كالعادة وقبل أن أبدأ البت في موضوع تحليل اليوم؛ أود أن أنوه أن ما سأذكره لا يعبر إلا عن وجهة نظري فقط، فقد تتفقون معها أو تختلفون وفي النهاية لكم آراء ولي آراء.
موضوع اليوم يخص نجم أصبح محل حديث ملايين الجماهير حول العالم ودخل دائرة اهتمام العديد ما بين محب أو كاره في مدة زمنية وجيزة للغاية، أصبح محل اختلاف الكثيرين ومنهم جماهيرنا العربية التي قد تراه فئة كثيرة منهم لا يستحق المكانة التي وصل إليها، وقد تراه فئة أخرى كثيرة أيضا مجتهد وما حدث معه ناتج عن تألق وجهد مبذول، موضوع التحليل ليس عن تلك النقطة فموضوع اختلاف الجماهير وانقسامها حوله تحدثت عنه في تحليل أثار جدلا واسعا في وقت سابق.
ما أود التحدث عنه في ذلك التحليل يخص دانيل براين ولكن ليس النجم نفسه الذي ما زلت أراه مجتهدا ويصر على النجاح في كل الظروف المتاحة، وإنما حديثي اليوم عن شخصيته التي من صنع فريق الإبداع وكالعادة أعتذر عن كلمة “إبداع” فهي أصبحت كلمة مستفزة لنا جميعا.
حتى الآن لم أتعمق في موضوع التحليل وأرجو من قرائنا الأعزاء أن يكونوا ذي سعة صدر لإدراك وجهة نظري التي أود عرضها من خلال تلك السطور عبر عرض الشخصيات التي ظهر بها براين في وقت قصير.
– البــــدايــــة :
دانيل براين بدأ مسيرته مع الاتحاد عبر بوابة NXT بشخصية الموهوب الذي يعاني مع المسئولين لإقناعهم بموهبته التي يرفضون الاعتراف بها، ثم تطور الأمر إلى أن أصبح من نجوم الاتحاد رسميا ومن أعمدة مصارعي الوسط “الميد كارد”.
– التحول من مصارع الميد كارد إلى مصارع مهم :
بعد فوزه بلقب بطولة العالم للوزن الثقيل عبر الحقيبة الزرقاء وتحوله إلى الشخصية المكروهة، كانت شخصيته تقتضي بأن يتصف بالغرور والتصرف كأنه الأفضل ومن نجوم القمة بالرغم من أنه لم يكن من تلك الفئة حينها، فنجوم القمة وقتها كانوا معلومين الهوية “سينا – بانك – أورتن – شيمس – ……”، ثم بعد خسارته اللقب تحول إلى المنافسة على لقب بطولة WWE عبر عدة نزالات أمام النجم سي ام بانك، ثم قصته الشهيرة مع النجمة إي جي التي ساهمت في وضع حجر الأساس في شخصيته الجديدة.
– جانب جديد من شخصيته “فريق هيل نو” :
أراد فريق الإبداع إظهار جزء آخر من شخصية دانيل براين ذات طابع كوميدي بجانب الوحش الأحمر وخصمه باكستريم رولز النجم الكبير كين، أعتقد أنهما نجحا في أداء تلك الشخصية بجدارة وتمكنا في العديد من المواقف التي كانت تُكتب لهما من رسم البسمة على شفاه المشاهدين.
– الحلقة الأضعف :
بعد فترة ليست بالقصيرة قضاها براين مع كين أراد فريق الإبداع إظهار جانب جديد وكأن براين أصبح حقل التجارب بالاتحاد، فتحول إلى مصارع يحاول إثبات أنه ليس الحلقة الأضعف بفريقه أو أي فريق يكون جزءا منه في نزال، لا أعلم إن كانت تلك الشخصية فكرة سديدة أم لا فتلك النقطة موضع اختلاف الكثيرين ولكل فرد رأيه الخاص بها.
– نجم جماهيري وشعبية جارفة :
في مرحلة إثبات براين أنه ليس الحلقة الأضعف مستخدما كلمته الشهيرة “Yes” لتقف الجماهير بصفه، استطاع النجم أن يكون لنفسه شعبية كبيرة مع الجماهير عبر ذلك الهتاف الذي أصبح أهم ما يميزه، وتمكن من نقل ذلك الهتاف من هتاف في عرض مصارعة إلى هتافات بمدرجات الصالات بالألعاب المختلفة وأصبحت ظاهرة عالمية في مختلف الرياضات.
– مصارع القمة متحدي السلطة :
مرحلة الشعبية الجارفة ساهمت في حصوله على نزال على لقب الاتحاد أمام النجم جون سينا الذي انهزم أمام براين بنزاهة وغادر سينا للإصابة، حينها وبعد ما حدث من غدر تريبل اتش لبراين الذي كان حكما خاصا في نزاله مع سينا وإهدائه اللقب في نفس اليوم لصالح النجم راندي أورتن، تحول النجم إلى المحبوب الأول الذي يسعى للنيل من السلطة الشريرة متمثلة في تريبل اتش، وزوجته ستيفاني مكمان، ومصارعهم الأول راندي أورتن، وأداتهم في إسكات خصومهم فريق الدرع.
محاولات براين الكثيرة للنيل من السلطة كانت متقلبة الوضع، إذ فشلت في البداية ونجحت في فترات وصاحبها الفشل في مرات عديدة، لا يوجد أدنى مشكلة حتى الآن فيما يحدث مع براين فهو فاز باللقب وأصبح مصارع من مصارعي القمة بشكل لا يقبل الطعن.
– الـمـسـتـضـعـف :
تلك الشخصية هي موضوع التحليل والتي ذكرت كل ما ذكرته حتى أصل لتلك النقطة الهامة، تلك الشخصية التي وضعه بها فريق الإبداع هي آخر المراحل التي وصل إليها النجم بعد أن أصبح من الأعمدة الرئيسية بالاتحاد ونجم من نجوم الحدث الرئيسي، وبمنتهى الصراحة أعتبر تلك الشخصية هي ما ستضعه في خانة ضحايا فريق الإبداع لكن ليس كمظلوم أو مُهمًش، وإنما سيجد النجم نفسه في المستقبل يتعرض لما يتعرض له النجم جون سينا حاليا من غضب جماهيري واستهجان حاد مصاحب لظهوره.
دعونا نربط بين ما يحدث مع سينا وبين ما يحدث مع براين حتى تتضح وجهة نظري، في بدايات سينا كانت الهتافات تهز الصالة بأكملها وتكاد لا تسمع أصوات المعلقين من كثرة الهتافات وصيحات التشجيع للنجم، وهو ما نراه الآن مع براين في الهتاف باسمه أو بكلمة “نعم” أو بصيحات التشجيع أيضا.
بعد فترة من تواجد سينا على القمة وفوزه على كل خصومه لسنين انقلبت تلك الصيحات والهتافات إلى العكس تماما، وانقسمت الجماهير ما بين محب وكاره، فالمحبين هي الفئة المخلصة للنجم والمحبة له مهما رأت منه، والكارهين هم من يشعرون بالملل من شخصية سينا التي لم تتغير ويطالبونه بالتغيير الذي لم يحدث، ما سيحدث مع براين لن يكون بسبب تواجده على القمة وإنما بسبب شخصية المستضعف التي باتت جزءا منه.
سيأتي يوما وستنقلب الجماهير على دانيل براين من منطلق الملل الذي بدأ يتضح جليا في العروض من تحديه الأقوى والأصلب وتعرضه للهجمات والإهانات من خصومه، ثم الفوز في النهاية.
أتساءل دائما من يستحق لقب سوبر مان الاتحاد أكثر من الآخر ؟؟؟ هل هو جون سينا أم دانيل براين ؟؟؟ جون سينا إن كانت تشبهه الجماهير بسوبر مان لتعرضه للضرب ثم الفوز في النهاية، فسينا يمتلك من القوة البدنية ما يؤهله للعودة إلى اللقاء في جزء من الثانية والأمثلة كثيرة، لكن ماذا عن دانيل براين الذي لا يمتلك عنصر القوة ولا تفلح حركاته مع من هم أضخم، ولكن سلاحه هو الركلات والسرعة في التحركات والتي قد لا تجدي نفعا مع أصحاب نفس الطريقة القتالية.
أقولها صريحة .. لقد سأمت من شخصية المستضعف الذي يتلقى الضرب والتعذيب الجسدي بالنزالات وخارج النزالات ويفوز في النهاية وكأنه ذي سبعة أرواح ويأتي مشهد الختام باحتفاله مع الجماهير المتعصبة بهتاف “نعم نعم نعم …”.
أقولها من الآن؛ إن لم يستفيق الاتحاد بفريق إبداعه ويرأب صدع شخصية النجم سيكون مصيره هو الاستهجان التام وستنقلب هتافات “Yes” إلى هتافات “Boring” أي “ممل”، وسيكون دانيل براين أحدث عضو في فريق ضحايا فريق الإبداع !!!
نلقاكم في تحليلات أخرى …
بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran