راسلمينيا عرض مفضوح ولعل أهم ما حدث فى مهرجان راسلمينيا هو عودة الاخوين جيف ومات هاردي والتى اعادت للجماهير الكثير من المتعة التى انتهت منذ فترة طويلة فى قسم الزوجي والذي افتقد للمواهب بخلاف الأخوين جيمي وجاي أوسو.
ومع ذلك هناك نزالات تستحق ان تنال الاشادة من الجميع بسبب المستوى المميز الذي قدمه المصارعين فى الحلبة، وعلى رأس تلك النزالات يأتي نزال أي جي ستايلز وشاين ماكمان وذلك تقديرا لفارق السن بين الاثنين والاداء غير المتوقع من شاين أو ماك، وكذلك نزال دين أمبروز وبارون كوربين ونزال نيفيل وأوستن ايريس.
من المؤسف حقا الطريقة التى تعاملت بها ادارة الوحش بيغ شو بعد كل السنوات التى قضاها فى خدمة الشركة، فالرجل الذي ذكر ان هذه آخر مشاركة له فى مهرجان راسلمينيا كان يستحق ان يحظى بوقت مميز وليس ان يتم القاءه من النزال الاقصائي بهذه السرعة، وكذلك الحال بالنسبة للنجم برون سترومان.
لماذا يخسر براي وايت فى راسلمينيا، ما الفائدة من فوز راندي أورتن بحزام البطولة ولماذا الدفعات المتواصلة لرجل تجاوز ايام مجده بكثير، لا أحد يمكنه ان يقلل من قيمة راندي أورتن، ولكن حاليا لم يكن من المفترض ان يفوز بالرويال رامبل ومن بعده بنزال البطولة فى راسلمينيا، الاسماء الكبيرة دائما ما يحدث معها العكس، تفوز بالحزام فى العروض الشهرية لتخسره لصالح المواهب الشابة فى راسلمينيا، ولكن يبدو ان براي وايت ما زال فى دوامة المعاناة فى أكبر المهرجانات.
لنتحدث بعدها عن مواجهة رومان رينز وأندرتيكر، والتى أرى انها كانت مجحفة فى حق الاثنين، رومان رينز مصارع جيد ومن حق فينس ماكمان ان يختاره كواجهة للاتحاد، ولكنه كان يجب ان يتسلم الراية من شخص آخر غير اندرتيكر، كان ان يجب ان يهزم جون سينا بالتحديد، او بروك ليسنر، ولكن اندرتيكر ليست ضمن فئته على الاطلاق.
عالم المصارعة ينقسم عادة بين الطيب والشرير، ولكن هناك قسم آخر وهو الجانب المظلم، والذي ظل يسيطر عليه اندرتيكر منذ فترة طويلة، وهو العالم الذي يتألق فيه أمثال الوحش كين وستينغ وغيرهم، وبما ان اندريتكر قرر الاعتزال وسيترك مكانته فى ذلك الجانب المظلم كان يجب ان يتسلم الراية فورا النجم براي وايت والذي يعتبر خليفة اندرتيكر بكل المقاييس. اما رومان رينز لا مكان له هناك ولا منطق لفوزه على الظاهرة بأي حال من الاحوال.
لكل من يرى ان رومان رينز لا يستحق ان يعتزل اندرتيكر على يده، عليهم ان يتأكدوا ان اندرتيكر لم يعتزل ابدا، سيبتعد لوقت طويل ولكنه لن يعتزل، وقد يعيده اخيه كين مرة أخرى، او ان يعود بشخصية مختلفة فى المستقبل، اعتزال اندرتيكر اكبر من ان يقدم فى مجرد نزال براسلمينيا، ومثل هذا الاعتزال لم يكن ليفوته فينس ماكمان دون ان يكسب من ورائه الكثير من الأموال، وتأكدوا ان اندرتيكر فى حال قرر الاعتزال سيتم الاعلان عن ذلك بصورة مباشرة وقبل وقت كاف.
كتابة: محمد بهاء الدين