قد يكون دانيل براين هو أسعد إنسان على وجه الأرض في فترة من الفترات “أسبوع ريسلمانيا وما بعدها” بعد انتصاره الكبير على الأسطورة تريبل اتش، ثم إسقاطه بعدها للنجمين الكبار راندي أورتن وباتيستا بالحدث الرئيسي لريسلمانيا 30 وتحقيقه هدفه بالفوز بلقب بطولة WWE للوزن الثقيل، ثم زواجه من خطيبته نجمة الاتحاد بري بيلا.
لكن ما حدث له بعد ذلك كان بمثابة الصدمة وأصابته “عين الحسود” ، انقلبت الأحلام السعيدة إلى كوابيس مزعجة لم يفق منها حتى الآن بداية من وفاة والده “تجاوزها”، ثم وفاة الطفل المريض “كونور مايكليك” الذي حقق أمنيته قبل عام “تجاوزها”، وأخيرا إصابته بكسر في الرقبة وتجريده المحتمل من لقبه “تجاوزها في علم الغيب”، موضوع نقاش اليوم سيكون فقط في حالة تجريد براين من اللقب.
في البداية .. قبل مغادرة النجم سي ام بانك يناير الماضي كان هو النجم الثاني بعد جون سينا، أما دانيل براين كان في مرحلة متقدمة لكنه لم يكن الأول أو الثاني، بعد مغادرة بانك أصبح الأمر يصب أكثر في مصلحة براين وأراد الاتحاد بشكل انتقامي أن يجعل براين في نفس موضع بانك كأن يكون الرجل الثاني في الاتحاد دون النظر إلى كوكبة النجوم الأخرى أمثال راندي أورتن، باتيستا، …
كلنا نعلم قصة مغادرة سي ام بانك للاتحاد عن طريق ما تم تداوله من أخبار وتقارير قد تصدق بعضها وقد تكون مغلوطة، لعل أحد أقوى أسباب مغادرته هو عدم رضاه عن وضعه بالاتحاد ورغبته بالتواجد بالحدث الرئيسي بريسلمانيا لأول مرة بمسيرته، بعد انتشار تلك الأسباب في وسائل الإعلام راحت بعض الجماهير تردد نغمة “مصارع أناني – مغرور – بعد كل ما حققه ويطالب بتحسين وضعه – ….”، كل ذلك لأنه طلب التواجد بالحدث الرئيسي فقط.
مبدئيا .. أؤيد بشدة مسألة أحقية سي ام بانك بالتواجد بالحدث الرئيسي وكان يجب أن يحدث في كثير من المناسبات مثل نزاله مع الظاهرة أندرتيكر بريسلمانيا 29، وأحقيته أيضا بالتواجد بالحدث الرئيسي بريسلمانيا 30 بدلا من دانيل براين الذي نال أكثر مما استحق وكان يجب عليه الاكتفاء بنزاله مع عدوه اللدود تريبل اتش حينها فقط، ليست أنانية من نجم كبير دخل التاريخ وحطم أرقام قياسية مثل سي ام بانك أن يفكر بالحدث الرئيسي وليس عيبا أو حلما صعب المنال.
حدث ما حدث وشارك براين بالحدث الرئيسي وفاز باللقب وأُصيب وسيغادر لفترة من الوقت وسيتم تجريده من اللقب وسيكون اللقب شاغرا بلا حامل، ولكن .. ماذا لو عاد سي ام بانك في ذلك التوقيت؟ ماذا ستكون ردود الأفعال من محبيه قبل كارهيه؟
ما أروعها فرصة لفينس مكمان جاءته على طبق من ذهب لإقناع بانك بالعودة وضمان عودة على القمة حيث ينتمي وفوز مضمون باللقب، والأهم تجديد تعاقده الذي ينتهي الشهر القادم وضمان عدم مغادرته وبقاءه في بيته الكبير.
تخيلوا معي عودة سي ام بانك بعرض الرو القادم؛ بالطبع ستكون عودة أسطورية وستكون كل الجماهير بالصالة على قدميها وأصوات صيحات التشجيع على أشدها، يهدأ الوضع تدريجيا ويبدأ بانك بالحديث الملهب لحماس الجماهير كعادته ويطالب بفرصة على اللقب الذي بلا صاحب، وينال تلك الفرصة ويخوض النزال على اللقب بعرض بايباك القادم بمدينته الأم بشيكاغو، ونجد هوس وجنان خمسة عشر ألف متفرج على الأقل عاشقين للنجم يهتفون باسمه بعد فوزه المؤكد باللقب، ستكون ليلة لن ينساها عشاقه بكل تأكيد.
ولكن .. كما هي فرصة لفينس لإعادة بانك، وكما هي فرصة لبانك للعودة للتتويج بالبطولات الكبرى، وكما هي فرصة لجماهير بانك لرؤية نجمهم الأول بطلا من جديد، ستكون أيضا الفرصة لكارهي بانك للهياج وإعادة الأصوات القديمة التي انقلبت على بانك بسبب غيابه وعدم عودته.
ستكون خير فرصة لإثبات أنانية بانك وأنه عاد من الأساس للفوز باللقب وليس للجماهير، ستكون خير وسيلة لإقناع الجماهير بغرور بانك وأنه عاد للاستعانة بالاتحاد لإشباع غروره اللا متناهي من أقصر الطرق ونيله اللقب بمنتهى السهولة وعلى أرضه ووسط جماهيره.
إن حدث ذلك وعاد وفاز باللقب وكان الاستهجان من نصيبه فلن أكون متفاجئ ولن ألوم على تلك الجماهير فلغة المنطق تؤكد تلك التصرفات إن حدثت، ولكني قبل أن أكون كاتب فأنا مشجع للنجم وأقولها من الآن .. تمنيت عودتك لإنقاذ العروض من الانهيار التام ولكن الآن أتمنى ألا تعود، حافظ على شعبيتك الطاغية بالرغم من غيابك ولا تعود الآن لعدم انهيار تلك الشعبية بسبب جماهير لا ترحم ستكون سبب في ندمك على العودة إن تمت، واسأل باتيستا !
نلقاكم في تحليلات أخرى ..
بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran