منذ ان ظهرت في مهرجان راسلمينيا العام قبل الماضي وخطفت حزام بطولة الديفاز من أول مشاركة لها في العروض الرئيسية والمصارعة الحسناء بايج تتلقى الدفعات تلو الدفعات حتى تربعت على عرش سيدات الاتحاد في الأونة الأخيرة، وذلك بحصولها على اللقب مرتين في وقت وجيز كما انها اصغر مصارعة في تاريخ تحصل على الحزام.

بايج والذي يرى البعض انها لم تعد الأولى بعد ظهور مصارعات مميزات مثل بيكي لينش وتشارلوت فلاير وساشا بانكس وكذلك بطولة الان اكس تي بايلي، الا انها في رأي العديد من الخبراء والنقاد مازالت تحتفظ بتلك المكانة.

– أميرة عائلة بيفيز

الكثيرون يعرفون قصة بايج وكيفية دخولها الى عالم مصارعة المحترفين، وانها أتت في الأساس من عائلة تصارع باكلمها، وهى منذ نعومة اظافرها تصارع برفقة تلك العائلة، لتصبح مصارعة محترفة في سن الثالثة عشر باسم مستعار وهو بريتاني نايت، بينما اسمها الحقيقي ساريا جايد من مدينة نوريتش بانجلترا.

وبينما كانت الصغيرة تحلم بأن تصبح عالمة حيوان وتحاول جاهدة الهروب من عمل اسرتها بالمصارعة الحرة بسبب الرعب الذي ظلت تعيشه حين ترى الإصابات التي يتعرض لها اخوانها وابويها دائما، الا ان الاقدار ادخلتها في النهاية الى الحلبة بعد ان طلب منها والدها استبدال مصارعة لم تتمكن من الحضور الى العرض الذي يديره، ومنذ تلك اللحظة تعلقت بايج بمصارعة المحترفين.

مع انخراط بايج في المصارعة واكتسابها للعديد من المهارات بسرعة كبيرة وكذلك قدرتها المذهلة على جذب الجماهير أصبحت المدللة في اسرتها واطلق عليها لقب الاميرة، وبعد عام واحد فقط وحين بلغت الرابعة عشر من العمر كانت بايج تتنقل لوحدها بين العديد من دول أوروبا ضمن عدة اتحادات فى مختلف دول اوروبا وحققت العديد من الإنجازات الفردية في تلك الفترة بما فيها الفوز بحزام السيدات على حساب والدتها سويت سارايا.

– ابداع رغم الإعاقة:

ان كانت الحسناء بايج تتلقى الثناء والاشادة بسبب المستوى الرائع الذي تقدمه في الحلبة، فيجب ان تقدم لها التحية اكثر حين نعرف انها تعاني من إعاقة في الظهر تجبرها دائما على الانحناء كثيرا اثناء النزال، فما لا يعرفه الكثيرون ان بايج تعاني من التواء في العمود الفقري بحيث يظهر وكأنه على هيئة حرف (s) في اللغة الإنجليزية، وهى الإعاقة التي لم تعرفها بايج نفسها حتى وصلت الى اتحاد الدبليو دبليو أي.

حيث لاحظ المدربين هناك انها تنحنى كثيرا اثناء النزال، وفي حين ظلوا يطلبون منها الوقوف باعتدال كون المصارعة حاليا تعتمد على الناحية الجمالية وكيفية ظهور المصارعة في الكاميرا. الا انها كانت تعجز عن فعل ذلك حتى أرسلت أخيرا الى أطباء مختصون لتأتي النتيجة انها تعاني من التواء في العمود الفقري ولكنه ليس بالخطير، ولا يسبب لها أي مشاكل في المستقبل على الاطلاق وان كان يؤثر قليلا على حركاتها في الحلبة.

– لماذا تعد الأفضل بين قريناتها

بخلاف المستوى الرائع الذي تقدمه بايج في الحلبة، الا ان هناك العديد من الصفات الأخرى التي تجعلها الأفضل في قسم السيدات على الرغم من ارتفاع الأصوات المطالبة بازاحتها عن تلك المكانة ووضع أسماء أخرى مثل ساشا بانكس وبايلي. ومن بعدهما بيكي لينش وتشارولت فلاير. فالبنسبة لبيكي لينش تعتبر طريقة حديثها غير مناسبة على الاطلاق مع صورة المصارعة الأولى، وهو ما يعاني منه المصارع المميز سيزارو منذ مدة.

اما عن تشارلوت فارتباط اسمها باسم والدها وكذلك تقمصها التام لشخصيته جعل الجماهير تنقلب عليها فورا، فلم تنجح في الشخصية الطيبة ولا حتى في الشريرة. وبمقارنة مع بايلي وساشا بانكس تعتبر بايج الأصغر في السن والأكثر جمالا. فهى مازالت في الثالثة والعشرين من عمرها بينما اقتربت تشارلوت وبيكي لينش من عامهما الثلاثين. فيما تعتبر ساشا الأقرب في سن الرابعة والعشرين ومن ثم بايلي في السادسة والعشرين.

وبالنسبة لاتقانها للمصارعة أكد الاسطورة رود دوغ في مقابلة سابقة أجريت معه ان بايج المصارعة الوحيدة التي يمسح لها بتوجيه النصائح للمصارعات الشابات في مركز التدريب، وحتى زميلاتها يأخذن بنصائحها فيما يفعلهن في الحلبة، كما اكدت نيكي بيلا في احد حلقات توتال ديفاز انها تسرع بعد أي مباراة للاستماع الى رأي المصارعة بايج حول ما فعلته في النزال.

فيما أظهرت حلقات أخرى من ذات البرنامج انها كانت تشرف على تدريب المصارعة نايومي قبل ان تتوقف عن ذلك بعد ان فقدت الامل في تحسنها. ومع ان قسم السيدات تتواجد فيها مصارعة مخضرمة مثل نتاليا الا ان الإدارة أوكلت مهمة التحكيم في برنامج المسابقات (قوي بما يكفي) الى بايج بسبب الخبرة الطويلة التي تتمتع بها.

هذا بالإضافة الى اختيارها الدائم للمشاركة في المناشط الترويجية لاتحاد الدبليو دبليو أي، كما انها المصارعة الوحيدة في الجيل الحالي التي خاضت تجربتين تمثيليتين، أولا مع ذا ميز في فيلم (مساعد سانتا) وأخيرا في فيلم الرسم المتحركة الجديد برفقة جون سينا وتربل اتش وفينس ماكمان. كما انها من أولى المصارعات التي استضافها الأسطورة ستيف اوستن في برنامجه الإذاعي.

– حب غير مشروط مع الجماهير

بايج واحدة من القلائل التي يتفاعل معها الجمهور دائما ولم يسبق لهم ان هتفوا ضدها على الاطلاق، وكان مشهد هتاف الجماهير لها والوقوف في صفها حين انقلبت على فريقها في السابق اكبر دليل على محبة الجماهير لها، وتعتبر السبب الأساسي في فشل شخصية تشارلوت فلاير حاليا.

حيث كان من المفترض ان يتم تحويل تشارلوت الى الشخصية السيئة بدلا عن بايج ولكن اختيار الاخيرة جذب الاهتمام لها على حساب زميلتيها. وفي حين كانت بايج تصر على تقديم شخصية المصارعة السيئة او ما يسمى (انتي ديفا) الأ أن ملامح وجهها افشلت تلك المخططات تماما بسبب تعلق الجماهير بها فورا. وهو ما ابعدها ايضا عن مخططات الانضمام الى عائلة وايات.

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد