تربل اتش في تصريحاته الآخيرة المندرجة ضمن عداوته مع دانيال برايان، مثّل نافذه مشرّعة على مصراعيها بين الجماهير ودائرة صنع القرار داخل الاتحاد (فريق الإبداع وعائلة مكمان)، فكان من البديهي جدا التركيز على تفاصيل ما يقول ويفعل ليس فقط لأن كلماته انعكاساً طبيعياً لعداوته الحالية انما لما تخفي -كلماته- في ثناياها من أفكار ورسائلة يراد لها أن تصل الجماهير بطريقة تدريجية وسلسلسة، وهو ما ذكرناه لكم سابقا في أكثر من تقرير عن تلميحات ورسائل مبطة من هانتر لبانك .
مؤخراً، صرح تربل اتش وفي أكثر من مناسبة بأن العصر الحالي للمنظمة يندرج تحت ما يمكن تسميته ( عصر الواقع)، وهو تصريح لم أجد له تلك الأصداء التي يستحقها، وكأنه مر مرور الكرام على مجمل المتابعين لأخبار المصارعة من محللين وصحافيين وجماهير!
التصريح وإن بدا للوهله الأولى كجزء من سيناريو برايان ضد السلطة إلا أنه حمل في طياته – برأيي- الكثير مما قد تكون الشركة بصدد التخطيط له في الأيام المقبلة!
مصطلح “عصر الواقع ” أو “عصر الواقعية” كما اطلق عليه اتش يمكن النظر إليه من زاويتين مخلفتين :
– الأولى (معنوية وعامّة) بحته تندرج ضمن سياق سيناريو اتش وبرايان دون تعميم على باقي السيناريوهات أو انشطة الاتحاد.
وكأن المقصود هو أن الاتحاد يريد من صدام اتش وبرايان أكثر واقعية وتماس مع الجمهور باعتبارهم جزءاً من الحدث بسبب هتافاتهم الدائمة ب YES , ولكون إرادتهم هم من رسمت ملامح السيناريو، فأصبحت القصة أكثر واقعية ومصداقية !
وهو ما أتمناه شخصيا بعيدا عن الزاوية الثانية التي أراها أشد ظلاماً وخطورة على محبي المصارعة ومتابعيها.
– المنظور الخطير الآخر لتصريحات اتش هو منظور(تجاري تلفزيوني) بحت : وهو متعلق بنمط برامج تلفزيون الواقع، والتي بدأ الاتحاد بالفعل انتهاجها مع قسم الديفاز ببرنامج (توتال ديفاز) ومؤخرا مع أساطير الاتحاد القدامى ضمن باقة برامج الشبكة تحت مسمى (بيت الأساطير).
خطورة وجهة النظر هذه تكمن في أن الاتحاد بدأ باستهداف فئة مختلفه من المتابعين, فئة ربات البيوت وكبار السن ومختلف الأشخاص الذين لا يبحثون عن العنف أو المصارعة بحد ذاتها بقدر بحثهم عن الدراما الاجتماعية والعاطفية، وما يزيد الأمر ضبابية هو إقحام نجوم الاتحاد الحاليين واحدا تلو الآخر في هذه البرامج، مما يزيد من أعباء النجوم أنفسهم ويقلل من تركيزهم على ما يدور في الحلبة.
سيقول قائل أن كل ما يحدث سيناريو وأن الموضوع لا يحتمل هذا التفسير المعقد, لكن وجهة نظري هذه لم تتشكل إلا بسبب ما شهدناه قبل عصر الPG من تخدير إعلامي وتمهيد سهل عملية الانتقال تلك دون أن يكترث الاتحاد بكمية المتابعين المتعلقين بعصر الأتيتيود وعنفه وجرأته، ملقيا عرض الحائط بتلك الجماهير ومرحبا بجماهير أقل طلبا للعنف والجرأة والشراسة من الأطفال والشباب!
وكل الخوف أن يتكرر نفس السيناريو من جديد، وأن يستبدل الاتحاد متابعيه القابضين على جمل الPG على علاته بفئة مسالمة كل همها أن ترى برايان وبري بيلا سعيدين في بيتهما، أو مُسنّ يتمنى أن يصطاد (جيم دوغان أو رودي بايبر) سمكة أكبر من سمكة الآخر!
تحليل: رامي علي
Follow @RamiAlix