اولا وقبل ان ابدأ فى هذا التقرير على ان اوجه رسالة خاصة الى المعلقين الاعزاء فى هذا الموقع. لكل منا وجهة نظر ومصارع يعجبه واخر لا يعجبه. انا من أشد المعجبين بموهبة رومان رينز، ومن اكثر الكارهين لشخصيته الحالية. وارى انه واحد من افضل المؤديين فى الحلبة من ناحية الاداء والقوة، وبالتحديد من ناحية القوة، كون نزالاته تكون الابعد تماما عن التمثيل والتصنع.

وهو من المصارعين القلائل الذين يميلون لتوجيه الضربات المباشرة والعنيفة دون اي استعراض. لذا حين امدح رومان رينز فى تقرير هذا لا يعنى اننى اهاجم بقية المصارعين. لنبدأ معا التقرير

1/ دين أمبروز المتطرف والمجنون

يطلق على النجم دين امبروز لقب المتطرف، وهو ما يجعلنا نتسأل بكل أستغراب عن سبب التسمية الحقيقية له، وهل الجنون يقتصر فقط على تعبيرات الوجه والتصرفات الغريبة التى يقوم بها، ولماذا لا ينقل جنونه هذا الى الحلبة، لماذا لا ينفذ دين امبروز ضربات خطرة ومتطرفة.

وحتى ان كان الجنون بالنسبة لامبروز هو تصرفاته خارج الحلبة، فالتصويت الاخير الذي قامت به الجماهير حول من هو المصارع الاكثر جنونا كانت النتيجة لصالحة النجمة بايج.

وضع النجم دين امبروز من قبل في سيناريو مميز يشبه سيناريو الاسطورة ستيف اوستن بعد انقسام فريق الدرع مباشرة، وهو السيناريو الذي كان يطارد فيه امبروز النجم سيث رولينز للانتقام منه، وخلال تلك الفترة اظهر النجم موهبته الحقيقية وتلقى دفعة مميزة للغاية وهو يخوض العديد من النزالات الرئيسية فى المهرجانات الشهيرة على بطولة الوزن الثقيل.

فيما كان النجم رومان رينز فى الظل تماما وبعيد عن الاحداث. ولكن بعد نهاية ذلك السيناريو اختفت موهبة النجم امبروز تدريجيا وكان عداوته مع براي وايات بداية النهاية. وحتى نقارن بين ضربات رومان رينز ودين امبروز سنقوم بالاستعانة ببعض الصور التوضيحية، والتى تظهر الاختلاف فى تهور مصارع وآخر

حين يقفز رومان رينز فهو يختار الاصعب وهو من فوق الحبال

حين يقفز دين امبروز فهو يختار الاسهل وهو من بين الحبال

– تقييم النزالات حسب قاعدة بيانات المصارعين الرسمية

ان كنا سنتحدث عن المصارعين الذين يتلقون الدفعات بين رومان رينز ودين أمبروز، فعلينا ان نذكر ان الاحصائيات ابرزت ان النجم دين امبروز خاض 34 مباراة فى المهرجانات الشهيرة حتى الآن، بينما خاض النجم رومان رينز 33 مباراة فقط. فيما يتساوى الاثنين فى عدد النزالات الرئيسية فى المهرجانات وهو 14 نزال لكل مصارع، وهو ما يبرز هنا اهتمام الادارة اكثر برومان رينز على حساب امبروز.

بالنسبة لجودة النزالات فأن الاحصائيات تنصف موهبة رومان رينز هذه المرة وذلك حسب على امبروز، فالمصارع الشاب حصل على التقييم الاعلى مرتين وذلك امام بروك ليسنر فى مهرجان راسلمينيا، وثانيا امام دانيال براين فى مهرجان فاست لين، وكان التقييم الاعلى هو 4.5 نجمات.

أما بالنسبة للنجم دين امبروز فهو لم يحصل عل اي تقييم تجاوز الاربعة نجمات منذ ان انطلقت مسيرته الفردية فى الحلبات.

السؤال المستهلك: هل حقا رومان رينز مضخم؟

لا. انما هو مصارع اتفقت الجماهير على كراهيته لأنه من انتاج فينس ماكمان. دانيال براين من المصارعين الذين صنعتهم الجماهير، لذا لم تعترض ابدا على انجازاته غير العادلة، رومان رينز هزم شيمس وروسيف وباريت وديل ريو فوصفت الجماهير الأمل بالمبالغ فيه.

بينما سكتت حين انتصر دانيال براين على ثلاثة اساطير هم تربل اتش وراندي اورتن وباتيستا فى ليلة واحدة وبيد مصابة. فكان رينز مضخما وبراين مستحقا دون اي سبب يذكر.

من اقنعنا ان مصارع فى حجم دانيال براين يمكنه ان يهزم من اهم اطول واضخم واقوى واكثر خبرة وافضل اداءا واعنف ضرباتا منه بعدة مراحل. في حين رفضنا ان نصفق لرومان رينز وهو يهزم مصارعين قد يكون هو على ارض الواقع اقوى من بعضهم واطول واضخم.

لنعود من جديد للنجم المثير للجدل دين أمبروز، ونهمس فى اذن جماهيره بأن الاخير لن يأخذ يوما مكان رومان رينز ولن يصبح وجها للاتحاد، لأن اسطورة مثل شون مايكلز لم يصل الى هذه المرحلة على الرغم من الجماهيرية منقطعة النظير التى كان يتمتع بها. فالنجم الأول يتحقق بمعادلة راسخة فى ذهن فينس ماكمان وغالبية ملاك اتحادات المصارعة الحرة.

والمعادلة هي: طول  القامة + المظهر الحسن + العضلات القوية = مشروع نجم الاتحاد الأول

لتأتى بعدها بعض العوامل التى ترفع من شأن المصارع او تقلل من قيمته، ولأن دين أمبروز ليس بطويل القامة او مفتول العضلات لن يجد مكانا له فى القمة.

فحسب تقسيم موقع ويكيبيديا لعصور المصارعة الحرة، كانت البداية بعصر الهولكمانيا مع هولك هوغان، ومن بعده عصور الظلام مع ستيف اوستن، ومن ثم بطل الجماهير مع الروك، لننتهى حاليا بالسينيشان مع جون سينا. وحاليا نحن فى مرحلة التحضير لرومان رينز.

دين أمبروز وسيث رولينز لن يفيدا الاتحاد فى خانة النجم الأول لأنهما لا يمتازان بالصفات الكاملة، فمصارع مثل بروك ليسنر قد ينسف تماما أمالهما، فكيف ستقتنع الجماهير ان دين أمبروز او رولينز يمكنهما ان يصمدا امام الوحش بروك.

وهو ما ظهر جليا فى مواجهة سيث رولينز وليسنر والتى كانت اقرب للتمرين بالنسبة لبروك، واحتاج الاتحاد حينها لظهور اندرتيكر للخروج من هذا المأزق.

رومان رينز مصارع مميز للغاية افسدته الادارة باستعجالها للأمور، وتم وضعه فى عدة سيناريوهات متتالية حتى اصبح حاليا بدون اي شخصية، وحتى رومان رينز نفسه لا يعرف ماهي شخصيته الحالية. فبالعودة الى ايام الدرع كان هناك شبه اجماع تام على اعجاب الجماهير برومان رينز على حساب امبروز ورلينز.

وهو ما ظهر خلال نزالهما ضد هائلة وايات، وايضا حين تخلص من زميليه فى الرويال رامبل وواجهة باتيستا لوحده فى النهاية.

وكان سبب اعجاب المصارعين برومان رينز بسبب شخصيته البسيطة، مصارع قوي للغاية ولا يحب الكلام كثيرا. ومن هنا كان يجب ان يلتزم الاتحاد بالشخصية التى اعجبت بها الجماهير، ولكن اصرار فينس ماكمان على تحويل رومان رينز مصارع مميز فى جميع النواحي افسد الأمر تماما.

وبات نسخة مشوهة مما كان عليه فى الماضي، وزاد الطين بلة هو كتابة فينس بنفسه لبروموهات رينز فى الحلبة، ليظهر جليا تلعثم الاخير وعدم ثقته فيما يقوله امام الجماهير. رومان رينز حاليا اصبح مملا للغاية، وكأن هناك من يتعمد ان يجعله المكروه الاول بوضعه فى شخصية المصارع الخارق غصبا عن الجمهور، وهو ما يجعلنا نطلق عليه لقب المصارع المظلوم من بين الجميع.

الكاتب: محمد بهاء الدين محمد

ملحوظة: الاحصائيات المذكورة اعلاه من موقع (قاعدة بيانات المصارعين) الرسمي