وجهة نظر: لا علاقة لسوبرمان بمعاناة رومان رينز بقدر لسانه

وجهة نظر: لا علاقة لسوبرمان بمعاناة رومان رينز بقدر لسانه

الكاتب محمد بهاءالدين بتاريخ 17 نوفمبر، 2015


111

لو كل شئ كان يسير وفق هوى المشجعين لما وصلت المصارعة الحرة الى ما هي عليه الآن، ولفاز مصارع مثل دانيال براين بجميع البطولات المطروحة فى الاتحاد ولم يخسرها على الاطلاق، ولكن حتى تصنع حدث ترفيهي عليك ان تضع رأي الجمهور بعين الاعتبار دون اخذه كاملا.

وهو ما يولد عنصر المفاجأة وغيرها من الاحداث الشيقة التى قد لا يفهمها الجمهور في لحظته ولكن لاحقا يدرك روعة اللحظة التى عاشها على الرغم من غضبه فى تلك اللحظة، تماما كما حدث مع خسارة اندرتيكر امام بروك ليسنر فى مهرجان راسلمينيا.

وهو ما يقدونا للحديث عن رومان رينز، أولا علينا ان نحدد اي نوع من المصارعين هو رومان رينز، هل هو من النوع الذي يجيد الشخصية الطبية مثل جون سينا، دولف زيغلر، الروك ، اندرتيكر، وغيرهم، أم انه من الجيدين فى الشخصية السيئة، مثل تربل اتش، كيفين ناش، بروك ليسنر، مارك هنري وغيرهم. او حتى الشخصية المبالية، مثل ستيف اوستن، كين، دين أمبروز، غولدبيرغ والاخرين.

فتحدد هوية المصارع هى اول خطوات النجاح، وبعدها يمكن ان يتم تحويله من شخصية الى اخرى على شرط ان يكون فى الاساس ضمن شخصيته الاساسية. فالروك قدم من قبل شخصية المصارع الشرير حين اتحد مع السلطة للفوز بالحزام، وايضا الشخصية المتمردة حين تحول الى عازف جيتار وهو يسخر من الجميع، ولكن فى الاساس كان محبوب الجماهير وضمن شخصية المصارع الطيب.

وما يحدث لرومان رينز هو بالتحديد ما يحدث لرفيقه فى فريق الدرع، وهو تجربة كل الشخصيات للتأكد من ايهم افضل بالنسبة له، فرومان رينز كان صاحب الشخصية الطيبة وسيواصل عليها لوقت طويل حتى يتأكد كتاب السيناريو ان كان سينجح فيها ام لا، والتزم سيث رولينز بالشخصية السيئة، فيما كان دين امبروز هو المتمرد، لذا على الثلاثي ان يلتزم بتلك الشخصيات لاطول وقت حتى يرسخوا فى اذهان الجماهير على تلك الصورة ومن ثم يبدأ التفكير فى تحولهم.

اما عن الحل بالنسبة لمعضلة رومان رينز وتخوف البعض من تحوله الى نسخة جديدة من جون سينا الخارق، فهو أمر بعيد تماما عن الحقيقة ولا علاقة للفوز المتكرر بكراهية الجماهير، وعلينا ان ننتبه الى نقطة معينة بالنسبة لعلاقة رومان رينز مع الجماهير، وهى ان الجمهور لم يكره رومان رينز على الاطلاق، وانما كان انقلابهم عليه لتواجده فى المكان الخطأ والتوقيت الخطأ.

وحدث ذلك فى مهرجان رويال رامبل حين فاز رومان رينز بدلا عن دانيال براين المطلب الأول للجمهور. وهو ما كان سيحدث مع اي مصارع آخر لو فاز بدلا عن رومان رينز، تماما كما حدث مع باتيستا فى العام قبل الماضي، وايضا مع راي ميستيريو الذي دخل رقم (30) وهو ما كان يعني وقتها انه آخر المشاركين فى النزال ولن يشارك دانيال براين على الاطلاق.

وقد تحدث البعض عن تحول رومان رينز الى الشخصية الشريرة، وهو الخيار الذي تلجأ اليه عادة الادارة لامتصاص غضب الجمهور حين يفشل مصارع ما فى الشخصية الطبية. ولكن هناك مشكلة كبيرة تقف فى طريق رومان رينز للتحول الى الشخصية الشريرة، وهى عدم مقدرته على الحديث عبر المايك بصورة جيدة.

وبالتأكيد لا يوجد مصارع شرير سينجح بدون مايك ليهاجم به الجماهير، وهو ما افشل مهام رايباك من قبل حين تحول الى الشرير، وكذلك النجم روسيف والذي احتاج الى تواجد الادارية لانا طيلة الوقت، وفشل تماما فى اقناع الجمهور بعد مغادرتها.

اما بالنسبة الى كونه سوبرمان فهو لا علاقة له ايضا بكراهية الجمهور، فمن اسباب نجاح المصارع الاسطورة غولدبيرغ في السابق انه كان يدخل الى الحلبة ويحقق الفوز فى اقل وقت دون ان يتعرض حتى الى الضرب من الخصم، ومع ذلك لم تهاجمه الجماهير على الاطلاق، ووقفت فى جواره وظلت تشجعه حتى وصل الى رقم قياسي من الانتصارات المتتالية، بل حتى انها انقلبت عليه حين تعرض لاول خسارة على يد المصارع كيفين ناش.

لذا سلسلة انتصارات رومان رينز التى لا تتوقف قد تكون ايضا من اسباب نجاحه فى المستقبل القريب. وفى الخلاصة ان اردنا ان نتحدث عن ما قد يجعل رومان رينز الافضل على الاطلاق ويصبح وجه الاتحاد الأول، فعلينا ان نرجع ذلك الى نقطة معينة وتحدي واحد على رومان رينز ان يتخطاه، وهو المقدرة على الحديث عبر المايكرفون.

سؤال اخير الى كل من يعتقد ان دين أمبروز احق بالدفعات بدلا عن رومان رينز وايضا افضل منه.. كم مرة شارك دين امبروز فى نزال جعل الجماهير تهتف (هذا رائع) الاجابة – صفر – للأسف. وكم مرة شارك رومان رينز فى نزال وحصل على هذا الهتاف من الجماهير ؟ الاجابة – غالبية نزالات رومان رينز الاخيرة – ومع ذلك قد يكون دين أمبروز افضل من رمان رينز فى عدة اشياء ولكنه ليس افضل منه في الحلبة بكل تأكيد.

الكاتب: محمد بهاء الدين