تقرير خاص || الدرس القاسي لفينس مكمان !

تقرير خاص || الدرس القاسي لفينس مكمان !

الكاتب رامي علي بتاريخ 2 فبراير، 2014




الكل يتمنى أن يشاهد نزال سينا ضد هوغان وإعادة نزال بيغ شو ضد بروك ليسنر، وأن نرى بروك ضد باتيستا، وأن يجتمع ستينج وتيكر ومايكل وبروك ليسنر في حلبة واحدة، أمنيات الثمانينات والتسعينات وبداية الألفية لا زالت تلقي بظلالها على العقد الثاني من الألفية.


ستينج ضد بروك.. جولدبيرغ ضد تيكر.. إعادة نزال روك ضد بروك وروك ضد جولدبيرغ.. وعدّ واغلط من أمنيات الأجيال التي تابعت الزمن الكلاسيكي ثمّ الذهبي للمصارعة الحرّة.


وبعد كآبة السنوات المظلمة التي عاشها جمهور المصارعة الحرّة منذ عام 2006 وحتى 2010، وهم يشاهدون سخافات هورنسواجل وإم في بي ومستر كندي وفريق سبيريت تنفّس جمهور المصارعة الصعداء غير مصدقين وهم يتابعون مصارعين رائعين من مثل سي إم بانك ودانيل براين وبراي وايت ورومان رينز وسيث رولنز ودين امبروز ودولف زيجلر وغيرهم، حيث الأداء القوي والرائع على الحلبة والكاريزما العالية والإبداع على المايك.


غير أن الاتحاد مارس ويمارس مع هؤلاء النجوم الشباب سياسة غريبة (إن كان هناك سياسة أصلًا)، فينس مكمان تلقى درسًا قاسيًا من مغادرة ذا روك وأوستن والصدمة الكبرى له بطعنة بروك ليسنر له وتركه للاتحاد بعد أن بنى له الخطوط العريضة لسيناريوهات عامين متتاليين وبنى عليه الآمال، ثم الصدمة الأخرى حين جاء ببوبي لاشلي ليكون بروك ليسنر الجديد ليخون هو الآخر ظنون مكمان ويغادر الاتحاد، طبعًا أوستن غادر للإصابة، وروك للسينما، وبروك لأنه أراد أن يصبح نجم كرة قدم ففشل فشلًا ذريعًا وعلم أنه ارتكب غلطة عمره، ولما رفض الاتحاد عودته ذهب لليابان قبل أن يجد نفسه في الفنون القتالية، أما بوبي لاشلي فظن أنه سيقدم شيئًا في مكان آخر، لكنه فشل فشلًا ذريعًا ولا زال يعض أصابع الندم ويحاول العودة للنجومية ولو عبر مقاطع في اليوتيوب.


بسبب هذا أعتقد أن مكمان وصل لقناعة واضحة، وهو أن المصارع إذا أعطيته كل الإنجازات في مدّة محدودة سيقل حماسه للمصارعة إن وجد مصدرًا آخر للمال، بروك ليسنر خلال سنتين فقط فاز برويال رمبل، وحطم أساطير كهوجن وروك وتيكر وأنجل وفاز بالحزام فحقق كل ما كان يحلم به خلال مدّة وجيزة مما جعل حماسه يقل وتعبه يزداد بسبب التنقل الكثير، فوصل لقناعة أنه حقق كل ما يريد في الاتحاد ولم يعد يوجد ما يثبته وحان الوقت للمضي بعيدًا عنه.


لذلك مارس مكمان مع المصارعين سياسة (التقطير)، فهو يقطّر الإنجازات لهم تقطيرًا ليبقوا أطول وقت ممكن في الاتحاد، وانظروا لحال ميز وكوفي وجيلهم الذي علق مع الاتحاد في سنواته البائسة ووضعوا أجسادهم على المحك السنوات الطوال دون إنجازات تذكر، لذلك تعودنا على أن يرفع الاتحاد المصارع في سيناريو واحد إلى القمّة ثم يخسف به أرضًا لعدّة أشهر كما حصل مع بانك وشيمس وبراين ودولف زيجلر وكما سترونه -إن لم تتغير سياستهم- مع دانيل براين ورومان رينز، ولا تستغربوا إن وجدتم رومان رينز يصعد للقمة ثم نجده يتراقص بعدها مع سانتينو وانظروا لفاندانجو كيف كانت بدايته ومن أخرجه في مهرجان رويال رمبل، وتيناسي (ألبرت) كيف بدأ ليكون في سيناريو ضخم ضد سينا ثم رأيناه يهزّ جسده مع برودس كلاي، والذي كان هو الآخر وحشًا قبل أن رأيناه بهذه المسخرة.


هذه السياسة هي العقبة الأولى أمام مصارعي الاتحاد للوصول للصف الأول، أما العقبة الثانية فهي المقاعد المحجوزة لنجوم الاتحاد القدماء، نعم الرسلمانيا لا طعم لها دون تيكر، لكن يبقى واقع أنه قد حجز مكانًا على الحلبة مما يعني حرمان أحد النجوم الشباب من هذا المكان، فالمباريات محدودة وأماني مسؤولي الاتحاد بعودة أسطورة وإعادة نزال بين أسطورتين وقائمة من الأمنيات والعودات التي لا تنتهي ولن تنتهي، وإذا استمرت الحال على هذا الأمر فالمينيا ستكون (أمنية مستحيلة) للعديد من النجوم الشباب.


والمفترض أن يكون الحل لهذه المشكلة -التي ربما تؤدي هذه الأيام لمغادرة أحد أهم مصارعي الاتحاد سي إم بانك- عودة الأساطير وأيقونات المصارعة في سيناريوهات ثانوية والحدث الرئيسي يكون لأهم مصارعي الاتحاد الذين وضعوا أجسادهم على المحك طوال السنة، ولنتذكر أن أحد أفضل نزالات الريسيلمينيا -إن لم يكن أفضلها- ذا روك ضد هوغان لم يكن الحدث الرئيسي في المهرجان ومع ذلك اشتهر بقوة وكان على الغلاف لأن الأسطورة لا يحتاج أن يكون في الحدث الرئيسي، كذلك أندرتيكر والذي يعتبر الكثير من جمهور المصارعة أنه حدث رئيسي وإن لم يكن كذلك، فما حاجة باتيستا ليكون في الحدث الرئيسي؟ وما حاجة سينا ليكون في الحدث الرئيسي؟ وإلى متى سيبقى ينتظر النجوم الشباب انتهاء قائمة الأساطير والأيقونات والنجوم القدماء؟


أما العقبة الثالثة فهي كثرة النجوم، الاتحاد أنهى على ما يبدو قائمة أمنيات العديد من الصغار للوصول إلى النجومية بات الوصول إليها أصعب من السابق، قد يتعب مصارع ما طوال حياته ويجازف بجسده ويبدع ثم يصل إلى الاتحاد أخيرًا وبالنهاية يقتنع أحد موظفي الاتحاد بأن هذا المصارع يصلح للأدوار الكوميدية (عندكم سانتينو ماريلا أحد أفضل المصارعين أداء في الفنون القتالية لو أعطي فرصة) وعليه أن يوقف طموحه في الوصول إلى مكان الأبطال والنجوم الكبار بأمر من موظف في فريق الإبداع، وأيضًا ضياع وقت المصارع في نزالات لا طعم لها ولا لون ولا سيناريو، وانظروا حال ميز وكوفي والعملاق كالي وفاندانجو.


وأهم سلبية تطال هؤلاء النجوم، وتطال جماهير المصارعة، هو أنهم قد صاروا (حقل تجارب) لفريق الإبداع المزعوم، كم سيناريو قام به الاتحاد ولم يكتمل، هل تذكرون سيناريو نهاية العالم لكريس جيريكو؟ والبروموهات الخطيرة التي ضيعنا وقتنا بتحليلها؟ ماذا حصل؟ لا شيء مطلقًا؟ هل تذكرون مدير عرض الرو المجهول؟ ورسائل جون لورنايتس عبر جواله وعبر الكومبيوتر؟ وأنه يحتمل أن يكون فلير أو شين مكمان أو غيره، ولما جمعوا الأموال من أرباح هذا السيناريو احتاروا كيف ينهوه، ليظهر لنا هورنسواجل بكل بساطة من تحت الحلبة ونكتشف أنه مدير عرض الرو!! وهل تذكرون مواجهة بيج شو لإدارة الاتحاد؟ ماذا حصل في النهاية؟ لا شيء! وماذا عن عودة كيفين ناش ضد بانك وتربل إتش والتحليلات حول عودة فريق النظام العالمي الجديد بقيادته ولا شيء، انتهى السيناريو بدون نهاية.


حتى جون سينا، بمجرد أن يأتي اليوم الذي نشاهد فيه تفوق أحد المصارعين عليه من ناحية المبيعات سيصدم جمهور المصارعة بتهميشه فجأة، وربما نراه يتراقص هو الآخر مع هورنسواجل.


حسن عثمان



تابع صفحتنا الرسمية على الفيسبوك وتويتر: