لا أحد يمكنه ان يلوم فينس ماكمان ومعاونيه فى سعيهم الدائم لانقاذ عروضهم من التدني الواضح في نسب المشاهدة، ولكن ذلك لا يعنى اللجوء الى اي حل دون تفكير عميق، او دراسة ذلك القرار ومتابعة تنفيذه على ارض الواقع، ونحن نتحدث هنا عن القرار الاهم فى الأونة الاخيرة وهو فضل عرض الراو والاسماك داون ونقل الاخير للبث المباشر. ولكل عرض منهما نجومه الخاصة وسيناريوهاته المنفصلة.

حتى الآن لم يمكننا ان نحكم علي خطوة فصل العرضين بالنجاح او الفشل، فمازال الوقت مبكرا للغاية، وكل شئ قابل للتغيير فى المستقبل، خصوصا ان كان فينس ماكمان كما هو متوقع يشرف بنفسه على الأمر وتباعته، ولكن بالنسبة لنا كجماهير وعشاق للمصارعة هنالك بعض الملاحظات يجب ان نشير اليها بعد مشاهدتنا للعرضين فى الاسابيع الماضية.

وأول تلك الملاحظات هو احتفاظ عرض الراو بساعته الثالثة على الرغم من ذهاب العديد من الاسماء الكبيرة الى عرض الاسماك داون، هو ما يعتبر غير مقبول على الاطلاق ولا يخدم مصلحة العرض ولا الجماهير في شئ، الساعة الثالثة منذ ان تم الاعلان عنها بات من الواضح انها عبء على العرض وتسببت في تدني نسبة المشاهدة عبر التلفاز. واستبشر الجماهير بالتخلص منها مع انفصال العرض. ولكن يبدو ان رغبة الاداريين فى جعل عرض الراو الاول على حساب الاسماك داون هو ما قادمهم الى ذلك.

ومن تبعات احتفاظ عرض الراو بساعته الثالثة هو اقحام مصارعين جدد يتنافسون على بطولة الكروزويت وللأسف غالبيتهم من الاسماء المجهولة لعشاق المصارعة المتابعين فقط للعروض الرئيسية. كما لا ننسى اطالة الفقرات الحوارية وتكرار العديد من المصارعين فى العرض.

أما بالنسبة لعرض الاسماك داون بساعتيه الاثنين فقط، فقد بات واضحا المعاناة التى هم فيها مع ازدحام النجوم، وهو ما ظهر جليا على حساب عداوة مهمة للغاية مثل تلك التى تجمع براي وايات وراندي اورتن. وكذلك التخبط فى موضوع حزام البطولة بين دين أمبروز وجون سينا واي جاي ستايلز.

بنظرة عامة لمسألة فصل العرضين قد نكتشف بعض الأمور التى لن تسر ابدا جماهير المصارعة، وهى اننا لن نشاهد قريبا مواجهة بين سيث رولينز واي جاي ستايلز والتى تعتبر المطلب الأول لجماهير المصارعة، ولن نرى براي وايات مع رومان رينز من جديد، ولن نرى بروك ليسنر ضد جون سينا، والأهم من كل ذلك سيكون من الصعب للغاية اعادة فريق الدرع. او عائلة وايات مع تواجد برون سترومان هناك في الراو.

ولكن من ناحية اخرى علينا ان نتحدث عن بعض الايجابيات لفصل العرضين عن بعضهما، وأهمها على الاطلاق هو امكانية اعادة حقبة المصارعة الذهبية ان احسن كتاب السيناريو استغلال الأمر والتفكير خارج الصندوق، وهو ما قد يفعله الداهية فينس ماكمان ان اوعز له احدهم بهذه الفكرة المميزة. وهى اعادة حروب ليلة الاثنين بصورة مغايرة قليلا ومصغرة.

كتاب عرض الراو والاسماك داون كذلك منشغلين بسيناريوهاتهم الخاصة وهو أمر طبيعي، ولكن ما سيكون اروع هو التفكير فى بناء سيناريو اكبر يضم العرضين، يظهرهما كمتنافسين تماما كما كان يحدث بين WWE وWCW في السابق. وهو ما سيرفع من شأن العرضين معا، خصوصا فى ظل تواجد اسماء كبيرة كان لها ماضي من الخلافات. واهمهما على الاطلاق ستيفاني وشين ماكمان.

فيظهر بعض المصارعين من الراو للهجوم على عرض الاسماك داون او العكس، على ان يتم تصفية الحسابات بينهما فى المهرجانات الشهرية، ويكن القتال على رفع نسب المشاهدة هو الهدف الأكبر، وهو ما يعنى بالضرورة اعادة المهرجانات الشهيرة الى ماكانت عليه فى السابق دون فصلها كما يحدث حاليا. وحتى يهتدي احدهم لهذه الفكرة او غيرها من الافكار الاخرى قد تتواصل معاناة العرضين مع نسب المشاهدة.

كتابة: محمد بهاء الدين