تحليل || دانيل براين .. اللغز الذي حير جماهيرنا العربية !!

تحليل || دانيل براين .. اللغز الذي حير جماهيرنا العربية !!

الكاتب رامي علي بتاريخ 3 أبريل، 2014




أولا وقبل أن أدخل في موضوع تحليلي اليوم أحب أن أنوه أن كل ما سيتم ذكره بالتحليل لا يمثل إلا وجهة نظري فقط، لما سيتضمنه التحليل من آراء شخصية بحتة ووجهات نظر قد تتفقون معها وقد تختلفون، ولكني أقول لمن يختلف معي أهلا وسهلا بك وبوجهة نظرك التي أحترمها، ومرحبا بالنقد البناء بدون التجريح.

موضوع تحليلي اليوم يدور حول النجم دانيل براين وهو موجه لفئة معينة من الجماهير والقراء الكارهين للنجم وشعبيته، والذي أثار جدلا واسعا في فترة وجيزة جدا ما بين محب يراه النجم الأكثر جماهيرية بالاتحاد بل في العالم كله، وبين من يراه لا يستحق تلك المكانة أو بمعنى أصح “مضخم” وهي الكلمة الشائعة التي تعتبر أكثر كلمة أسمعها من جماهيرنا العربية.

مبدئيا قد لا أجد من يختلف معي على الموهبة الرائعة التي يتمتع بها دانيل براين وأدائه المليء بالحيوية والطاقة داخل الحلبة والتي تنتقل للكثير مننا كمشاهدين لنزالاته، أما فيما يخص الحديث على الميكروفون فهو لا بأس به، بالرغم من رؤيتي أن أدائه على الميكروفون مبالغ به ومصطنع بعض الشئ أي ليس واقعيا في حديثه لكنه مقبول أفضل من الكثيرين بالاتحاد في تلك النقطة.

إذن فدانيل براين كأداء داخل الحلبة وعلى الميكروفون جيد، فما المشكلة التي جعلت الجميع يراه غير مؤهل للتواجد بين الكبار ؟!

دعونا نعود بالذاكرة لوهلة ونستعيد ذكريات فريق “هيل نو” عندما كان براين والوحش الأحمر كين أصدقاء وحاملين للقب الفرق الزوجية لأشهر، كان الطابع العام لذلك الفريق كوميديا ويهدف إلى إسعاد الجماهير بنجمين الأول ضئيل الحجم يعاني من مشاكل في التحكم في غضبه، والثاني وحش يعاني من نفس المشكلة والتي جمعتهم في النهاية كفريق واحد.

في ذلك التوقيت خرجت العديد والعديد من الجماهير التي تطالب بفصل النجمين عن بعضهما مع إعطاء دفعة قوية لدانيل براين، ليكون بين نجوم القمة وينافس على لقب بطولة WWE التي كانت بحوزة جون سينا حينها، وبالفعل تحقق ذلك وكانت جماهيرنا العربية متوسمة فيه خير أنه سيظل على القمة ولن يتدنى إلى مرتبة سفلى كسابقيه.

وبمجرد أن تم إبعاده عن اللقب المسلوب منه بفعل فاعل في مرتين متتاليتين تعالت الصيحات من جديد مطالبين بفترة حمل عادلة للقب الأغلى بالاتحاد وبالعالم، وكانت جماهيرنا العربية تصب جم غضبها على فريق الإبداع عند إفشال أي محاولة لسعيه نحو اللقب الضائع.

إذن فما الذي حدث سبب ذلك الانقلاب على النجم المجتهد ؟! ما المشكلة في مواجهته للمدير التنفيذي تريبل اتش بريسلمانيا والفوز عليه الذي أصبح شبه أكيد ؟!

أصبحت جماهيرنا العربية تردد ألفاظ “قزم – مضخم – وجه الماعز” أكثر من اللازم بمجرد ذكر اسم دانيل براين في جملة مفيدة، ولا أجد مبرر لهذه الحملة على مصارع مجتهد مثل براين، وسأسرد لكم بعض النقاط لعلها تغير شيئا من انطباعات جماهيرنا العربية في ذلك الأمر :

 المصارعة الحرة ليست عبارة عن أشخاص من ضخام الجثة يجتمعون لمعرفة من الأضخم أو الأقوى بدنيا، ولو كانت كذلك لما كان هناك أساطير ومخضرمين ضئال الحجم مثل ريك فلير، شون مايكلز، كريس بنوا، “راودي” رودي بايبر، إيدي جاريرو، وكريس جيريكو، وكيرت أنجل، وغيرهم …

 تريبل اتش ليس ذلك المصارع الذي لا يخسر بريسلمانيا، فهو ثاني أكثر مصارع تلقى هزائم بريسلمانيا بعد العملاق بيج شو، أي أن هزيمته “من أو لـ”براين لن تغير الكثير في مسيرته أو ماضيه الممتلئ ما بين انتصارات وهزائم. 

 تريبل اتش تلقى هزائم كثيرة من نجوم ضئيلة الحجم مثل هزائمه الكثيرة في السابق من كريس بنوا، ومن شون مايكلز، والعديد …

 لا أقصد المقارنة بين النجوم والأساطير المذكورة وبين دانيل براين، فتلك الأسماء كانت لمجرد التذكير وليست للمقارنة، ولكن عندما نتحدث عن الأداء فهذه الأساطير قد تُسكتني وتطلب أن تثني بنفسها على أداء براين المقنع بالعروض.

 تواجد دانيل براين بنزال الحدث الرئيسي بريسلمانيا أمام راندي أورتن وديف باتيستا ليست أول نزال يجمع مصارع صغير الحجم أمام نجمين من يكبراه حجما، فالأمثلة كثيرة وكانت على ألقاب بطولة العالم وبريسلمانيا أيضا مثل نزال بطولة العالم بين راندي أورتن وكيرت أنجل وري مستيريو بريسلمانيا 22 عام 2006، والذي انتهى لصالح ري مستيريو الأقل من براين حجما، ونزال بطولة العالم أيضا بين تريبل اتش وشون مايكلز وكريس بنوا بريسلمانيا 20 عام 2004، والذي انتهى لصالح الراحل بنوا الشبيه جثمانيا ببراين، إذن الأمر ليس بالحجم.

 فيما يخص التساؤلات الشائعة في الفترة الأخيرة وهي كيف يتلقى مصارع بتاريخ تريبل اتش هزيمة من دانيل براين الأقل خبرة منه، فيجب أن نتذكر أن أول بطولة عالم لبراين كانت أمام العملاق بيج شو ذو التاريخ الكبير، أعلم أنها كانت بمثابة سرقة اللقب ولكنه هزمه بجانب مارك هنري في نزال القفص الحديدي مما يجعل فوزه باللقب صحيح.

ولكن ماذا عن أولى بطولات WWE لدانيل براين أمام من حققها ؟! كانت بالفوز الصريح على النجم جون سينا وجه الاتحاد والنجم الأول وكانت بعرض سمر سلام الماضي، وثاني بطولات الاتحاد بمسيرته التي كانت أمام راندي أورتن النجم الكبير في فوز نزيه لولا فعلة الحكم أرمسترونج  التي عكرت صفو الفوز وشوهت معالمه.

فلماذا لم نرى مثل تلك الأقاويل والإدعاءات عندما هزم جون سينا وبيج شو وراندي أورتن وشيمس وكين الذين لا يقلون في انجازاتهم وقوتهم عن تريبل اتش ؟؟؟ منذ متى وأصبح تريبل اتش الأعلى شعبية بين هؤلاء ؟!

 بالنسبة لهتافات الجماهير بـ “نعم” فأنا أكاد أجزم أن جماهيرنا العربية وأنا أولهم والذين يكرهون النجم إذا أتيحت لهم الفرصة للتواجد بأي عرض مشارك به دانيل براين وبدأ الهتاف، فسيكونون أول من تنتابهم الحماسة ويهتفون مع الجماهير بأعلى صوت.

وأخيرا .. أتمنى من بعض الفئات من جماهيرنا العربية العاشقة للعبة المصارعة الحرة والتي تأخذ معيار الشكل والجثمان مقياسا للنجومية أن تراجع نفسها في معتقداتها، ففي النهاية تلك هي رياضة ترفيهية لا تهدف إلا للترفيه عن المشاهد، وفي النهاية مرحبا لمن يصفني بالمنحاز لبراين وأهلا بمن ينعتني بالكاره لتريبل اتش، فأنا لست هذا ولا ذاك، إنما أعرض وجهة نظر قد أصيب فيها وقد أخيب.

نلقاكم في تحليلات أخرى .. 

بقلم / أحمد زهران
تابِع @AhmedMZhran



تابع صفحتنا الرسمية على الفيسبوك وتويتر: