شهد هذا الاسبوع قيام مهرجان “تي ال سي” الخاص بعرض سماك داون والذي تصدره نزال على بطولة WWE بين اي جي ستايلز ودين امبروز، وغيرها من بطولات السيدات والزوجي والقارات، فيما تلى ذلك عرض الرو والذي تواصلت فيها السيناريوهات السابقة الممهدة لعرض “رودبلوك” الكبير، فيما لم يحدث جديد فى عرض سماك داون والذي اتى مكررا لنزالات عرض “تي ال سي” باستثناء نزال القارات بين ميز وأمبروز والذي انتهى ايضا بتدخل السورث. وفيما يلي نظرة تحليلة سريعة لمجريات الاسبوع.
– نظرة على عرض “تي ال سي”:
بداية العرض كانت مع نزال الزوجي بين عائلة وايات وفريق هيث سلاتر وراينو، واختار كتاب السيناريو هذه المرة الجانب الصحيح بتحويل البطولة الى براي وايت وراندي اورتن، وهو الامر الذي من شأنه ان يرفع كثيرا من قيمة هذه البطولة بعد الآن، ولكن للأسف لا يوجد منافس قوي لينافس عليها، فمع غياب النجمين جيمي وجاي أوسو لا يوجد من هو قادر على الوقوف فى وجه عائلة وايت.
النزال التالي فى المهرجان كان محبطا للغاية كما توقعت من قبل، نيكي بيلا وكارميلا لا يصلحن ابدا لمثله هذه النزالات العنيفة، لأنها لست مصارعات فى الاساس بل عارضات ازياء وخلافه. لذا لم تكن نهاية النزال منطقية حين قامت نيكي بيلا برش كارميلا ببودرة الحريق وقامت بتثبيتها، فما المؤلم فى تلك البودرة لهذه الدرجة.
نزال القارات فى المقابل كان مميزا واكثر من رائع، وقدم ذا ميز ودولف زيغلر درسا للجميع حول كيفية المحافظة على قوة السيناريو والاثارة فيه على الرغم من تواصله لوقت طويل للغاية، وان تواصل الامر هكذا قد يصبح ذا ميز وزيغلر صاحبي أشهر عداوة فى العصر الحديث، ولا ننسى الاشادة بدور الحسناء ماريس خارج الحلبة.
نأتي بعد ذلك الى نزال السيدات بين بيكي لينش واليكسا بليس، والذي حاول فيه المصارعتين مجاراة ما يحدث هناك في عرض الرو بين تشارلوت وساشا بانكس، ولكن الفرق كان فى الموهبة لدى المصارعتين، او الطريقة الغبية التى انتهى بها النزال. لماذا كان يجب ان ينتهى النزال بمجرد ان تتحطم الطاولة باحد المصارعات. النزال اقيم على طريقة الطاولات وهو ما يعنى الكثير والكثير من الطاولات فى النزال وليس واحدة فقط.
حزام البطولة بين اي جي ستايلز ودين أمبروز كان نجمه الاول اي جي ستايلز بدون أي منازع، حيث قدم البطل لمحات مميزة للغاية وامتع الجماهير بالمستوى اكثر من رائع الذي عرف عنه. ولكن للأسف مثل هذا النزال لم يتركه كتاب السيناريو دون ان يفسد، وذلك بادخال جيمس السورث فى الصورة، في سيناريو مكرر لما فعله المذيع جون ستيورات مع جون سينا فى عرض سمرسلام قبل كم عام.
– نظرة على عرض الرو:
عرض الرو بدأ بصورة اكثر من قوية حين قرر النجم سيث رولينز اخيرا ان يعيد اسم تربل اتش الى الصورة، ولكن للأسف لم يكتمل الأمر ولم يتواصل بالصورة المثالية. كيفين أوينز دخل ايضا فى الوقت المناسب وكعادته لم يدع سيث رولينز وشأنه وكانا على وشك الاعلان عن نزال جديد لولا ان تغيير الأمر فى النهاية الى نزال مع النجم العائد بيغ شو.
عودة بيغ شو لن يكون لها معنى ما لم يوضع فى سيناريو معين، ومن النظر اليه يبدو انه فى طريقه الى عائلة وايات بعد ان نمت لحيته بصورة كبيرة، ولكن ما ان الرئيس هناك فى سماك داون فالامر سيكون صعب للغاية، خصوصا ان برون سترومان قرر التخلي عن تلك العائلة، ولكن الاثنين قد يتواجها ايضا فى الوقت القريب.
من الرائع دائما مشاهدة النجم سامي زين في الحلبة، فهو من المصارعين القلائل الذين يقدمون الجديد فى نزالاتهم، كما ان خوضه لنزال ضد خصمه وصديقه الأول كيفين أوينز دائما ما يحمس الجماهير ويحبس الانفاس حتى النهاية. ولكن بما انه مجرد نزال فقط فلن يستفيد سامي زين شيئا فى بنائه لشخصية وسيناريو خاص به.
النزالات التى خاضها مارك هنري ضد تيتوس اونيل وبايلي ضد اليشا فوكس قد لا يكون لها اي معنى، ولكنها مهمة من اجل ابقاء المصارعين فى الصورة وامام انظار الجماهير، كما انها تفيد المصارعين ليكونوا في حالة بدنية جيدة وعلى اهبة الاستعداد للدفع بهم فى اي وقت. مارك هنري من الاسماء التى بدأ الجميع يتحدث عن اعتزالها، ولكن يظهر افضل دائما مع تقدم العمر.
النزال الذي قدمه رومان رينز وكريس جيريكو على حزام بطولة الولايات المتحدة نال الاشادة من الجميع بما فيهم المعلق الاسطوري جيم روس، ولكن السبب فى ذلك هو كريس جيريكو فقط، والذي يعرف تماما كيف يستخرج كل ما عند الخصم وتقديمه بصورة اكثر من رائعة. جيريكو لن يبخل على رومان رينز بالتحديد باي مساعدة يحتاجها، فهو لن ينسى ابدا موقف ابن عم النجم الشاب ذا روك معه حين كان هو فى البدايات، وكيف ساعده ذا روك حتى وقف على قدميه وصنع لنفسه اسما فى الاتحاد.
مر وقت طويل لم نشاهد فيه سيناريو محكم ومثير مثل ما يقدمه الآن الرباعي لانا وروسيف وبيغ كاس وانزو أمروي، فهو من السيناريوهات التى تعود الى حقبة الاتيديود وما كان يقدمه الاساطير امثال ستيف اوستن وتربل اتش وغيرهم. السيناريو اقترب كثيرا من الخطوط الحمراء بالنسبة لعرض يقدم على الطريقة العائلية ولكنه حافظ على عامل الاثارة فيه دون اي ابتذال، وهو ما يدفع الجمهور للترقب دائما.
سبق وفعلت تشارلوت ذات الشئ مع والده فى السابق، ولكنها قررت ان تكرر الامر مرة اخرى وفى وقت قريب، الا ان الامور العائلية دائما ما تكون مثيرا وتجذب الجماهير اليها، واجادت الفتاة دور البريئة فى البداية من ثم المتسلطة في النهاية، تشارلوت افضل ما حدث لقسم السيدات فى الاونة الاخيرة، وسيتعمد عليها الاتحاد لوقت طويل.
– نظرة على عرض سماك داون:
لم يقدم عرض سماك داون اي جديد وكانت اغلب نزالاته مكررة من عرض “تي ال سي” السابق، ولم يجد كتاب السيناريو الوقت اللازم للتفكير فى اي نزالات آخرى، وقد يكون من الافضل ان تنتهى العداوة بين عائلة وايات وفريق هيث سلاتر وراينو، لأن عائلة وايات تحتاج دائما الى خصم فى مستواهم من اجل التألق.
دين أمبروز كان يجب ان يظهر أعنف بكثير مما فعل مع جيمس السورث، وكان عليه ان يتعلم من النجم اي جي ستايلز فى كيفية الانتقام من شخص ما، ستايلز في العرض قبل الماضي ارسل السورث الى المشفى بعد ان طحنه تماما. بينما اكتفى أمبروز بضربة واحدة. تماما كما فعل جون سينا مع جون ستيوارت.
فقرة ذا ميز ايضا لم تظهر جنون المصارع دين أمبروز والذي كان من المفترض ايضا ان يقوم بالاعتداء على ذا ميز الذي كان يتعمد اغاظته طيلة فتر الحوار، لينتهى الأمر بالاعلان عن نزال على بطولة القارات. وهو النزال الذي خسره ايضا امبروز بتدخل من جيمس السورث، والذي بات لعنة لعرض سماك داون يبدو اننا لن نتخلص منها على الاطلاق.
يجب على القائمين على العرض الازرق الاقدام على بعض القرارات الجريئة حتى يقارع العرض الازرق ما يقدمه عرض الرو، ويبدو ان مسألة انفصال العرضين هذه لا معنى لها بعد ان تأكد ان فينس ماكمان هو الوحيد الذي يدير العرضين فى وقت واحد، والجميع يعرف ان ماكمان يهتم فقط بعرض الرو ولا شئ غيره. وان كان شاين ماكمان يريد فعلا ان يقدم خدمة للجماهير فعليه ان يقنع والده بان يدعه يتولى زمام الأمور لبعض الوقت.
كتابة: محمد بهاء الدين